( الأكراد )
فتح القدير الجزء 3 صفحة 594
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68) ( قالوا حرقوه ) أي قال بعضهم لبعض لما أعيتهم الحيلة في دفع إبراهيم وعجزوا عن مجادلته وضاقت عليهم مسالك المناظرة حرقوا إبراهيم انصرافا منهم إلى طريق الظلم والغشم وميلا منهم إلى إظهار الغلبة بأي وجه كان وعلى أي أمر اتفق ولهذا قالوا (وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين) أي انصروها بالانتقام من هذا الذي فعل بها ما فعل إن كنتم فاعلين للنصر وقيل هذا القائل هو نمروذ وقيل رجل من الأكراد.
فتح القدير الجزء 5 صفحة 74
وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا (24)
وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم, أي كف أيدي المشركين عن المسلمين وأيدي المسلمين عن المشركين لما جاءوا يصدقون رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه عن البيت عام الحديبية وهي المراد ببطن مكة وقيل إن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على النبي صلى الله عليه وسلم من قبل جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهم المسلمون ثم تركوهم, (وكان الله بما تعملون بصيرا) لا يخفى عليه من ذلك شيء, وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله : ( أولي بأس شديد ) يقول : فارس وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة أنهم الأكراد.
تفسير البغوي الجزء 1 صفحة 326
قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين (68)
( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ) أي : إن كنتم ناصرين لها
قال ابن عمر رضي الله عنهما : إن الذي قال هذا رجل من الأكراد وقيل : اسمه ( هيزن ) فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة وقيل : قاله نمرود فلما أجمع نمرود وقومه على إحراق إبراهيم عليه السلام حبسوه في بيت وبنوا له بنيانا كالحظيرة وقيل : بنوا أتونا بقرية يقال لها (كوثى) ثم جمعوا له صلاب الحطب من أصناف الخشب مدة حتى كان الرجل يمرض فيقول لئن عافاني الله لأجمعن حطبا لإبراهيم وكانت المرأة تنذر في بعض ما تطلب لئن أصابته لتحبطن في نار إبراهيم وكان الرجل يوصي بشراء الحطب وإلقائه فيه وكانت المرأة تغزل وتشتري الحطب بغزلها فتلقيه فيه احتسابا في دينها, قال ابن إسحاق كانوا يجمعون الحطب شهرا فلما جمعوا ما أرادوا في كل ناحية من الحطب فاشتعلت النار واشتدت حتى أن كان الطير ليمر بها فيحترق من شدة وهجها فأوقدوا عليها سبعة أيام, روي أنهم لم يعلموا كيف يلقونه فيها فجاء إبليس فعلمهم عمل المنجنيق فعملوا ثم عمدوا إلى إبراهيم فرفعوه على رأس البنيان وقيدوه ثم وضعوه في المنجنيق مقيدا مغلولا فصاحت السماء والأرض ومن فيها من الملائكة وجميع الخلق إلا الثقلين صيحة واحدة أي ربنا إبراهيم خليلك يلقى في النار وليس في أرضك أحد يعبدك غيره فآذن لنا في نصرته فقال الله عز وجل : إنه خليلي ليس لي خليل غيره وأنا إلهه وليس له إله غيري فإن استغاث بشيء منكم أو دعاه فلينصره فقد أذنت له في ذلك وإن لم يدع غيري فأنا أعلم به وأنا وليه فخلوا بيني وبينه فلما أرادوا إلقاءه في النار أتاه خازن المياه فقال : إن أردت أخمدت النار وأتاه خازن الرياح فقال : إن شئت طيرت النار في الهواء فقال إبراهيم : لا حاجة لي إليكم حسبي الله ونعم الوكيل.
ملاحظة : استعمل بعضهم هذه النقطة ضدي, أن ( هيزن ) عمل على إحراق سيدنا إبراهيم عليه السلام, ولكن الجواب بكل بساطة, أن الأنبياء عموماً لا قوا ما لقوه من الشعوب عامة, بكل أجناسهم وأطيافهم, وغير ذلك لما سميوا أنبياء الله.