الأمل خط مستقيم و اليأس دائرة

الأمل خط ٌ مستقيم , واليأس دائرة ,

ليس في القلب تماما , لربما في الصميم , وجع ٌ ينقر تعبي كبندول ساعة لايكف عن العبث
وهن ُ ثقيل الحضور يشل حركة النبض في اعماقي ويتركني آلة ً تمارس فعل الحياة مرغمة ً ,
العاشرة والنصف بعد منتصف الألم /
شخصان يتنازعان تقمصي المشلول , وأنا المشاهد بينهما لا أملك مجرد الرأي فأنا مسلوب الحركة تماما /
أول ٌ يود أن يذهب بصوتي وحركاتي ومزاجي إلى ابعد نقطة ٍ في سخرية ٍ تداري بكاءها بالضحك .....
وثان ٍ يود أن يستسلم حتى آخر رمق ٍ لتعب يتملكني .....
في المنتصف تماما اجلس بين الاثنين
اشعر بيقين انهما لايشاهداني , كل ٌ منهما يود أن يسيطر على تصرفاتي وكأنه أناي دون أن يهمه ماذا سيحل بي /
جثة ٌ مشلولة ٌ أنا الآن بينهما اتابع ماسيحدث لي / جميل ٌ دور المشاهد هذا / إنه يعفيك من ثقل المسؤولية وعبث اتخاذ قرار إزاء اي شيء/
احببت أن أكون مشاهدا ً حتى ولو مشلولا ً / ببطء التؤددة ازحف تجاه نهاية المشهد الذي لن ينتهي ...
أريد أن اعرف ماذا سيحدث بجثتي التي يتخاطفها سواي
لكنني ميال ٌ للتعب , احس انه اكثر راحة ً من كل ماعداه / سيكفيك ان تستسلم ليأسك ليبدأ شعور ٌ من الراحة الخدر يعبث فساداً بأوصالك / تستسلم للشعور وتريد ان تتعب أكثر ......
تتناثر صور الأيام القليلة الماضية حولك ْ كأجزاء بناء ٍ نسفته – منذ وقت ٍ وحطام - قنبلة ٌ من الغل / فجزءت ابتسامة المكان إلى شظايا
تماما وسط الحطام
تلملم صورا ً بالأبيض والأسود وتحاول أن تخترع علبة ألوانك من جديد
لكن قوس قزح – ودون أن تدري - قد تم اختصاره إلى لونين – الأسود والأسود
تسيطر عليك الأفكار السوداوية بيأسها واحباطها وتعبها ووفاتها تسيطر عليك , لكنها تمنحك شيئا ً من الطمأنينة /
طمأنينة صادقة ٌ بحال ٍ من الأحوال
تغوص في بحر الظلام ذاك الذي يبتلعك دون ان تلقي بالا ً او تذرف ندما ً على بصيص الأمل الذي خلفته ورائك ....
تحدث نفسك بسخرية : ايعقل للأسود أن يكون انصع من الأبيض / وتواصل الغوص .....
تتذكر شطرا ً لصديقك الميت (محمود درويش) وتساءل نفسك بزهد : كيف لشخص ٍ لم يعرفك أن يفهم شعورك لهذه الدرجة من اليقين
تردد /
قلت مالفائدة هرب الوقت منا وشذ ّ المصير عن القاعدة /
هاهنا قاتل وقتيل ينامان في حفرة ٍ واحدة /
تسترجع الصورة تلك لآخراك الشخصيان / آولئك اللذان يحاولان اقتسامك , لكن الفكرة تصيبك بالنزق /
تطرد الفكرة عن مخيلتك كما تطرد يد ٌ - ضجرة الإنزعاج - سحابة من دخان حاولت أن تقيد محيطها ....
تتناثر سحابة الأسود الكثيف من حولك لتصاب باللون الرمادي / شعور ٌ بالوحدة خانق يطبق يديه على عنق تنفسك / ويعاودك وجع ٌ في القلب ....
تحس بأنك نبتة ٌ يائسة يتيمة وسط صحراء من الحر لانهاية لجفافها /
تحاول أن تصنع نهاية لتلك الصحاري بأعماقك وتجاهد أن تستبدل الاصفر الجاف بالأزرق الندي ولكن الرمادي , يهبط عليك كنيزك ٍ سماوي ٍ لا مناص من سواده /
الأمل خط ٌ مستقيم , واليأس دائرة ,
ولكن في حالتك وعندما كنت تحاول يائسا ً أن تتجرع حفنة ً من أمل , اغلقوا عليك الخط المستقيم , فأصبح دائرة ....
تمتدح الكتابة والكأبة , صديقتاك الحميمتان تلك اللتان لاتملا من حماقاتك ولاتضجران من ثرثراتك / ولكن عبثا ً تحاول / أن تفرغ مابداخلك من بوح على مساحة ورقية محدودة ٍ ماكان لها أن تستوعب أكثر مما قدر لها أن تستوعب
غدا ً يوم ٌ آخر ... مقولة ٌ لطالما اعجبتك واقنعتك
تحدث نفسك بهدس .. وتضع نقطة ً من أول الصبر / وتواصل الرحيل ..........

صلاح الدين صافي
(ص.د.ص)