جلستْ والقلقُ بعينيها تتأملُني ثم تتجاهلني ...تبعثرني ثم بعينيها تُلملِمُني...جلست امامي وقد سكنت قارةُ افريقيا في عمقِ احداقها..
وهناك محيطٌ هادىءٌ هائجٌ فوق َ خديها ...وقد تعب القمرُ من رحلتهِ واستقرَّ في وسطِ عينيها ...وزهر الرمان قد ارتسمَ ونام فوق شفتيها ..
وزورقٌ مهترىءُ الشراعِ قد رسى في ميناءِ يديها..
جلست سيدةُ الزهور وقد ذاب َ حنيني فوق صدرها...ومات الكلامُ فوقَ جفنيها..وغفا الغرامُ بعد السفرِ عند حدودِ عينيها ...
جلست ْ سمراءُ العيونِ عن حبي لها تسالُني..جلستْ تشربُ من كأسي..بثمالتها تُسكِرُني..برائحة انفاسها اليها تجلبني..ثم بلؤمِ عينيها عنها تُبعدُني ..ثم تعودُ سمراءُ العيونِ لتسالُني عن حبي لها وتستفسرني..مابالها ثقبتْ بأصابعها جسدي....ااااااه لو تعلمينَ كم انتِ لي ...فانتِ يا جميلة العينينِ ربيعيةً كزهرةِ نيسانِ ...وجبينُكِ مشرقٌ كالنهارِ...وفي حُجرةِعينيكِ يا فاتنتي..كم اهوى الانتظارْ..وفي تلكَ الحجرةِ يا جميلتي وجدتني مُمتزجاً مع نشوةِ الخمرةِ في عينيكِ ...ومع حُمرةِ الرمانِ في شفتيكِ ..
في حجرةِ عينيكِ يا جميلتي اجدُ نفسي مُمتلئاً بالفراغْ احتاجُ لانْ انامُ فوقَ يديكِ ...فانا يا سيدتي كالعصفور ِ اعيشُ في عشٍ صغيرٍ يغوصُ في حجرةِ عينيكِ ...انا كالعصفور اعيش مُتنقِلاً بين اعشاشِ جسدكِ
مرةً اسكنُ في اساورِ اللؤلؤِ في يديكِ ...
ومرةً اعيشُ في عقدِ الفيروزِ المدلّى فوقَ صدركِ ...ومرةً اغفو كالحمامِ فوق ذراعيكِ .. انا يا جميلتي اهوى الوقوفَ ظهرُكِ العاري...انا يا صديقتي اهوى السَّكنَ في عمقِ مُقلتيكِ ...
انا يا حبيبتي نسرٌ ثائرٌ يحطُ بجناحيهَ فوقَ جفنيكِ ....وحمامةً تعيشُ تحتَ شالِ الحريرِ على كتفيكِ ..
ما بالُكِ ذابلةً كالريشةِ بين قطراتِ المطر...ما بالُكِ تائهةً كالوردةِ بين اوراقِ الشجرْ...فخصرُكِ الطويلُ كالحصانْ..وظهرك الابيضُ العاري يضيءُ على القمر...وشفتيكِ كقطةِ البيتِ عنيفةً تهربُ كل يومٍ مني ومنَ الضجرْ..وعينيكِ اختصرتا كلَّ تاريخ ِ النساءِ وعيونِ كلِّ البشرْ...
تحركي ايتها الساكنة العبي وانعجبي بتفاصيل تفاصيلي فمن جسمك يفوح عبير الهوى ومن صدرك ينطلق نبعا ماء وفي عمق احداقك يسكن الدجى
انا يا حبيبتي بكل حب اتبعك اعيش رحالا بين المقاعد والمرايا
اكون حيث تكونين انت انام حيث تنامين انت
اني احبك اني احبك
ايتها الانثى التي حول خصرها توقفت العصور والازمان
عند حدود صدرها يتورد زهر الرمان
وفي عمق شفتيها قد ولد الكلام
ايتها الانثى التي بعد حضورها قد ولد الانسان
كلما رايتك يا صغيرتي اشعر بانني رجلا على يديك قد بلغ العشرين
وعلى صدرك كبرت وما تمنيت ان اصل الخمسين
انا لست ملكا على عرشٍ ولست عبدا لجاريةٍ ولست بوذيا الى اعماق النار يسير فلتقبليني كما انا شاعر يتقن الحب ورجلا له رغبة ً ولست ً ورقا ولا قصدير
ما بالك باردة ولا يفصلك عني سوى خط احمر ان تجاوزته سينطلق من حنجرتك الصهيل ومن مزاريب بيروت ساسمع الزمهرير
ما بالك جامدة ً ولا يفصل بين صدري وصدرك سوى شالا حريريا وقميصا من كشمير
ما بالك محنطة ً ولا يفصل بين فمي وفمك سوى رغبة ان بدات ستكون ثورة التحرير
اما زلت يا سمراء العيون عن حبي لك تسالين