خلال دراسة أقوم بها عن الأديان والمذاهب في الشرق, مرت بعض من الصفحات في بعض المعاجم والكتب العربية ذكر بها الأكراد أردت تقديمها من قبيل الفائدة, قصدت نقلها حرفياً مع التشكيل دون أي تعديل مع ذكر المصدر حتى لو تبحرت قليلاً فيها فذلك من أجل توصيل الصورة والفكرة
تم ضغط حجم الصورة دون التأثير على الدقة و الابعاد
الحجم الأصلي: 108 KB
الحجم الجديـد:
44 KB تـم اختصــــار : 65 KB
صورة مأخوذة من الغوغل صلاح الدين في مواجهة ريتشارد قلب الأسد
معجم البلدان
باكَلْبَا: من قرى إِربل؛ منها: صديقنا الفقيه أَبو عبد الله الحسين بن شروين بن أَبي بشر الجلالي الباكلبي تفقّه للشافعي وأَعاد في عدّة مدارس في الموصل وحلب، وسمع الحديث من جماعة، وهو شابٌّ فاضل مناظر، والجلالي نسبة إلى قبيلة من الأكراد.
حصن الأكراد: هو حصن منيع حصين على الجبل الذي يقابل حمص من جهة الغرب، وهو جبل الجليل المتصل بجبل لبنان، وهو بين بعْلَبَكَّ وحمص، وكان بعض أُمراءِ الشام قد بنى في موضعه برجاً وجعل فيه قوماً من الأَكراد طليعةً بينه وبين الفرنج وأجرى لهم أرزاقاً فتديروها بأَهاليهم ثم خافوا على أنفسهم في غارة فجعلوا يحصنونه إلى أن صارت قلعة حصينة منعت الفرنج عن كثير من غاراتهم، فنازلوه فباعه الأكراد منهم ورجعوا إلى بلادهم وملكه الفرنج، وهو في أيديهم إلى هذه الغاية، وبينه وبين حمص يوم، ولا يستطيع صاحبها انتزاعها من أيديهم؛ وقال الحافظ أبو موسى الأَصبهاني عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال: ذكر ابن أبي حاتم محمد بن حفص الحصني وقال: موضع بين الرقة وحلب، وهذا يقال له حصن الأكراد؛ قلت أنا: وقوله وهذا يقال له حصن الأكراد من لَبْس أَبي موسى وهو خطأٌ لما ذكرنا، وأما ما ذكره ابن أبي حاتم فخبّرني الوزير القاضي الأَكرم أَبو الحسن علي بن يوسف الشيباني القفطي، أَدام الله حراسته، أن بين بالس ومَنْبج موضعاً يقال له حصن عديس، وهذا بين الرقة ونواحي حلب حصن الدَّاوِيَّة، ويقال: الدَّيْوِيّة، حصن حصين بنواحي الشام، والديوية الذين ينسب الحصن إليهم قوم من الأَفرنج يحبسون أنفسهم لجهاد المسلمين ويمنعون أنفسهم من النكاح وغيره، ولهم أَموال وسلاح، ويتعاونون القوة ويعالجون السلاح، ولا طاعة عليهم لأَحد.
الدَّشْتُ: بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره تاء مثناة من فوق: قرية من قرى أصبهان؛ منها القاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن جرير بن سويد الدشتي، روى عن أبي بكر عبد الرحيم وغيره. و الدشت أيضاً: بليدة في وسط الجبال بين إربل وتبريز، رأيتها عامرة كثيرة الخير، أهلها كلهم أكراد. و دَرْدَشْت: محلة بأصبهان؛ ينسب إليها أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سِيَاه الدشتي المذكر، روى عنه أبو بكر بن مردويه، مات سنة 376؛ وأما أبو بكر محمد بن أحمد بن شعيب الدشتي الكرابيسي النيسابوري فإنما نسب بهذه النسبة لسكناه خان الدشت، سمع أبا بكر بن خزيمة، سمع منه الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي في محرم سنة 349.
زَوَزَانُ: بفتح أوله وثانيه ثم زاي أخرى، وآخره نون: كورة حسنة بين جبال أرمينية وبين أخلاط وأذربيجان وديار بكر والموصل، وأهلها أرمن وفيها طوائف من الأكراد؛ قال صاحب الفتوح: لما فتح عياض بن غنم الجزيرة وانتهى إلى قَرْدَى وبازَبْدَى أتاه بطريق الزَّوَزان فصالحه عن أرضه على إتاوة، وذلك في سنة 19 للهجرة؛ وقال ابن الأثير: الزَّوَزَان ناحية واسعة في شرقي دجلة من جزيرة ابن عمر، وأول حدوده من نحو يومين من الموصل إلى أول حدود خلاط وينتهي حدّها إلى أذربيجان إلى أول عمل سلماس، وفيها قلاع كثيرة حصينة، وكلها للأكراد البشنوية والبُختية، فمن قلاع البشنوية قلعة برقة وقلعة بشير، وللبختية قلعة جُرْذَقيل، وهي أجلّ قلعة لهم، وهي كرسي ملكهم، وآتيل وعلّوس، وبإزاء الحرّاء لأصحاب الموصل ألقي وأروخ وباخوخه وبرخُو وكِنكِوَر ونيروه وخوش .
دَهْلَك: بفتح أوله، وسكون ثانيه، ولام مفتوحة، وآخره كاف، اسم أعجمي معرب، ويقال له دهيك أيضاً: وهي جزيرة في بحر اليمن، وهو مُرْسًى بين بلاد اليمن والحبشة، بلدة ضيّقة حرجة حارة كان بنو أُمية إذا سخطوا على أحد نَفَوْه إليها؛ وقال أبو المقدام:
ولو أصبحَتْ بنتُ القُطاميّ، دونها
جبالٌ بها الأكرادُ صُمٌّ صخورُها
لباشرتُ ثوب الخوف، حتى أَزُورها
بنفسي، إذا كانت بأرض تزورها
ولو أصبَحَتْ خلف الثرَيّا لزُرتُها
بنفسي، ولو كانت بدهلَك دورُها
وإربل: قلعة حصينة، ومدينة كبيرة، في فضاءٍ من الأَرض واسع بسيط، ولقلعتها خندق عميق، وهي في طرف من المدينة، وسور المدينة ينقطع في نصفها، وهي على تلٍّ عالٍ من التراب، عظيم واسع الرأس، وفي هذه القلعة أَسواق ومنازل للرعية، وجامع للصلاة، وهي شبيهة بقلعة حلب، إلاَّ أَنها أَكبر وأَوسع رقعة. وطول إربل تسع وستون درجة ونصف، وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وثلث، وهي بين الزابَيْن، تُعَدُّ من أَعمال الموصل، وبينهما مسيرة يومين. وفي ربض هذه القلعة، في عصرنا هذا، مدينة كبيرة، عريضة طويلة، قام بعمارتها وبناءَ سورها، وعمارة أَسواقها وقيسارياتها، الأَمير مظفّر الدين كُوكُبُرى بن زين الدين كُوجَك علي، فأَقام بها، وقامت، بمقامه بها، لها سوقٌ وصار له هيبة، وقاوَمَ الملوكَ ونَابَذَهم بشهامته وكثرة تَجْربته حتى هابوه، فانحفظ بذلك أَطرافه، وقَصَدَها الغُرباءُ، وقَطَنها كثير منهم، حتى صارت مِصْراً كبيراً من الأَمصار. وطِبَاعُ هذا الأَمير مختلفة متضادة، فإنه كثير الظلم، عَسُوفٌ بالرعية، راغب في أَخذ الأَموال من غير وَجهها، وهو مع ذلك مُفضِل على الفقراء، كثير الصدقات على الغرباء، يُسَيِّر الأَموال الجمَّة الوافرة يستفكُّ بها الأَسارى من أَيدي الكفار؛ وفي ذلك يقول الشاعر:
كساعية للخَيْر من كَسْب فرجها،
لكِ الويل! لا تَزْني ولا تتصدَّقي
ومع سعة هذه المدينة، فبنيانها وطباعها بالقُرَى، أَشبَهُ منها بالمدن، وأَكثر أَهلها أَكراد قد استعربوا، وجميع رساتيقها وفلاَّحيها وما يَنْضاف إليها أَكراد، ويَنْضَمُّ إلى ولايتها عدّة قلاع؛ وبينها وبين بغداد مسيرة سبعة أَيام للقوافل، وليس حولها بستان، ولا فيها نهر جارٍ على وجه الأَرض، وأَكثر زروعها على القُنِيّ المستنبطة تحت الأَرض، وشربهم من آبارهم العذبة الطيبة المريئة، التي لا فرق بين مائها وماء دجلة في العذوبة والخفة، وفواكهها تجلب من جبال تجاورها، ودخَلْتها فلم أَرَ فيها من يُنسب إلى فضل غير أَبي البركات المبارك بن أَحمد بن المبارك بن موهوب ابن غنيمة بن غالب، يُعرَف بالمُسْتَوْفي، فإنه متحقق بالأَدب، محب لأَهله، مفضل عليهم، وله دين واتصال بالسلطان، وخلَّة شبيهة بالوزارة، وقد سمع الحديث الكثير ممن قدم عليهم إربل، وأَلَّف كتباً، وقد أَنشدني من شعره، وكتب لي بخطه عدة قطع؛ منها:
تذكِّرنيك الريح مرت عليلة
على الروض مطلولاً، وقد وضحَ الفجرُ
وما بَعُدَت دار، ولا شطَّ منزل،
إذا نحن أَدنَتْنا الأَمَانِيُّ والذكرُ
وقد كان اشتهر شعر نوشروان البغدادي، المعروف بشيطان العراق الضرير، فيها سالكاً طريق الهزل، راكباً سنن الفُكاهة، مورداً أَلفاظ البغداديين والأَكراد، ثم إقلاعه عن ذلك والرجوع عنه، ومدحه لإربل، وتكذيبه نفسه؛ وأَنا أُورد مختار كلمتيه ها هنا، قصداً لترويح الأَرواح، والإحماض بنوع ظريف من المُزَاح؛ وهي هذه:
تَبّاً لشيطاني وما سوَّلا،
لأَنه أَنزلني إربلا
نزلتها في يوم نحس، فما
شككت أَني نازل كربلا
وقلت ما أَخطا الذي مَثَّلا
بإربل، إذ قال: بَيْتُ الخَلا
هذا، وفي البازار قوم إذا
عايَنْتَهم، عايَنْتَ أَهلَ البلا
من كلِّ كُرْدِيٍّ حمار، ومن
كلٍّ عراقيٍّ، نفاه الغلا
أَما العراقيون أَلفاظهم:
جبْ لي جفاني جفَّ جال الجَلا
جمَّالك أَي جعجع جبه تجي
تجب جماله، قبل أَن ترجلا
هيّا مخاعيطي الكُشحلي، مشى
كف المكفني اللَّنك أي بو العلا
جُفَّه بجعصه، انتفْه مدّة
يكفو به، أُشفقه بالملا
عُكْلي تُرى هُواي قسيمه أَعفَقْه،
قل له البويذ بخين كيف انقلا
هذي القطيعة هجعة الخط من
عندي تدفَّع، كم تحطّ الكلا
والكرْدُ لا تَسْمَعُ إلا جِيا،
أَو نَجِيَا أَو نَتْوَى زَنْكَلا
كلاًّ، وبوبو عَلّكو خُشْتري
خِيلو ومِيلو، مُوسَكا مَنْكلا
مَمُّو ومَقُّو مَمْكي ثم إِنْ
قالوا: بو يَرْكي تَجِي؟ قلت: لا
وفتيَةٌ تَزْعَق، في سوقهم
سرداً، جليداً، صوتهم قد عَلا
وعصبة تزعق، والله تنفر
وشُوتَرَايمِ، هم سُخامُ الطَّلا
رَبعٌ خَلا من كلِّ خَيْرٍ، بَلى
من كلِّ عيب، وسقوط ملا
فَلَعنةُ الله على شاعِرٍ
يقصد ربعاً، ليس فيه كَلا
أَخطأْت، والمخطىءُ في مذهبي
يُصْفَعُ، في قِمَّتِه، بالدِّلا
إذ لم يكن قصدي إلى سيدي
جَمَّالُه، قد جَمَّلَ المَوْصِلا
ثم قال يعتذر من هجائه لإربل، ويمدح الرئيس مجد الدين داود بن محمد، كتبتُ منها ما يليق بهذا الكتاب، وأَلقيت السُّخْفَ والمَزْحَ:
قد تابَ شيطاني وقد قال لي:
لا عُدْتُ أَهجو بعدها إربلا
كيف؟ وقد عايَنْتُ في صَدْرها
صَدْراً، رئسياً سيداً مُقبلا
مولايَ مجد الدين، يا ماجداً
شرَّفه الله، وقد خَوَّلا
عبدُك نُوشروان، في شعره،
ما زال للطِّيبَةِ مُستعمِلا
لَولاكَ، ما زارت رُبى إربل
أَشعارُه قطّ، ولا عوَّلا
ولو تلقَّاكَ بها لم يقل:
تبّاً لشيطاني، وما سَوّلا
هذا، وفي بيتي سُئِتٌّ، إِذا
أَبصرها غيري انثنى أَحْوَلا
تقول: فصل كازروني، وإنـ
طاكي، وإلاَّ ناطِح الأُيَّلا
فقلت: ما في الموصل اليوم لي
معيشة، قالت: دَع الموصلا
واقصدْ إلى إربل واربْع بها،
ولا تقلْ ربْعاً قليل الكلا
وقلْ: أَنا أَخطأْتُ في ذَمّها،
وحُطَّ في رأْسك خُلْعَ الدَّلا
وقُل: أَبي القردُ، وخالي وأَنا
كلبٌ، وإِنَّ الكلبَ قد خوّلا
وعمّتي قادت على خالتي،
وأُمِّيَ القَحْبةُ رأْس البلا
وأُختيَ القَلْفاءُ شَبّارةٌ،
ملاَّحُها قد ركب الكَوْثَلا
فرَبْعُنا ملآنُ من فِسْقنا،
وقطُّ من ناكَتِنا ما خلا
وكلّ من وَاجَهنا وَجههُ
سخَّم فيه، بالسُّخام، الطَّلا
يا إربليين اسمعوا كلمةً،
قد قال شيطانيَ واسترسلا:
فالآن عنكم قد هجا نفسه،
بكل قول يُخْرِسُ المِقوَلا
هيَّج ذاك الهجو، عن رَبْعِكُمْ،
كلُّ أَخيرٍ ينقضُ الأَوّلا