أميدي مدينة مشهورة كقلعة طبيعية متينة على شكل صخرة بيضوية تعلو عن سطح البحر في اعلى جزء منها حوالي
(1250)قدم و عن سطح الارض المحيطة بها من (300-400)قدم فجعل ذلك الارتفاع منها سور طبيعي يحمي القلعة .
جغرافية المدينة :
تقع مدينة آميدي شرق مدينة دهوك مركزمحافظتها و التي تبعد عنها حوالي (70) كلم و تقع بين سلسلتين جبليتين وهي سلسلة جبال (متين) من الجهة الشرقية و سلسلة جبال (كاره) من الجهة الغربية الجنوبية ، تحتوي على الكثير من السهول و الهضاب و هناك نهران كبيران يصلان الى المنطقة و هما ينحدران من الاعلى و كذلك تصل مياه الخابور اليه ،كما تبعد عن مدينة الموصل (162)كلم .
اما تاريخ هذه المدينة: فهو تاريخ طويل وعريق و اشتهرت بقدمها، فقد ورد اسمها ب – آماد او (ماد) في بعض المصادر و يمكن ان تكون هي شهرتها حتى القرن الخامس قبل الميلاد و جاء في (اكراد بادينان) إن آميدي تعني (افاهيا ميديا ) اي هي حتى اقدم من نينوى و يرجحها البعض انها اهلت بالانسان بعد النزوح من الكهوف مثل كهف شاندر، وهو من اقدم الكهوف التي عاش فيها الانسان و الموجود ضمن حدود محامظة اربيل فقد وجدت فيه هياكل النياندرتال التي تعود الى (75000) عام قبل الميلاد ان تسمية آميدي هي المتداولة في كوردستان عامة، اما تسميتها بالعمادية فقد اختلف المؤرخين على تلك التسمية فيذكر المستوفي القزويني ان العمادية سميت على اسم (عماد الدين الدليمي ، و مجموعة اخرى من المؤرخين ترجح التسمية لعماد الدين الزنكي) الذي امر باعادة بنائها بعد ان استولى على بلاد الهكاريا ، و جاء في محمد امين العمري انها قلعة حصينة متينة قوية ،و جاء في كتاب غاية المرام انها قاعدة الاكراد تقع على جبل شاهق عظيم تلحق السماء بارتفاعها ، و نظرا لما تتمتع بها من موقع استراتيجي في المنطقة عدها المستشرق الانكليزي (لاين) مفتاح كوردستان ، و كذلك ورد في امارة بهدينان العباسية ، ان اميدي كانت من امنع القلاع في الامبراطورية العثمانية ، كما جائت في بعض المصادر القديمة ان قوافل اورارتو عبرت هذه المنطقة
و جاء في ذكرها كانت هناك مدينة في وسط منطقة جبلية تكثر فيها الينابيع الغزيرة و تسمى (آماتي) ، و كانت آميدي ضمن حدود الامبراطورية الميدية (230) ق .م التي كانت عاصمتها (همدان ) الحالية ، ويرجح الاحتمال الاقرب ان اسم المدينة ينحدر من تلك التسمية
.
و عند اجراء اي دراسة على هذه المدينة لا بد من التوقف على حقبة تاريخية مهمة من تاريخ المدينة وهي فترة الامارة البادينانية الذين حكموها لفترة طويلة من الزمن
.
امارة بهدينان
:ان تاريخ امارة بهدينان غامض في بداية تاسيسها فيصعب على المؤرخين تحديد زمن نشوء هذه الامارة و حتى كيفية تولي العائلة الملكية على السلطة و يعود ذلك على عدم وجود المدونات التاريخية التي تدل على ذلك و ان اول من اشار الى نشوء امارة في آميدي هو كتاب (شرفنامة) 1208 للميلاد تقريبا و يرجحها البعض ان الامارة تاسست في القرن الثامن الهجري – الثالث عشر الميلادي
.
اما تسمية الامارة: فقد تعددت الآراء و تضاربت حول اصبل تسمية تسمية الامارة و معظمها مستندة على استنتاجات لغوية و ادبية فيذهب مجموعة من المؤرخين في اصل التسمية الى الامير( بهاء الدين) حيث جاء في كتاب -الاسرة الحاكمة- حيث عرفت العائلة بابنها بهاء الدين اي (بهاء دانين) و يلحق بالكوردية (بهاء دينان) ثم خففت الى (بهدينان) و(بادينان
) .
و يرجح مجموعة اخرى من المؤرخين انها ناتجة عن كلمة تعود الى العصور ما قبل الاسلام حيث جاء في كتاب (دافنائي) كان يطلق على بلاد (دهوك- زاخو- آميدي ) هاديابين
.
حجم الصورة : 29 KB
اما عن اضمحلال و انتهاء نفوذ الامارة فكان ذلك في القرن الرابع عشر فقد مرت الامارة حينها بمرحلة عصيبة جدا و ذلك لضعف اميرها (احمد سعيد باشا) خاصة في اواخر ولايته ،و قد ازدادت الاحتجاجات و الثورات بسبب سياساته الركيكة ففي البداية ثارت عليه عشائر البروارية حيث كانوا حرسه الخاص و كذلك عشيرتا السليفانية و الزيبارية ، و ايضا بعض الخلافات الخارجية و المشاكل الحاصلة بين الاماريت البادينانية و السورانية ، و ان آخر امراء هذه الامارة كان (اسماعيل باشا الثاني) 1842 حيث اشتدت الخلافات اكثر و بتدسيس من الحكومة العثمانية ورجال الدين آنذاك حيث ادت الى نشوب حرب طويلة الامد مما ادى الى سقوط امارة بادينان على يد الامير( محمد الكبير الرواندوزي ) و بمساندة القوات العثمانية حيث اصبحت آميدي قضاء منذ ذلك التاريخ الى يومنا هذا .....- اسماء الامراء و الباشاوات و السلاطين الذين حكموا الامارة :
الامير بهاء الدين
الامير زين الدين
الامير حسب بك
السلطان حسين بك
قباد بك
بيرام بك
سيدى خان بك
يوسف خان بن بيرام بك
سعيد خان بك
مراد خان بك
قباد بك الثاني
بارام بك
سعيد خان الثاني
حجم الصورة : 38 KB
عثمان بك
زبير خان باشا
بارام باشا الكبير
اسماعيل باشا
محمد طيار باشا
مراد خان باشا الثاني
قباد باشا الثالث
عادل باشا زبير باشا الثاني
عادل باشا
زبير باشا الثاني
سعيد باشا
موسى باشا
اسماعيل باشا الثاني
- وصلت الامارة الى اوجها و قمتها في عهد السلطان حسين بك و قد بنيت له قبة في المقبرة السلطانية وهي موجودة لحد الان و كتب على جدار القبة ( قال الله سبحانه و تعالى ، كل شيء هالك الا وجهه ، صدق الله ).
توفي السلطان الاعظم الاعدل السلطان حسين بك في شهر رجب سنة 581
....
و كذلك توجد على جانب الاخر قبة اخرى تعود الى(روشن بنت اسماعيل باشا) و كتب ايضا على جدارها:
يا اكرم الاكرمين
ايها الزائر قبري هد لي
من كلام الله ،اجر الفاتحة قل عليها رحمة من ربها و لها ابواب خير- فاتحة
يا ارحم الراحمين- هذا قبر المرحومة روشن بنت اسماعيل باشا توفت في رجب سنة 1202ه .
و كما يبدو انها توفيت في عمر مبكر اي في شبابها لذلك حظيت بقبة في المقبرة السلطانية.
آثار آميدي:
- البوابة الكبيرة و تدعى (بوابة الموصل) (بوابة الزيبار ) (بوابة بادينان) حيث كانت الطريق الذي يستقبل القوافل التجارية القادمة من كل مكان عبرها الى داخل
حجم الصورة : 22 KB
المدينة وخاصة الموصل
.
- المقبرة السلطانية بعض القباب الباقية من المقبرة السلطانية الكبير تضم عدد من السلاطين العائلة الملكية
.
- الجامع الكبير بمنارته القديمة مازال الناس يقصدونه من انحاء المدينة
- مدرسة قبهان ذات الصيت العالي حيث كانت مدرسة دينية كبيرة لها علاقات كبيرة مع الازهر و مكة، لكن معظم جدرانها و اسقفها تناثرت على الارض بسبب عدم الاهتمام و سرقت كل كتبها اثناء حكم النظام البعثي للعراق
...
حجم الصورة : 28 KB