"السلاحف أيضاً بامكانها ان تطير"، هذا هو عنوان الفيلم الجديد للمخرج الكردي بهمن قبادي، والذي سيعرض في دور السينما الالمانية ابتداء من الخامس من ايار هذا العام، وقد حصد الفيلم حتى الان اكثر من سبع وعشرين جائزة عالمية. تمكن المخرج من انجاز هذا الفيلم في كردستان الجنوبية (العراق) في معمعة الحرب الطاحنة التي شهدتها المنطقة، وفي أعقاب الحرب الامريكية في العراق، والتي لازالت، وبشكل من الاشكال، مستمرة. وقد ساهمت حكومة أقليم كردستان في انتاج وانجاز هذا الفيلم، وبذلك يكون اول فيلم يتم تصويره في العراق منذ ست وعشرين سنة.
يقدم الفيلم الكثير من الشخصيات النموذجية، بالاضافة الى آلاف الشخصيات التي تظهر في سياق احداث الفيلم الصاخبة التي تجري بالقرب من الحدود التركية، وفي مدن آكري، دهوك، وهولير والضواحي التابعة لها. تلعب قوات البيشمركة الكردية الى جانب الجنود وطائرات الهليكوبتر الامريكية دورا بارزا في الفيلم. وقد تم عرضه حتى الآن وبنجاح كبير في اكثر من ست وعشرين دولة، حيث لاقى الكثير من الاهتمام والمتابعة، كما ان اقبال الجمهور،وخاصة الكردي، في المدن الالمانية سيضيف الى الفيلم زخما جديدا. ويمكنكم الاطلاع على اسماء المدن التي سيعرض فيها الفيلم في نهاية هذه المتابعة القصيرة. ان مخرج الفيلم بهمن قبادي القادم من كردستان (الايرانية) يمتلك قدرة خاصة على نقل التراجيديا الكردية المتواصلة باسلوبه الخاص، والذي يعتمد فيه على مزج الحياتي، اليومي، البسيط، بما هو تراجيدي، وما هو غير مآلوف، من خلال بعد فلسفي عميق يتجسد في الصورة وفي المواقف المذهلة التي تقودنا اليها احداث الفيلم. وقد استطاع بهمن قبادي بجدارة هائلة ان يلفت الانظار في فيلمه السابق ايضا (زمن للجياد الثملة)، ويأتي فيلم (السلاحف ايضا بامكانها ان تطير) كسابقه حاشدا بالدلالات العميقة.
مقتطف صغير عن الفيلم:
في العام 2002 حيث الاجتماعات واللقاءات الساخنة تعقد علنا و لف الكواليس والحديث يجري على قدم وساق عن الحرب الامريكية المحتملة في العراق. وفي معسكر اللاجئين بالقرب من حدود كردستان (التركية) جمع كاك ساتليت (سوران ابراهيم) مجموعة من اليافعين والشبان الكرد حوله في المعسكر لقيادتهم. الاطفال الكرد يقتلعون الالغام من الارض لبيعها بعد ان عجز رجال الامم المتحدة عن القيام بمهمتهم هذه نتيجة الخوف، فأسندوا المهمة هذه الى اكراد المنطقة. وفي معسكر اللاجئين يود الجميع التأكد عن طريق اخبار السي ان ان فيما اذا كانت القوات الامريكية جادة في قيامها بالهجوم على قوات نظام صدام ام لا. ولذلك ينتظر الجميع كاك ساتليت ليترجم لهم الاخبار، لانه احد المعجبين بأمريكا ويعرف بعض الكلمات الانكليزية. في هذه الاثناء تبدأ قصة حب كاك ساتليت للفتاة الكردية آگرين التي تعرضت للاغتصاب من قبل جنود صدام قبل سنوات وقد انجبت طفلا تفكر في قتله. وفيلم السلاحف ايضا بامكانها ان تطير، يتابع تفا صيل قصة عشق استثنائي بين ساتليت وآگرين من جهة، كما انه يتابع مرحلة حرب ساخنة تجري رحاها في كردستان ولا تزال الآثار قائمة حتى الآن. في نهاية الفيلم يأتي الامريكيون الى كردستان، ولكن ساتليت المعجب بهم يفقد احدى رجليه بلغم امريكي. انه فيلم جدير بالمشاهدة، ليس لانه فيلم كردي لغة و صورة، بل لانه الافضل سينمائيا، كما ذهب الى ذلك احد النقاد. ويمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات عن الفيلم وعن مخرجه الكردي، باللغتين الانكليزية والالمانية ، من خلال هذه العناوين: