نجحت بريطانيا في الحاق كردستان الجنوبية بالعراق الذي صنعت كيانه عام 1925 مع موافقة حكام العراق الجدد على انتداب بريطانيا على الدولة الناشئة لمدة 25 عاماً.وكان الشيخ محمود الحفيد قد ثار على العثمانيين بداية الحرب العالمية الأولى للمطالبة باستقلال كردستان. واسس مملكته في السليمانية وسماها مملكة كردستان بالتحالف مع البريطانيين في اول الأمر.
لكن الريطانيين غدروا به ونكثوا بعهودهم ومن ثم نفوه عدة مرات بعد اعلانه الكفاح المسلح ضدهم. وفي عام 1931 اعلن احمد البارزاني الثورة على الأنكليز للمطالبة بحكم ذاتي للكرد. فدكت الطائرات البريطانية منطقة بارزان ونفت الشيخ احمد للسليمانية، حيث تمكن من الهرب والعودة للقتال مجدداً.
ولم يتوقف القتال في العهد الملكي ابداً حتى مجيء الجمهورية عام 1958 بقيادة عبدالكريم قاسم والذي طالب القائد الكردي الكبير مصطفى البارزاني بالعودة من منفاه الأختياري في الأتحاد السوفيتي والذي كان قد قصده مع 500 من مقاتليه سيراً على الأقدام بعد إطاحة القوات الإيرانية بجمهورية كردستان في مهاباد عام 1946 حيث كان البارزاني وزيراً للدفاع فيها.
لكن الخلاف ما لبث ان وقع بين البارزاني وثورة تموز العراقية التي يقودها قاسم ووقعت المواجهات بينهما. واستمر القتال حتى بعد الإطاحة بقاسم عام 1963 ومجيء الجنرال عبدالسلام عارف.
واستمرت المواجهات لحين مطلع السبعينيات حيث كانت ثورة البارزاني في اوج قوتها، فوافقت الحكومة العراقية على التفاوض والإقرار بالحكم الذاتي للكرد في جنوب كردستان فيما عٌرف ببيان 11 آذار 1970، لكن الأتفاق انهار مرة أخرى عام 1974 نتيجة عدم الأتفاق على وضع مدينة كركوك النفطية وتهرب الحكومة من الإيفاء بألتزاماتها.
وعمدت الحكومة العراقية للتنازل عن شط العرب لإيران لكي تقطع هذه الأخيرة المساعدات عن الثورة الكردية وتعمل لتطويقها، وكان هذا الأتفاق هو اتفاق الجزائر الذي وقعه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وشاه ايران بوساطة من الرئيس الجزائري هواري بومدين عام 1975. وهكذا انهارت الثورة الكردية.
وقد استمرت المواجهات بين الكرد والحكم البعثي في العراق طيلة الحرب العراقية الإيرانية. وعمد نظام صدام حسين لإرتكاب مجزرة حلبجة بحق الكرد وقتل اكثر من 5000 آلاف وجرح وشوه عشرات الآلاف عندما قصف المدينة الكردية بالأسلحة الكيماوية في 16 آذار 1988 ومن ثم نظم حملات الأنفال( والأنفال هي سورة من القرآن) ضد الكرد فقتل اكثر من 182 الف كردي واودعهم في المقابر الجماعية في وسط وجنوب العراق.
وقد ثار الكرد بعيد اندحار قوات صدام من الكويت عام 1991 لكن القوات الصدامية ارادت القضاء عليهم، فهرب الملايين منهم لعند الحدود العراقية ـ التركية فيما عٌرف بالهجرة المليونية، مما ادى لتدخل المجتمع الدولي، ووفقا لقرار مجلس الأمن رقم 688 الصادر في 5 أبريل 1991،ولكي تحمي الكرد من قوات صدام المهاجمة عمدت الأمم المتحدة بإقرار المنطقة الآمنة وحظرت على قوات صدام إجتيازها وامتدت منطقة الحظر شمال خط العرض 36 وجنوب خط العرض 32.
وهكذا اصبح اكثر من 70% من مساحة كردستان الجنوبية خارج سيطرة بغداد، حيث شكل الكرد حكومة وبرلمان فيها، وظل الوضع هكذا الى الحين الذي سقط فيه نظام صدام عام 2003 حيث اتفق الكرد على تحديد العلاقة مع المركز في بغداد وفق صيغة الفيدرالية، وضم مدينة كركوك لإقليم كردستان بعد ارجاع سكانها الذين طردهم نظام صدام. وقد اصبح السياسي الكردي الكبير جلال الطالباني اول رئيس كردي للعراق.