الغارة "تضمنت" هجومين أمريكا "شاركت"إسرائيل استخباراتيا في الغارة الجوية على سوريا
المنشا التي استهدفت قرب دير الزور
كشفت مجلة أمريكية متخصصة في شئون الطيران والفضاء النقاب عن معلومات تفيد أن الولايات المتحدة شاركت إسرائيل في ضرب سوريا عن طريق تقديم معلومات استخباراتية ونصائح عن نظام الدفاع الجوي السوري وعن مواقع زعمت تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية أنها مواقع نووية.
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" قالت مجلة "أفييشن ويك آند سبيس تكنولوجي" الأمريكية، المتخصصة في شئون الطيران والفضاء، والتي كانت أول من كشف عن الهجوم الاسرائيلي على سوريا في سبتمبر/ أيلول، أن عددها القادم سيحمل تقريرا جديدا يكسف عن أن أنظمة المراقبة الإلكترونية الأمريكية ساهمت في مراقبة العملية الإسرائيلية لصالح إسرائيل في 6 سبتمبر/ أيلول.
وقالت المجلة إن الولايات المتحدة "كانت تقوم بمراقبة الانبعاثات الإلكترونية القادمة من سوريا خلال الهجوم الإسرائيلي في 6 سبتمبر/ أيلول".
ورغم أنه لم تكن هناك مشاركة أمريكية عسكرية مباشرة في العملية، فإن مسئولين في صناعة الطيران الأمريكية قالوا إن الولايات المتحدة قدمت "نصائح" للجيش الإسرائيلي قُبيل الهجوم.
وقالت المجلة، إن الطيران الإسرائيلي شن غارة مسبقة على موقع للرادار السوري. وكانت طائرات عسكرية إسرائيلية قد وجهت ضربة جوية لمواقع سورية في 6 سبتمبر/ أيلول، وكانت سوريا هي أول من أفصح عن تعرض مواقعها للاعتداء الإسرائيلي.
وكانت إسرائيل قد انضمت لإدارة بوش في التعتيم على تفاصيل الاعتداء رغم إقرارهما بحدوثه، في الوقت الذي تحدثت تقارير صحفية أمريكية وإسرائيلية عن وجود تعاون سري بين سوريا وكوريا الشمالية لإنشاء برنامج نووي.
وجاء في مقال أفييشن ويك، "إن الاعتداء الإسرائيلي تضمن هجومين، الأول كان عبارة عن غارة جوية إسرائيلية دخلت الأجواء السورية من دون تنبيه الدفاعات الجوية السورية".
وكان الهدف الأساسي من الغارة هو موقع قالت تقارير صحفية إسرائيلية وأمريكية أنه مفاعل نووي في منطقة دير الزور، لكن هذا الهجوم الرئيسي سبقه اشتباك مع موقع لرادار سوري في منطقة تل العبود بالقرب من الحدود التركية.
وقالت المجلة إن" موقع الرادار السوري تعرض لضربة إسرائيلية مزدوجة تضمنت هجوما إلكترونيا مصحوبا بقنابل اختراق من أجل السماح للقوات الجوية الإسرائيلية بدخول المجال الجوي السوري والخروج منه من دون تنبه الدفاعات السورية".
وبسبب هذه الضربة تعطل نظام الرادار التابع للدفاع الجوي السوري للفترة التي تم فيها الاعتداء الإسرائيلي، بحسب محللين أمريكيين في مجال الاستخبارات.وقال متخصصون أمريكيون في الحرب الإلكترونية إن الاعتداء الإسرائيلي لم يتضمن "مشاركة أمريكية فعالة فيما عدا الاستشارة بشأن الأهداف الضعيفة التي يمكن إصابتها".
ورغم قيود السرية والدبلوماسية فقد أكد مسئولون عسكريون وحكوميون أمريكيون أن الغارات من خلال الشبكات وحرب والمعلومات والهجمات الإلكترونية أصبحت تمثل جزءا من القدرات العسكرية الإسرائيلية.
"الهجوم من خلال الشبكات"
كما قال بينشاس بوشريس، المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية: "إن حرب شبكات الهجومية والدفاعية واحدة من المجالات الجديدة الأكثر إثارة للاهتمام، وأستطيع أن أقول فقط إننا نتابع تكنولوجيا (الهجوم من خلال الشبكات) بعناية كبيرة. لقد كنت أشك في هذه التكنولوجيا منذ خمس سنوات، لكننا فعلناها الآن".
وقد علقت المجلة على الغارة الإسرائيلية بقولها: "هذه الملاحظات تقدم دليلا على أن الهجوم المعقد من خلال الشبكات وقدرات القرصنة الإلكترونية تمثل جزءا عملياتيا في ترسانة الأسلحة الرقمية" التي تملكها القوات الجوية الإسرائيلية.
وأضافت المجلة أن "إسرائيل ليست وحدها في الأدلة الأخيرة على وجود حرب الشبكات؛ حيث كشفت سوريا وحزب الله بعضا من الخبرة الأساسية في هذا المجال خلال النزاع في لبنان العام الماضي".