احتل المنتخب الهولندي مكانة قوية في "مجموعة الموت" ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) ، المقامة بالنمسا وسويسرا ، بعدما تغلب على نظيره الإيطالي بطل العالم 3/صفر بمدينة بيرن السويسرية مساء أمس الاثنين في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة.
والفوز هو الأول للمنتخب الهولندي على نظيره الإيطالي منذ 30 عاما وجاء بمثابة صدمة لمنتخب الأزوري الذي أحرز لقب كأس العالم قبل عامين في ألمانيا.
وتقدم المنتخب الهولندي في الشوط الأول بهدفين سجلهما رود فان نيستلروي وويسلي شنايدر ورغم الخطورة التي شكلها المنتخب الإيطالي على مرمى منافسه في الشوط الثاني عن طريق فابيو جروسو وأندريا بيرلو إلا أن المنتخب الهولندي دافع عن مرماه بقوة.
واختتم جيوفاني فان برونكهورست التسجيل في المباراة بالهدف الثالث للمنتخب الهولندي وأحرزه قبل عشر دقائق من إطلاق الحكم صافرة النهاية.
وقال ماركو فان باستن المدير الفني للمنتخب الهولندي "إنني فخور للغاية بفريقي.. كانت حقا مباراة رائعة وتاريخية بالنسبة لنا. إننا لم نهزم إيطاليا منذ 30 عاما. والفوز 3/صفر أمام فريق مثل المنتخب الإيطالي الذي يتمتع بخبرة كبيرة يعد شيئا لم نكن نتوقعه.
وأضاف المدرب "الروح السائدة بين لاعبي الفريق جيدة حقا ، وبقدراتنا يمكننا تحقيق بعض الأحلام الجيدة".
وخاض المنتخب الإيطالي مباراة أمس وهو الفريق المرشح للفوز طبقا لكل الاحصائيات حيث خسر أمام نظيره الهولندي مرتين فقط خلال 15 مباراة جمعت بينهما من قبل.
وكان المنتخب الإيطالي قد فاز على نظيره الهولندي بضربات الجزاء الترجيحية في اللقاء الوحيد الذي جمع بينهما من قبل في نهائيات البطولة الأوروبية.
وقال روبرتو دونادوني المدير الفني للمنتخب الإيطالي "تقبلت شباكنا الأهداف بطريقة ساذجة. لا أريد أن أجادل بشأن الهدف الأول. إنه جاء من موقع تسلل واضح".
وسيخوض المنتخب الإيطالي منافسته المقبلة يوم الجمعة بزيوريخ حيث يلتقي مع نظيره الروماني ،الذي تعادل مع المنتخب الفرنسي سلبيا في المباراة الأولى بالمجموعة في وقت سابق أمس ، كما يلتقي المنتخب الهولندي مع نظيره الفرنسي في بيرن في نفس اليوم.
وقال دونادوني "يجب أن نتقبل هذه الهزيمة. أمامنا مباراتين أخريين يجب أن نفكر فيهما الآن".
وحضر المباراة 30 ألف و700 متفرج أغلبهم من مشجعي المنتخب الهولندي الذين ارتدوا الزي البرتقالي لمساندة فريقهم الذي ظهر بمستوى رائع في الشوط الأول واستحق التقدم بهدفين خلاله.
وكاد المنتخب الهولندي أن يتقدم في الدقيقة 19 حيث اقترب فان نيستلروي من الحصول على ضربة جزاء لكن فيما بدا سلوكا رياضيا حاول لاعب ريال مدريد تفادي السقوط رغم تعرضه لعرقلة من قبل الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون.
وكوفئ فان نيستلروي على أمانته بعد سبع دقائق فقط حيث أحبط بوفون تمريرة لديرك كاوت لكن الكرة وصلت إلى شنايدر لاعب خط وسط ريال مدريد والذي مررها إلى فان نيستلروي غير المراقب ليسكنها الشباك.
وبدا فان نيستلروي في موقع تسلل لكن الحكم احتسب الهدف بدعوى أن المدافع الإيطالي كريستيان بانوتشي كان أمامه رغم أن الأخير كان خلف خط المرمى بعد التحامه مع زميله بوفون.
وفي الدقيقة 30 أضاف شنايدر ، الذي احتفل أمس بعيد ميلاده الرابع والعشرين ، الهدف الثاني لهولندا إثر تمريرة من كاوت.
وقبل دقيقتين فقط من نهاية الشوط الأول مرر رافاييل فان دير فارت الكرة إلى فان نيستلروي ليسددها قوية لكن الحارس الإيطالي بوفون خرج سريعا من مرماه وتصدى لها.
وعانى المنتخب الإيطالي ، الذي لم يخسر من قبل في مباراته الافتتاحية خلال ست مرات شارك فيها بنهائيات البطولة الأوروبية ، من أزمة في الدفاع في ظل غياب قائده فابيو كانافارو بسبب الإصابة.
وتألق كل من شنايدر ، الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة ، وفان دير فارت وأورلاندو إنجيلار في خط وسط الفريق الهولندي رغم نشاط الإيطالي أندريا بيرلو.
بينما فرضت رقابة لصيقة على لوكا توني من قبل المدافعين الهولنديين يوريس ماتيسن وأندري أويير.
وفي الشوط الثاني تحسن مستوى المنتخب الإيطالي بشكل كبير وصنع عدد من الفرص لكنه لم يشكل ضغطا كبيرا على إدوين فان دير سار حارس مرمى المنتخب الهولندي قبل آخر 15 دقيقة من المباراة.
ودفع روبرتو دونادوني المدير الفني للمنتخب الإيطالي بالنجم أليساندرو دل بييرو في محاولة لإنقاذ الموقف في الدقيقة 60 لكن لاعب يوفنتوس البالغ من العمر 33 عاما أخفق في اختراق الدفاع الهولندي المتماسك.
وكاد جروسو أن يسجل للمنتخب الإيطالي في الدقيقة 78 لكنه أهدر الفرصة كما تصدى فان دير سار لضربة حرة خطيرة سددها أندريا بيرلو بعد دقيقة واحدة.
وقبل عشر دقائق من نهاية اللقاء مرر كاوت كرة رائعة إلى فان برونكهورست ليسددها الأخير وترتطم بالإيطالي جانلوكا زامبروتا ثم تسكن مرمى بوفون معلنة عن فوز الطواحين الهولندية 3/صفر .
وجاءت الهزيمة ليقع المنتخب الإيطالي تحت ضغط هائل حيث يعاني من شبح الخروج من الدور الأول ، مثلما حدث في اثنتين من البطولات الأوروبية الثلاث الماضية.
وسيحجز المنتخب الهولندي مقعده في الدور الثاني (دور الثمانية) في حالة فوزه على نظيره الفرنسي في مباراته المقبلة.