مرحلة تقرير المصير
وقد قام الشهيد فرحان بأرسال رسالة مفاجئة ليخبر فيها أهله عما مايدور في رأسه وقد أرسلها لأخيه هيفند فيقول :
أخي العزيز هيفند ها أنا قد أخترت طريقي وهو طريق الحزب والشهادة ووضعت كل ما أملك من خدمتي المالية والجسدية تحت تصرف النضال والحزب فأخبر أهلي على ماذا نويت وأنا في وعي وأدراك كامل على ما خططت
فأرجوا أن ترضوا عني وأن تدعوا لي .
وهاهي الرسالة تصل الى الأخ الأكبر هيفند فيقرئها والدموع تنهمر من عينيه وقام بقراءتها لابيه وأمه وأيضا بكوا حزنا على ولد ذهب و لم يخبرهم بماذا يفكر .
وقد قام هيفند بأرسال رسالة الى أخيه فرحان يقول فيها :
أخي الحبيب فرحان بوركت بهذا الأختيار لكن لازلت صغيرا على هذه الأمور وأيضا لا تملك الكثير من تجارب الحياة عد الى هنا وسنفكر في أمرك سويا والطريق الذي ستسلكه .
وهاهي الرسالة تصل الى الشهيد البطل فرحان وهو الآن حزين لهذا الرد الذي لم يعجبه فهو قرر وأنتهى الموضوع فقام بأرسال رسالة وفي مضمونها :
أخي الكريم هيفند نحن كأكراد كبرنا قبل عمرنا وعشنا منذ أقدم العصور ونحن نعاني فل تجف الأقلام عن الكتابة ولتتوقف الصحف عن النشر.
وليحمل كل كردي السلاح فأنا أخترت طريقي ولارجعة عنه ,والآن أنا ضمن صفوف الحزب حزب العمال الكردستاني .
وعندما وصلت الرسالة الى هيفند وبعد أخذ ورد وقد كانت زوجة هيفند من أشد المشجعين لفكرة الشهيد فرحان لأنها كانت واثقة من وعي الشهيد فرحان ونضجه .
وقد رضخ للأمر الواقع الأخ الأكبر هيفند وتقبل الأمر.
وأيضا أقنع الأهل بضرورة أن يكون واحد من العائلة يسلك هذا الطريق طريق النصر أو الشهادة .
وفي أحدى الأيام وضع الشهيد البطل فرحان كل مايملك من أموال تحت تصرف حزب العمال الكردستاني
وأنضم رسميا وأصبح ضمن صفوفهم في المجال السياسي في مدينة بنغازي .
وبعد عدة أشهر قام الشهيد فرحان بأرسال رسالة للأهل يخبر فيها عن حاله فقال فيها :
بعد التحية والسلام
ها قد أنتهيت من العمل السياسي للحزب في بنغازي وسأذهب الى بيروت لأتلقى التدريب العسكري هناك فأذا أردتم رؤيتي فأنا هناك وسأنتهي من التدريب يوم 15 آب فتعالوا الى بيروت .
وبالفعل قام أخوه هيفند ووالدته ووالده بزيارته في المعسكر لعلهم يعدلوا هذه الفكرة عن رأسه لأنه مازال صغير على هكذا أمور .
وقد وصلوا الى المعسكر المليء بالثوار المتطوعين وما أن وصلوا حتى أخذهم البكاء فأتى الشهيد فرحان وقال لهم :
لماذا تبكون أنتم الأن في معسكر كردي مليء برائحة الأكراد المناضلين فامسحوا دموعكم وأضحكوا لأن أبنكم قد أختار الطريق المقدس وطريق العز والفخر فليكن رؤوسكم مرفوعة فخراً .
الأخ هيفند : ما هي أخبارك يا أخي العزيز .
الشهيد فرحان : أنا في خير ولم ينقصني غير رؤيتكم وقد طرحوا لي أعضاء الحزب أن أعمل في المجال السياسي لكني رفضت العرض وأتخذتُ قراري بأن أصبح ضمن صفوف المقاتلين الشرفاء في جبال كردستان .
وقد أقسمت أن أحمل سلاح الشهيد مدني وأصبح أسمي
من الآن فصاعداً بين الثوار مدني .
وقد قال أخوه هيفند : أنا أنصحك بالذهاب للعمل في المجال السياسي في السعودية .
الشهيد فرحان : لقد أتخذت قراري يا أخي العزيز ولن أتراجع عنه .
فقام الأهل بتوديع أبنهم الشهيد فرحان بقلب حزين على ولد سيذهب الى مكان لن يعود منه ثانية .
بعد أسبوع
قام الشهيد فرحان بزيارة مفاجئة الى سوريا وذهب الى بيت أخيه هيفند في المالكية .
طرق الباب .
ففتحت له الباب زوجة أخيه هيفند التي كانت تشجع فكره وعزمه .
تفاجئت شيرين كثيرا عندما رأته وأستقبلته وقاموا بتناول العشاء في الليل لأن الشهيد فرحان زارهم في الليل سرا خوفا من السلطات الأمنية .
وهيفند لفطنته كان يدرك بأن أخيه فرحان سيذهب دون رجعة فقام بأجراء حوار معه من الساعة 11 ليلا الى 4 فجرا .
وقد قام بتسجيلها ووضعها بشريط كاسيت ليريها لأولاده عندما يكبرون .
وتحاورا لمدة طويلة سأله أخوه هيفند أول سؤال :
نحن الآن في سنة 1991 وهي سنة حساسة كثيرا تحدث لنا عن فكرك النضالي :
الشهيد فرحان :
ربما لا أملك توقع ماسيكون في المستقبل لكن يمكنني أن أقدم شيئا يستفيد منه عائلتنا وشعبنا ,
الأخ هيفند :
نود أن تحدثنا كيف دخل هذا الفكر المشرف الى ذهنك ؟
الشهيد فرحان يقول : قد بدأ فكر الحزب في ذهني منذ أن كنت صغيرا , وكنت أشعر بشعور غريب عندما كانوا يتحدثون عن الحزب , وأنا لم أكن أعرف ما هو هدفي في هذه الحياة ولماذا أعيش.
كنت أعرف أن الواقع الكردي ضعيف .
وكنت مدركا بأن كردستان لن تعرف الحياة دون التضحية وحمل السلاح للدفاع عن الوجود الكوردي ولذلك قررت أن أدخل في صفوف حزب العمال الكردستاني وأن أقوم أيضاً بواجبي نحو الوطن .
فأنا عندما كنت ضمن أركان العائلة لم أكن أعرف ما هي معنى الحرية ولماذا الأنسان يعيش .
لكن عرفت قيمة الحرية ومعنى العبودية وأنا أخدم الخدمة الالزامية .
كنت أسأل نفسي هل هذا الحياة التي نعيشها فيها حرية ومساواة بين الناس .
فجاوبني نفسي : كلا كلا هذه الحياة هي حياة الظلم والقهر التي تعيشها .
وبعد أن أنهيت الخدمة العسكرية فكرت بالسفر الى ليبيا لهدف واحد وهو الأنضمام للحزب وليس كما كنتم تظنون يا أخي الكريم
وهو أني ذاهبٌ للعمل لا فأنا لم أفكر بالعمل قط .
وطبعا كان هدفي أن أصبح أنسان مناضل ومن حسن حظي كان هناك مقر للحزب في ليبيا في منطقة بنغازي .
فوضعت نفسي في صفوف الحزب حينها شعرت بأنني حر وكأن الحرية التي أحسستُ بها لايشعر بها أحد .
وعلى الرغم من أن الوضع المالي للعائلة ميسورة لكني أدركت بأن المال لا يجلب الحرية لصاحبه ولا كل الكرامة والسعادة اذا لم يكن متحرراً .
وفي بادىء الأمر لم أكن أثق بشخصيتي ومدى قدرتي على النضال ولكن بعدما .
أدركتُ أن هذا النضال واجب وموضع فخر وأعتزاز لكلٍ من وطني وشعبي وعائلتي
أحسست بأنني قادر على تحقيق المعجزات .
وأيضا لم أكن أتوقع أن أصبح سياسياً وأنساناً متكلماً ليس لأن ثقتي كانت ضعيفة بنفسي لكن بسبب مافعلوه بنا
الأعداء من ظلم وكتمان لهويتنا .
وعندما كنت أرى سياسيي الحزب وهم يتكلمون عن الأكراد وعن معاناتهم .
أدركت بأن هذا الحزب سيمنحني الثقافة والشخصية القوية وحقي في أبداء رأيي بحرية .
ولم أدخل الى صفوف الحزب لفقري أو لضعفي ,
بل دخلته لأني كنت مدركا للواقع الأليم الذي يعيشه شعبنا الكردي .
فرهاد: هل يمكنك أخباري أن هذا القتال والنضال سيحرر كردستان من ظلم الطغاة ؟
الشهيد فرحان : أخي الكريم كردستان مقسمة الى أربع أقسام وأعداء كردستان كثيرون ويقومون بأرتكاب المجازر والقمع تجاه الشعب الكردي.
وعندما ظهر حزب العمال الكردستاني ظهر الفكر.
وقد ظهر في مبادىء حزب العمال الكردستاني أن السياسة لا تكفي لصنع دولة كردية بل يجب أن يكون هناك قوة عسكرية .
وأن السياسة جزء لا ينفصل من القوة العسكرية وكذلك القوة العسكرية جزء لا ينفصل من السياسة .
وحصلت للشعب الكردي ظروف تاريخية كثيرة وأبرز مثال على ذلك ثورة البرزاني حيث لم تفشل هذه الثورة نتيجة لضعف القوة العسكرية بل سقطت بسبب ضعف القوة السياسية .
وأنا أقول أن الشعب الكردي لن يحقق دولته الا بساعد أبناءه في القتال حيث يجب أن نقاتل في الجبال والوديان والسهول والهضاب لنجعل أعدائنا لايكلوا ولا يملوا حتى النصر القريب أنشاء الله .
فنحن قد أرعبنا الأعداء عندما أستشهد الشهيد عكيد في 15 من أب حيث كان هذا اليوم يوم بداية وأعلان الحرب.
وأيضا كان يوم تأسيس حزب العمال الكردستاني .
ولازال الأعداء خائفين منا لأنهم يدركون اذا الشعب الكردي حمل السلاح فأنه سيضربهم ولن يرحم من لايرحمه .
يجب أن نعمل في النهار بسياسة وفي الليل نقوم بحمل سلاحنا ونقاتل من يسفك دمائنا ودماء أطفالنا ونسائنا .
وسأخبرك يا أخي بأن الكثير من الأكراد في سجون الأعداء يعانون من التعذيب والظلم لكن الأعداء لا يستطيعون أن ينالوا منهم لأن هناك ظهر يحميهم .
ويجب أن نقاتل ونحمل سلاحنا حتى الوصول الى درب الحرية .
الأنسان المتوفي لا تستطيع محاسبته ولا الطفل بل يجب أن تحاسب الشباب الكردي الواعي يجب أن يحملوا سلاحهم ويجب أن يفكروا ولو لمرة واحدة كيف ستتحرر كردستان .
هيفند : أخي العزيز فرحان أن كردستان مقسمة الى أربع أقسام وكل قسم لكردستان هناك رئيس لها فا أي قسم تعتبر رئيسها هو الأجدر لقيادة الشعب الكردي ؟
الشهيد فرحان : لقد أتى الأسلام وفي عهد رسول الله (ص) كان هناك رؤساء وأيضا في زمن الأقطاعيون والبرجوازيون كان هناك رؤساء وفي زمن الطبقة الكادحة كان هناك رؤساء .
ويجب للرئيس الكردي أن يكون عنده خصوصيات ومميزات عديدة ليجعل الأنسان الكردي في مكانة عالية .
الرئاسة شيء كبير وحملها ثقيل وخاصة لشعب كردستان .
ويجب أن نفكر من سيقدر على حمل هذا العبء الصعب وهو أن يصبح رئيسا لدولة مأكول حقها .
كل رئيس يجب أن يقوم بخطوات جديدة ومدروسة وأن يظهر أساليب جديدة وأن يقوم بأزالة كل أثار الحياة القديمة .
يجب على كل رئيس أن يفهم الحياة جيدا وأن يفهم المسائل الدولية جيدا ويجب أن يفهم ما هي الوسائل التي تجعل من شعبنا يرتقي الى الأمام ويتخلص من ظلم الأعداء .
أنا سأتحدث عن الرئيس عبد الله أوجلان ولن أتحدث عن بقية الرؤساء لأني لم أدخل في حزبهم ولم أعرف ما هي مشاريعهم وخططهم للنهوض بشعب الكردي .
الرئيس أوجلان وضع كل مايملك في سبيل القضية الكردية ووضع حياته وفكره تحت تصرف الشعب الكردي .
أن هذه الصفات أعلمها لأني في حزبه حزب العمال الكردستاني .
الرئيس أوجلان أتى ليقول لنا بأن الشهيد لن ننساه أبد وسنحمل سلاحه من بعده .
أن الرئيس أوجلان من خلال سياسته القوية وشخصيته الرائعة وفكره أستطاع أن يقدم شيء جديد للشعب الكردي .
وفي هذه المدة القصيرة لتأسيس الحزب وهي 13 سنة أنضم الى صفوف الحزب الملايين من أبناء الشعب الكردي .
أن الرئيس أوجلان علم من أتبعه بأن يقاتل من يقاتله وأن يعادي من يعاديه وأن يحترم من يحترم حقوقه بلعيش .
ومن يقول غير ذلك فأنه لا يستحق أن نلقبه برئيس.
أن الرئيس أوجلان دائما يقول لا تعتبروني رئيسا ولا تنضموا الي بل تعلقوا بدم الشهداء وفكروا ما هو السبيل للنهوض بشعب الكردي .
أن الرئيس يا أخي ليس من يجلس على كرسي الحكم بل الرئيس هو الذي يخرج شعبه من ظلم الطغاة والذي يجعل أعداءه لايكلوا ولا يملوا من الضرب .
هيفند :أن الاعداء يقومون بتحريض الآسرى الكرد علينا ويقومون بأغرائهم بل الأموال والنساء ليتحالفوا ضدنا فما رايك بهذه الأعمال وما رأي الحزب بذلك ؟
الشهيد فرحان : الأعداء يقومون بهذه الأعمال ليجعل من الشاب الكردي بلا هدف ولا شخصية وما يقومون به من حرب على عقل الشاب الكردي ما هي الا لجعلهم يتنكرون لأصلهم ولقوميتهم وهذه الطريقة أتبعها الأمريكيون بحربهم على فيتنام .
وهاهم الأتراك يفعلون نفس التجربة بنا .
ولمواجهة هذا الأمر يجب أن يكون الشاب الكردي أكثر وعي وأدراك لما يريده الأعداء منه .
أن سياستنا في حزب العمال الكردستاني هي سياسة فتح عين الشباب الكردي على مايقع من حوله من مؤامرات لأن حزب العمال الكردستاني يعرف ما هي سياسة الأتراك الا وهي قطع صلة الرحم بيننا وأبعاد كل قرية كردية عن بعضها .
وكل مدينة كردية عن بعضها.
وفي نهاية الحديث يجب على الشاب الكردي أن يعرف ما هو حزب العمال الكردستاني وما يقدمه للأنسان الكردي من معلومات ونصائح يستنير بها .
وها هو الديك يصيح للبدأ في يوم جديد والمؤزن يؤزن بلمأزنة ليعلن عن صلاة الفجر .
وقد نام أفراد العائلة وهاهو الصباح يأتي وفي الساعة العاشرة قالت زوجة هيفند :
يا فرحان أريد أن نتصور معك للذكرة.
وبعد أن تصوروا تناولوا الغداء وأنتظروا الى حلول الليل ليذهب الشهيد فرحان الى القرية وهاهو الليل يأتي وفرحان يقرر الذهاب الى القرية وما أن وصل حتى بدأت أم فرحان بلبكاء أهلا بك يا ولدي .
الشهيد فرحان : رضاكي يا أمي .
أم فرحان : روح يا ولدي أنا راضيا عنك دنيا وأخرة .
وقد جلسوا يتحدثون عن الحزب و مهامه .
وكان دائما الشهيد فرحان يقول :
أنا لا أطالبكم بل الأنضمام للحزب بل لا أرغب بأن تسبوا الحزب .
وبعد الحديث الطويل الذي جرى قرر الشهيد فرحان
الذهاب الى بيت عمه الكبير في القرية المجاورة وأيضا تحدثوا هناك عن الحزب وعن مهامه وأعماله .
وودع أهله الوداع الأخير ولم تكن تعرف أمه بأن هذه القبلة ستكون الأخيرة ولن تراه بعد الآن .
وبعدها ألتقى مع بعض من رفاقه في الحزب .
وهم في الطريق قرر أحد رفاقه الرجوع عن فكرته النضالية .
ولكن الشهيد فرحان آبى والا ينفذ ما بداخله من فكر
ونضال .
وعندما دخلوا الأراضي التركية فرح الشهيد فرحان لأنه على بعد قليل للوصول الى المناضلين الشرفاء فوق جبال كردستان .
وقد ألتجىء هو وبعض من رفاقه الذين بقوا معه في بيت لم يكونوا على علم بأن هذا البيت متواطىء مع الأتراك
وقد تناولوا الغداء وحتى قاموا بتناول العشاء هناك أكرم صاحب البيت وفادتهم .
وبسر أخبر ولده بأن يذهب الى المخفر التركي ليخبرهم بأمر هؤلاء الشباب .
وقبل أن تصل الدورية التركية الى البيت كان قدا خرجا من ذاك البيت اللعين ولكن لسوء الحظ ألتقوا في أحد مناطق تدعى كارسا .
وقد نشبت بينهم معركة طاحنة كان فيها الشهيد فرحان مثال التضحية والصمود حتى أستشهد بطلقة غدارة أصابته .
ليسقي بدمه أرض بلاده المسلوبة ويطهر بدمه نفسه
من أي معصية أرتكبها .
وبعد شهور من هذه الفاجعة ذهب وفد مؤلف من عدة أشخاص الى منزل ابو فرحان ليخبرهم بستشهاد أبنهم البطل.
وقد كان اليوم الذي جاءوا فيه كان اليوم العاشر من رمضان يعني ولادة الشهيد فرحان برمضان وخبر أعلان شهادته برمضان هذا الشهر الفضيل الذي يمحي به الله كل الخطايا .
وحتى بعد الترحيب بهم لم يكونوا على علم بما جرى لأبنهم الشهيد فرحان .
فطلب أحد أعضاء الوفد أيقاظ أم فرحان لأنها كانت نائمة .
كانت أم فرحان نائمة ولم تكن أن هناك من سيأتي ليخبرها هذا الخبر .
فذهب محمد وايضا هو أحد أخوان الشهيد البطل
ليقوم بأيقاظ أمه .
محمد : أمي أمي
أم فرحان : نعم هل فرحان قد أستشهد
محمد : ههههه وهل رأيتي ذلك بمنامك كلا كلا
أم فرحان كانت تشعر بأن جسدها سيصبح قطعة جليدية
عندما أيقظها أبنها محمد .
وتوجهت الى الغرفة ورأت أعضاء الوفد ورحبت بهم أجمل ترحيب .
أحد أعضاء الوفد : نحن أتينا لنخبركم خبر مفرح الا وهو أستشهاد أبنكم فرحان .
وعندما أخبروا أم فرحان بهذا الخبر أحست بحرارة شديدة بجسدها بعد أن كان جسدها سيصبح قطعة جليدية من البرد .
وقالت لهم : أن هذا الخبر تاج نضعه فوق رؤسنا .
وفي تلك اللحظة كان أخوه كانيوار يبكي فطلبت منه أن لا يبكي وأيضا أخبرت أخواته بيريفان وروهلات وأمينة ونازك الذين ما أن سمعوا بلخبر حتى بدأو بلبكاء .
لكن أم فرحان قالت لهم : أن أخوكم شهيد هل تعرفون معنى الشهادة أنه أسمى من كل شيء .
وما أن قالت أم فرحان بهذه المقولة حتى توقفوا عن البكاء .
وفي اليوم التالي أقاموا له خيمة عزاء ضخمة وكان لابد من أم الشهيد أن تلقي كلمة للمعزيين .
أم فرحان تصعد للمنصى وتقول :
أولا مرحبا بكم جميعا وشكرا لكم على مجيئكم لعزاء أبني الشهيد فرحان .
أن شهادة أبني فرحان هو تاج فوق رأس قريتنا ويجب أن لا نحزن أبدا بل علينا أن نفرح لأنه أختار طريق النصر والحرية لكردستان الأبية .
وبعدها قام المعزين بلتصفيق الحار لها ولكلمتها الشجاعة والجريئة وتمنوا لو كانوا يمتلكون ذاك القلب القوي والشجاع .
وفي نهاية القصة لم أعرف كيف أن أنتهي لأن لا نهاية لها فلذلك سأختمها بقصيد شعرية عن عمي الشهيد : فرحان .
(
نهاية بطل )
يا ليتني رآيتك لأشتم رائحة الزنبق والعبير من جسدك
يا ليتني رآيتك لأخذ حب الوطن من عينيك السوداويين
ياليتني رآيتك لآسرق حب النضال من ساعديك
علمت الناس على أن لا يسكتوا على دم مهدور
علمت الناس على أن لا يسكتوا على وطن منهوب
علمت الناس على أن لا يسكتوا على حق مسلوب
علمت الناس على أن لا يسكتوا على عرض مفتوك
علمت الناس على حب النضال والكفاح وحمل السلاح
رفعت لواء الحرية وحملت شعلة الآبدية
لن أنساك يا عمي لن أنساك يا عمي