للعام الثاني على التوالي يفاجئ الطلاب في مادة الفلسفة بأسئلة على طريقة حزورة رمضان ، حيث ينفق الطالب جل وقته كي يحزر ما الذي تطلبه التربية من جواب على السؤال فيقع الطالب في الحيص بيص حيث تتقاذفه الأفكار هل يتقيد بنص السؤال ويجيب على قدر السؤال ؟ أم يكتب كل ماذكر في الكتاب فيما يتعلق بشكل أو بأخر أو قريب من السؤال فيحتار الطالب ويصبح أسير الشك أيهما يكتب.
حيث جاء الموضوع واضحاً من حيث النص و غامضاً من حيث الإجابة ، فمن المعلوم أن سؤال الموضوع هو السؤال الرئيسي بالنسبة لأسئلة المادة ، فحصتها من العلامات ربع علامات المادة أي 10 درجات من 40 درجة ، و المشكلة تكمن في أن النص واضح و على ضوئها سيجيب الطالب بأربعة أسطر فقط فهي بالتالي لاتصلح لأن تكون جواباً لسؤال رئيسي ألا وهو الموضوع ، فيضطر الطالب إلى كتابة كل ما يتعلق بما ذكر في نص الموضوع قد مر معه في المنهاج الدراسي و هي نتيجة منطقية لحالة الشك و الحيرة التي تنتابه كحل مقبول و ما على التربية إلا إختيار ما هو المطلوب و أن يتركوا الباقي ، أما الطالب الذي تقيد بنص الموضوع كما يقال &nbs p; (( راحت عليه )) فسيكون نصيبه النذر اليسير من العلامات فخطأه الوحيد أنه فهم السؤال بشكل جيد فجاءت الإجابة على قدر السؤال .
و الأنكى من هذا وذاك أن مدرسي المادة ذاتهم يختلفون فيما بينهم على ما هو المطلوب من السؤال !!! إذاً لا عتب على الطالب .
و السؤال المطروح من يتحمل مسؤولية ما يحدث ؟؟؟؟؟ و لماذا هذا الاستخفاف بمستقبل الطلبة ، فعلامة واحدة قد تنقل الطالب من فرع إلى آخر .
لذلك نهمس في أذن وزارة التربية لنقول إذا كنتم غير قادرين على صياغة نصوص واضحة لمواضيع الفلسفة فيفضل العودة إلى الصياغة القديمة ألا و هي (( عالج هذا الموضوع من خلال دراستك ل....الخ )) .
و المشكلة الامتحانية الثانية تتعلق بمادة اللغة الألمانية لطلاب الثالث الثانوي الفرع الأدبي ، فمنذ سنوات تم إضافة لغات جديدة إلى جانب اللغة الإنكليزية و الفرنسية لطلاب الشهادات للمرحلة الثانوية كاللغة الروسية و الألمانية على سبيل المثال لا الحصر ، و باعتبار الأخيرتين ليس لهما منهاج دراسي اكتفت التربية بنوط مؤلفة من صفحات معدودة لا تتجاوز عدد أصابع اليدين ، مما دفع بالطلاب إلى التخلي عن اللغتين الإنكليزية و الفرنسية لصالح الروسية و الألمانية ، حتى أن الكثير من الطلاب تركوا مدارسهم من أجل التقدم لامتحان اللغة الألمانية و الروسية كطلاب أحرار بدلاً من تقديم اللغة الانكليزية و الفرنسية ذات المناهج الضخمة ، وقد تفشت هذه الظاهر بشكل واسع جداً في المحافظات الشرقية مما خلقت مشاكل كبيرة للنظام و العملية التعليمية و التربوية .
و أثناء تقدمهم للامتحان تفاجأ الطلاب المتقدمين للغة الألمانية أن الأسئلة الواردة من التربية لا علاقة لها بما هو مذكور في النوطة الدراسية للمادة ، مما أدى إلى حدوث صدمة كبيرة بين الطلاب و صلت إلى درجة نوبة هيستيريا من قبل البعض و قد ترافقت ببعض أعمال التخريب و الشتائم . و السؤال هل هيئتم كادراً تدريسياً للغتين الألمانية و الروسية حتى فتحتم المجال للتقدم بهما لطلاب الشهادات ؟؟؟ و أين هي المناهج الدراسية ، فهل هذه النوط الكيفية كافية لتكون بديلة عن المناهج ؟؟ أم حولتم الطلاب و مستقبلهم إلى فئران مخابر ، إذا نجحت التجربة تعمم على بقية محافظات القطر ويكون كما يقول المثل (( إلي ضرب ضرب ، وإلي هرب هرب )) ........!!!!!!!