تأييد فرنسي بريطاني لعقوبات ضد إيران ورايس تدعو للضغط
أعلنت فرنسا وبريطانيا تأييدهما فرض عقوبات إضافية على إيران بسبب البرنامج النووي, وذلك بالرغم من تقرير الاستخبارات الأميركية الذي كشف عن توقف البرنامج النووي العسكري لطهران منذ عام 2003.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية ديفد مرتينون إن المخاوف من النووي الإيراني لا تعتمد على تقارير الاستخبارات الأميركية, مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية استمرار التفاوض حول الأزمة.
واعتبر المتحدث أن من الضرورة الاستمرار في ممارسة الضغط على إيران, قائلا إن الطريقة المثلى لتحقيق ذلك بالنسبة لفرنسا هي العقوبات. كما قال إنه لا يمكن القبول إجمالا بأن المخاوف من النووي قد تقلصت, وحث إيران في الوقت نفسه على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهة ثانية أكد وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند في مقال بصحيفة "فايننشال تايمز" أن بريطانيا ستمارس ضغوطا لحمل الأمم المتحدة على تبني سلسلة جديدة من العقوبات على إيران تتعلق ببرنامجها النووي.
وقال ميليباند "يجب ألا نخاف من دبلوماسية شرسة، وكل الخيارات الأخرى اسوأ من ذلك". وتابع الوزير البريطاني "لن تكون هناك ثقة كاملة ما لم تقم إيران بتسوية المسائل المتعلقة بنشاطاتها السابقة وبتعليق برنامجها لتخصيب اليورانيوم".
كما نفى ميليباند سعي الغرب لتغيير النظام في إيران أو منعها من أن تصبح قوة نووية مدنية أو الحد من نفوذها في المنطقة. وأضاف "القيادة الإيرانية تواجه خيارا واضحا", معربا عن أمله في أن تتوافر لدى قادتها "البصيرة والإلهام للقيام بالخيار الصحيح من أجل شعبها".
وفي تصريحات للصحفيين في بروكسل، كرر الوزير البريطاني التأكيد على موقف لندن الداعي لفرض عقوبات إضافية "في حالة استمرار إيران في تحدي إرادة مجلس الأمن الدولي".
تحركات رايس
يأتي ذلك بينما تكثف وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مشاوراتها مع نظرائها في حلف شمال الأطلسي أثناء اجتماعات بروكسل لإقناعهم بالإبقاء على الضغوط على إيران.
وقالت رايس قبل بدء الاجتماعات الرسمية لوزراء خارجية الأطلسي اليوم الجمعة إنها ستسعى للتأكيد على ضرورة الحصول على إيضاحات بشأن ما كان يجري في إيران قبل عام 2003، فيما يتعلق بطبيعة البرنامج النووي السري.
وكما أعلنت رايس التي التقت عددا من نظرائها على حفل عشاء في بروكسل أمس الخميس أن "الجميع متفق على عدم تغيير السياسة المتبعة حاليا تجاه إيران".
واعتبرت الوزيرة الأميركية أنه من الضروري مواصلة الضغط على إيران, قائلة إن النتائج التي توصل إليها تقرير الاستخبارات "كانت ثمرة جهد دبلوماسي مكثف".
وفي وقت سابق اتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس على أن إيران تمثل خطرا. وقد شدد ساركوزي من جانبه على تأييد العقوبات.
وكانت رايس قد عقدت اجتماعات مكثفة مع نظرائها في حلف الأطلسي إضافة إلى المنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا, وعدد من المسؤولين الروس لبحث كيفية التحرك في المرحلة المقبلة بعد تقرير الاستخبارات الأميركية.
كما تلتقي رايس في وقت لاحق أيضا وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني, حيث ينتظر أيضا التركيز على الملف الإيراني.
من جهته قال وزير الخارجية البلجيكي كاريل دو جوش إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي اتفقوا على أنه لا يوجد مبرر لتغيير موقفهم من التهديد بعقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.