عرفت بلاد الكرد عموما باسم كوردستان ، وهي منطقة جغرافية شاسعة فيها سلاسل جبلية شهيرة ، وضمن بلاد كوردستان توجد مقاطعات او ولايات او امارات عديدة حملت اسماء مختلفة ، كانت تعيش وفق ظروف العصور السابقة، وكانت اشبه بالولايات الادارية المستقلة ، ضمن كوردستان الكبرى ، ومن تلك الامارات ، او المقاطعات ، منطقة لورستان ، اي بلاد اللور ، والتي حملت هذه التسمية بسبب منطقة معروفة فيها تدعى لور ، وقد ورد ذكر اللور عند ياقوت ، وقال عنهم بانهم قبيلة من الكورد تعيش في الجبال بين خوزستان واصفهان . وبلاد اللور تشكل جزء من مملكة ايلام ، وكانت مملكة معروفة ، استولي ملكها شوتروك ناخونته على بابل ونقل مسلة حمورابي عام 1150 قبل الميلاد ، الى عاصمته سَوْزة وتعني الخضراء في الكردية (وتكتب في العربية سوسة ، بسبب ترجمتها عن الانجليزية SOSA المنقولة عن السومرية ) وفي سوزة عثر الفرنسيون على المسلة ونقلوها الى متحف اللوفر ، ومنحوا العراق نسخة منها ،وكان اقسى ماتعرضت له ايلام هو الهجوم الاشوري، اذ هاجمها اشور بانيبال ، في عهد الملك الايلامي تيومان الذي خسر المعركة فاحتل الجيش الاشوري ايلام عام 653 قبل الميلاد ، وخربها واستولى على العاصمة سوزة ، ونهبها. وقد استمر تخريب مملكة ايلام طوال اربعين عاما ، قامت به الجيوش الاشورية في حملتين عسكريتين ، واخذت الاف الاسرى ورحلتهم الى مناطق تابعة للامبراطورية الاشورية ، وسهل هذا الخراب الذي حل ببلاد ايلام الامر على القبائل الفارسية التي كانت على تخوم الدولة الميدية ، في التقدم نحو ايلام والاستيطان في بلاد اللور . اما تسمية الكورد اللور بالفيليين فان ذلك يعود لسببين الاول ان احد ملوكهم كان يدعى Pele بيلي ( بالباء المثلثة ) فاطلقت الاقوام الاخرى عليهم اسم بيلي وتحول الاسم تدريجيا بالعربية الى فيلي ، وذلك لعدم وجود حرف الباء المثلثة في اللغة العربية . والسبب الاخر ان الكرد كانوا مقاتلين اشداء ، واقوياء البنية ، لذلك كانوا يشبهون الفرسان بهم وينسبون اليهم القوة والفروسية وظلت التسمية تستخدم في الفارسية ومنها اشتقوا بهلوي ، وبهلوان .
واطلقت على الكتابة المسمارية التي كانوا يستخدمونها تسمية الكتابة البهلوية ، والفهلوية ، وهي التي تطلق على ما يسمى الفارسية القديمة ، والحقيقة هي لغة كوردية ، سومرية الاصل ، ولكن بسبب احتلال القبائل الفارسية لمناطق الكورد الايلاميين ، اقتبسوا كتابتهم ولغتهم ، ولذلك نجد اللوح المدون فيه اعمال داريوس في طاق بستان ، في ايلام منقوشا بثلاث لغات ، احداها الكوردية المسمارية ، والتي استطاع العلامة الايرلندي ، عالم المصريات الدكتور هنكس حل الرموز الموجودة في اللوح استنادا الى الاسماء الفارسية ، اذ نشر مقالة بهذا الخصوص عام 1846م بين فيها ان اللغة المكتوبة على اللوح هي لغة مقطعية وليست هجائية ، وهو العالم الذي اكتشف عدة اسماء مثل نبوخذنصر ، وسنحاريب واورشليم وغيرها . ومن ثم ساهم علماء ورحالة اخرون مثل الرحالة لايارد في فك طلاسم الكتابة المسمارية من خلال هذا اللوح الموجود في طاق بستان ، في ايلام بلاد الكورد ، صاحبة أقدم حضارة سومرية .