تعرض كاتب سعودي لحملة إلكترونية واسعة؛ بسبب انتقاده المرجعية الشيعية في مقال له يتناول فيه فتوى للمرجع الديني آية الله علي السيستاني بشأن المسلسلات التركية المدبلجة التي أثارت اهتماما وجدلا واسعين.
وقالت لجنة "الزهراء لإحياء مناسبات أهل البيت بكربلاء" -في بيان لها- إن مقال الكاتب السعودي نذير الماجد والمعنون بـ"السيد السيستاني والمسلسلات التركية".. تضمنت إساءات للمرجعية، ووصفته بأنه ممن "يدعون التشيع والموالاة"؛ لأنه من الكتاب السعوديين الشيعة.
وأبدت لجنة الزهراء -في بيانها الذي تناقلته المواقع والمنتديات المقربة من المرجعية الشيعية في العراق- استنكارها الشديد "للإساءة المتعمدة ضد سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي السيستاني"، التي ضمنها الكاتب السعودي في مقاله.
وقالت اللجنة إن الماجد هزؤ في مقاله "بفتوى سماحة السيد السيستاني، واتهم فيه سماحة المرجع الأعلى بأنه يصادر عقول الناس والتفكير بالنيابة عنهم، إلى غير ذلك من الأمور الباطلة التي لا تصدر إلاَّ عن حاقد على أهل البيت عليهم السلام، وذلك بالتجرؤ على نوابهم".
وهاجمت لجنة الزهراء الكاتب الماجد ووصفته بأنه ممن "يدعون التشيع والموالاة لأهل البيت عليهم السلام، بينما هم يدسون السم في العسل لمحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وآله"، كما أهابت بـ"جميع المؤمنين للتصدي لأمثال هؤلاء الكتاب".
وأثارت مقالة الماجد ردود فعل واسعة من خلال التعليقات التي أوردتها المواقع والمنتديات الإلكترونية على آرائه بين مدافع عن فتوى السيستاني ومؤيد للمسلسلات التركية. واعتبرت بعض التعليقات أن الكاتب "تعمد تجريح المرجعية الشيعية"، بينما استغرب آخرون من الحملة التي شُنّت على كاتب يعبر عن رأيه "بكل هدوء وحوار منطقي"، بينما دعت مواقع أخرى الكاتب إلى الاعتذار عما بدر منه من إساءة للسيستاني.
وجاء في مقال نذير الماجد "كما كان متوقعا، تدخلت أخيرا المؤسسة الدينية الرسمية في النجف الأشرف لتضع حدا للإقبال الكثيف والمتصاعد الذي حظي به المسلسل الدرامي الشهير "سنوات الضياع"، ووصيفه "نور"، بعدما اجتاحا الوطن العربي من المحيط إلى الخليج وحققا نجاحا لافتا في الوصول لأكبر شريحة عربية".
ومضى الكاتب يقول "ما أجمل أن تتعارف الشعوب على بعضها عبر هذه الفنون التي تستطيع أن تنجح فيما تخفق فيه السياسة، وهذا ما نجده ماثلا بشكل رائع جدا في هذا العمل، فلو جيشت الحكومة التركية مثلا كل قدرتها الدبلوماسية لما استطاعت أن تفعل ما فعله هذا العمل الفني الذي ساهم إلى حد كبير في تعريف المجتمعات العربية على المجتمع التركي.
وتابع "يتراءى لي أن هذه المعالجة الدينية باتت عقيمة جدا، فبدل هذه المواقف والأجوبة الجاهزة التي اشتهر بها الخطاب الديني بكل اتجاهاته كان يجب الاهتمام بمسائل أخرى أكثر أهمية، فبدل اللجوء إلى إطلاق الفتاوى بلغة التحريم والحظر كان يجب الالتفات إلى أسئلة من نحو: لماذا راجت هذه المسلسلات؟ ولماذا تقبلها الجمهور العربي مع ما تبذله المؤسسة الدينية من جهود وعظية جبارة؟!".
ويذكر أن مسلسلي "نور" و"سنوات الضياع" التركيين اللذين تعرضهما شاشة mbc وmbc4 حققا إقبالا شعبيا لا نظير له في العالم العربي، وباتت الدراما التركية المدبلجة باللهجة الشامية تتصدر أولويات المشاهدة، وأصبح أبطالها نجوما مفضلين لدى جمهور واسع من المشاهدين.