مسكينة حواء.. فالتمييز بينها وبين آدم وصل إلى آفاق أكثر بعداً مما هو معروف ومتداول.ففي دراسة أميركية حديثة تبين أن المرأة أقل من الرجل استمتاعاً بأوقات الفراغ .. فهي تعمل خارج المنزل مثل الرجل، كما أنها تعمل داخل المنزل أكثر من الرجل على الرغم من أن رجل هذه الأيام بات أكثر من أسلافه إسهاماً في أعمال المنزل ورعاية الأسرة والأطفال...
وشارك في الدراسة أكثر من أربعة آلاف امرأة ورجل كان عليهم الإجابة عن أسئلة تتعلق بكيفية قضائهم 24 ساعة في أيام العمل، و24 ساعة أخرى في أيام العطلة الأسبوعية. وقد تم حساب أوقات الفراغ على أساس أنها الوقت الذي لا يُصرف في العمل المدفوع الأجر، أو الأعمال المنزلية، بالإضافة إلى العناية بالأطفال وأشياء الحياة اليومية كالأكل والنوم.. وكان هناك أيضاً سؤال عن مدى شعور المشاركين في الدراسة بالضغط والاندفاع كما لو أن الوقت يلاحقهم في يوم عادي.
وتبين بنتيجة الدراسة، وبمقارنتها بدراسة مماثلة أجريت في منتصف السبعينات من القرن الماضي، أن المرأة تستمتع بأوقات الفراغ أقل من استمتاع الرجل بأوقات فراغه.. ليس هذا فقط، فالأمور بين منتصف السبعينات وهذه الأيام تزداد سوءاً مع الأيام بالنسبة للمرأة.فالرجل في أوقات فراغه لا يشعر بضغط الوقت بقدر شعوره به عندما يكون مشغولاً وبرنامجه مزدحماً بالعمل. في حين أن الأمر يتساوى تقريباً بالنسبة للمرأة، فهي تشعر بوطأة الوقت وضغطه عليها، أثناء العمل أو خارجه، ولو أنها في الحالة الأخيرة أقل توتراً، ولكن بفارق كبير مقارنة مع الرجل.
وتقول الدراسة في تفسير السبب إن المرأة غالباً ما تقع تحت ضغط الاهتمام بالأطفال وأعمال المنزل حتى في أوقات فراغها. وتقول المشرفة على الدراسة ليانا سايور، وهي أستاذة علم الاجتماع في جامعة أوهايو، إن مفهوم أوقات الفراغ يختلف بين الرجل والمرأة، خاصة بالنسبة للزوجات والأمهات، فأوقات الفراغ بالنسبة لهن لا تزال مرتبطة بالعديد من المسؤوليات والاهتمامات المنزلية والعائلية.
وفي العودة إلى الدراسة الأولى التي أجريت في منتصف السبعينات، يتبين أن المرأة والرجل كانا يتساويان في أوقات الفراغ.. هو يعمل خارج البيت وهي تعمل داخله.. وفي النهاية يتساويان في الوقت الذي يمكن اعتباره خالياً من المسؤوليات الأخرى.أما الدراسة الحديثة فأظهرت وجود فارق قدره نصف ساعة يومياً لمصلحة الرجل.. فالمرأة باتت تعمل خارج المنزل ساعات أكثر مما كانت عليه في منتصف السبعينات، وفي الوقت نفسه باتت مسؤولياتها المنزلية أقل مما كانت عليه في السابق، لكن ليس بالقدر الكافي لمعادلة الزيادة في العمل المدفوع الأجر خارج المنزل.
كذلك تبين أن الشعور الدائم بضغط الوقت يزيد بمعدل الضعفين لدى المتزوجات أو الأمهات عما هو عليه بين العازبات أو المتزوجات من دون أطفال. على عكس الرجال، فشعورهم بضغط الوقت لم يشهد أي تغيير يُذكر بين المتزوجين الذين لديهم أطفال أو العزاب أو المطلقين