الأوروبيون يحتفلون بتوسيع منطقة شينغن وإزالة نقاط التفتيش الحدودية
عمت الاحتفالات أنحاء متفرقة من أوروبا احتفاء بتوسيع فضاءات منطقة شينغن، ليتمكن حوالي 400 مليون مواطن أوروبي من التنقل والسفر بين 24 دولة أوروبية دون عوائق. ميركل أشادت بتوسيع منطقة شينغن ووصفت الحدث بــ"اللحظة التاريخية بهجة عظيمة، احتفالات كبيرة تعم جميع أنحاء أوروبا اليوم الجمعة الذي يشهد انضمام تسع دول جديدة رسميا إلى اتفاقية شينغن. ومنذ الساعات الأولى لصباح هذا اليوم أزيلت نقاط التفتيش على الحدود برا وبحرا في استونيا وجمهورية التشيك وليتوانيا والمجر ولاتفيا ومالطة وبولندا وسلوفاكيا وسلوفينيا. وقد تم الاحتفال بهذه اللحظة التاريخية من خلال إطلاق الألعاب النارية والموسيقى والحفلات في أنحاء متفرقة من أوروبا. وكان سكان دول البلطيق وليتوانيا ولاتفيا واستونيا أول من احتفلوا بإزالة نقاط التفتيش الحدودية، حيث أطلق آلاف السكان الألعاب النارية وأخذوا يرددون النشيد الوطني.
وستتضمن منطقة شينغن بعد التوسيع 24 دولة جميعها من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي باستثناء إيسلندا والنرويج. وفي معرض تعليقه على هذا الحدث الكبير قال رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو، في بروكسل : "ابتداء من اليوم، سيستطيع الأشخاص السفر من دون مضايقات بين 24 دولة في منطقة شينغن دون وجود أية نقاط تفتيش حدودية برا أو بحرا: من البرتغال إلى بولندا ومن اليونان إلى فنلندا. وأضاف باروسو: "سويا تجاوزنا قيود الحدود التي كانت تشكل عقبات من صنع البشر للسلام والحرية والوحدة في أوروبا وذلك في ظل خلق ظروف لأمن متزايد".
من جهته، رفض هانزجيرت بوترينج، رئيس البرلمان الأوروبي المخاوف الأمنية لدى البعض بشأن هذه الخطوة. وقال إن فتح الحدود "يرمز للوحدة وتفاهم الشعوب". وقد تم التعامل مع المخاوف من احتمال أن يؤدي فتح الحدود لزيادة في معدلات الجرائم التي ترتكب عبر الحدود، من خلال "نظام معلومات شينغن" وهو قاعدة بيانات كبيرة في مدينة ستراسبورج الفرنسية، تسجل فيها المعلومات حول المجرمين المطلوبين.
وكان الاتحاد الأوروبي قد قام بإنفاق نحو مليار يورو لتعزيز عمليات أمن الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، غير أن مسؤولي الاتحاد يرون أن مثل تلك النفقات سيجري تعويضها بسهولة بالزيادة الناتجة في السياحة والتجارة عبر الحدود. ويعد مركز سالزبورج/برشتسجادن الحدودي أحد الأمثلة على الاستفادة من اتفاقية شينغن، حيث يتسوق فيه العديد من الألمان في مركز تجاري كبير على الجانب النمساوي من الحدود، فيما يقبل النمساويون على مركز كبير للصحة والرشاقة على الجانب الألماني. يذكر أن الزائرين من الدول غير الأعضاء بالاتحاد الأوروبي يستطيعون التنقل عبر الدول الموقعة على الاتفاقية باستخدام تأشيرة شينغن. و شينغن هي نسبة إلى إحدى بلدات لوكسمبورج التي شهدت توقيع اتفاقية حرية التنقل لأول مرة.