المرأةُ حياة…بقلم : نارين عمر..التّرجمة عن الكردية: ديرام
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
يقولُ الكرد: "إنّ معنى اسم المرأة (Jin) آتٍ من معنى اسم الحياة (Jiyan)، أي أنّ المرأة ذاتها حياة. وكذلك يقولُ الكرد: "إنّ المرأة سيّدة خالقة((Jin afret e ومعنى كلمة السيّدة آتٍ من الخلق((Afirandin
يقول العرب: إنّ المرأة شرف, لأنّ كلمة الشّرف تعني السمّو والعفة, لذا صارت المرأة شرفاً.
إذاً المرأة حياة ولا يمكن للحياة أن تستمرّ من دونها، أو تصبح ذات شرفٍ أو تنال على الرّفعة والسّمو. المرأة سيّدة خالقة لأنّها إنسانة مهمّة في خلق الحياةِ والكون والوجود .
إذا كانت المرأة تشكّلُ كلّ هذه المفردات والمعاني الطّيّبة بين صفحاتِ كلماتنا ومفرداتنا فهنالك بضع أسئلة تطرحُ نفسها:
لِماذا لا تأخذ المرأة هذا المكان السّامي النيّر على أرض الواقع؟! لماذا يراها المجتمع إلى يومنا هذا شرف وعرض الرّجل حتى يسمح الرّجل لنفسه أن يرتكب كلّ الأفعال والأشياء السّيّئة (الرّعونة، الزّعرنة, انتهاك الحرمات) دون أن يشعر أنّه عديم الشّرف وسيّء العرض والخلق لأنّ نساء العائلة ذواتُ سمعةٍ حسنةٍ وأخلاقٍ طيّبةٍ.
أين يتلمّسُ المجتمعُ الشّرفَ؟
للأسف, المجتمعُ يرى الشّرفَ في نظراتِ المرأة وفي كلماتها وفي رعشةِ مشاعرها, بل إنّها كثيراً ما تُقتل بسببِ هذه المشاعر .
لِماذا يُعتبَرُ قتلُ المرأة سهلاً عندنا هكذا, ولاسيّما أنّ هذه المرأة تكون الأختُ, أو البنت، أوربّة المنزل؟! لماذا تحملُ المرأة لوحدها وبال العرض والشّرف؟! لماذا تُتهم هي فقط لوحدها؟! ألا يُعتبَرُ قتلها بحدّ ذاته جريمة فادحة؟!
الحبّ حقّ شخصيّ، كلّ إنسانٍ يعوم بين أمواجه دون أن يكون قادراً على التّحكّم
بلجام أحاسيسه ومشاعره، وكما أنّ الرّجل أوالذّكر لا يستطيعُ مداواة هذا الدّاء الذي لا دواء له، المرأة بدورها لا تستطيع فعل ذلك, بل إنّ المرأة تعرف كإنسانة رقيقة المشاعر ورقيقة القلب، وتعاني من الكثير من الصّعوبات حتى تكون قادرة على إخماد أو إخفاء غليان مشاعرها. الحياة ذاتها لا تتواصل ولا تستمرّ من دون الأنثى والذكر, لذلك منحت الحياة هذه الهدية المقدّسة للطرفين معاً(هديّة العشق والمحبّة) كي ينعما طوال عُمريهما بهذه الهدية، مع العلم أنّ الحياة ذاتها لم تفرّق بين الأنثى والذكر في منحها هذه الهدية، ورغبت أن تصبح هذه الهدية سرّاً مقدّساً بين أحاسيسهما ومشاعرهما، كي يستمرّ فلك الكون صوب الدّيمومة على أكمل وجه. لكنّ سؤالنا هو :
كيف انعكس قانون الحياة العادل هكذا، وانقلب على بعضه البعض حتى حصل الذّكر على حصّة الأسد، وحصلت الأنثى على الحصّة الضّئيلة؟! مَنْ غيّر وقلّبَ هذا القانون, وخلق قانوناً حديثاً يحلّل للرّجل العشق والمحبّة، ويحرّم على المرأة ذلك؟! وأن يكون من حقّ الرّجل أن يُعلنَ حبّه على الملأ في كلّ وقتٍ وحين دون خشيةٍ أو وجل, ويسردَ قصص بطولاته في ميدان الحبّ، لكنّ المرأة قد تقتل لدى البعض منّا إذا أعلنت عن ارتعاشاتِ مشاعرها؟!
مَنْ يذكي هذا الموضوع موضوع (جرائم الشّرف ) بين المجتمعات الشّرق أوسطية؟ ولِمَ في الشّرق وفي الدّول التي تسمّى بـ(دول العالم الثّالث) يظهرُ هذا الموضوع وتُذكى ناره؟ مَنْ يمنحه الغطاء القانونيّ والدّيني؟! ومَنْ يريد أن تظلّ المرأة ضحية أخلاقنا وأفكارنا المنحرفة والخاطئة؟!
أرى أنّنا لن نجدَ أجوبة لهذه الأسئلة بسهولةٍ ويسرٍ لأنّ مَنْ يقوم بمثل بهذا العمل ليس شخصاً واحداً، وفي هذا المجال لا يمكن لبعض الأشخاص أيضاً أن يفعلوا شيئاً، لكنّ المسؤولية تقع على عاتق كافة شرائح المجتمع من النّساء والرّجال وتقعُ على عاتق كلّ المسؤولين الرّسميين، والمنظّمات والمؤسّسات الرّسمية وعلى عاتق المجتمع والعامة .
يقتلون المرأة لكي يطهّروا شرفهم من لوثةِ ودناءة أخلاقها، لكنّ المرأة كيف لها أن تحمي شرفها حين يقعُ رجالُ العائلة في بحيرةِ الأخطاء والسّوء، أم أنّ الرّجل لا يُعتبَرُ شرف وعرض المرأة؟!
أرى أنّ المرأة لن تتحرّر من قسوة وظلم المجتمع و قوانينه وأفكاره الخاطئة إلا بعد أن يظهرَ قانونٌ يؤكّد على أنّ المرأة إنسانة مستقلة كما الرّجل، والحياة تكمل بتضامن المرأة والرّجل وتعاونهما، وتصبو نحو الرّفاهية. لذا فمن الضّروري أن يرتبط شرفُ عموم البشر بأعمالهم اليومية وبتعاملهم مع شخصهم ومع البشر.