يقول تعالى في قرآنه الكريم: “ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد."
وقد ذهب بعض المفسرين إن الله يقصد قوم( الأكراد ) ذوي البأس والهيبة ، ويشير إلى عظمتهم وجلالهم في الدنيا .
وأن أمة ذات قوة وعظمة ، لا بد وأن تكون مدعومة بالأموال والثروات ، وممتلكة القراءة والكتابة .
فلا يوجد قوم على وجه الأرض كالأكراد يعيشون في وطنهم ويستعملون لغتهم تحت نير خوف ورهبة .
إذ أنه قبل ميلاد المسيح كانت كردستان ذات السلطة والعلم باللغة الكردية ، فكانت مهداً للحضارة، ومنبعاً لجميع العلوم والفنون ، وأساساً للصناعة والتجارة ، وبذلك قدمت لجميع أقوام الكرة الأرضية سبل التحرر والتقدم .
لقد اندثرت الكثير من الآثار والمعالم عبر العهود الغابرة ، وانمحت بسب الكوارث الأرضية ،إلا أن الألواح الحجرية في (بي ستوون ) وعرش ( جه مشيد) والموجودة في المتاحف الأجنبية ( الخارجية) هي اعظم وأهم الآثار الدالة على عظمة وجلال الأسلاف . فأقوام الماويين ، والساسانيين هم : أكراد ، ولعلهم نجوم الأمل الأكثر إشعاعاً وتألقاً ،لأن مخطوطاتهم القديمة مكتوبة باللغة الكردية ، فكانوا قبل ظهور الإسلام وحدهم أعمدة لبناء الفن والعلم والحضارة .
الماديين ( الميديين) :
يقول ابن خلدون: إن الميديين أكراد .
ويقول حسن بيرنياش في تاريخ ( إيران باستاندا ) وفي الصفحة 168 منه : ( الميديون آريون ، وهم أجداد الأكراد .
ولغتهم هي نفس لغة الأكراد الموكريانيين وفي كتاب (عشق وسلطنة ) كتب : ( إن لغة الماديين ، لغة كردية ) .
ويقول مردوخ في إحدى مؤلفاته التاريخية : (إن السلطان الأول للميديين هو "آراماس" ومعروف عند اليونانيين ب "كه يقوباد")
ويقول دومركان : كان الميديون موجودين قبل عيسى ب/2000/ سنة ، أسسوا إمبراطوريات وسلطنات كثيرة ، لطن حروب شهرتهم وتفوقهم ، عرفت قبل الميلاد ب/ 700/ سنة .
ويقول هيرودوت : إن مؤسس الإمبراطورية المادية هو " فرارتس" وسماه الكثير ب " ديائه كو" .
ويقول المؤرخ اليوناني كيتزياس : إن عدد سلاطين الدولة المسدية عشرة وكان آخرهم ( آستي كاس ) الذي دامت إمبراطوريته / 350 / سنة .
أصل الساسانيين:
أسس الساسانيون إمبراطوريتهم قبل الميلاد ب/400/ سنة فاهتموا بالعلوم والفنون وزاولوا الطب والتجارة .
مؤسس الإمبراطورية الساسانية هو ( ئه ردشير) ،أبو (بابك ) الكردي من طائفة سارحي الأغنام (الرعاة ) وأمه (بايك) ابنة أفراد عشيرة (بازرنكي) الكردية ، يقال أنه عاش /88/ عاماً قضى /25/ عاماً إمبراطوراً وآخر إمبراطور ساساني اسمه (يه زدي كورد) الذي بقي /20/عاماً على سدة الحكم والإمبراطورية .
لقد تتالى /29/ إمبراطوراً في فترة إمبراطوريتهم ، وكانت عاصمتهم "مادا يان" التي سميت فيما بعد بالمدائن ، التي تبعد عن مدينة بغداد ب/29/ فرسخاً .
قال الكولونيل دوهووسة في عام 1863: إن الرأس الضحم والعضلات القوية والشعر الأسود والحواجب العريضة عند الأكراد هي مطابقة تماماً لصفات الساسانيين القدماء .
ويقول الطبري :إن (ئه ردشير) هو ابن (بابك) ابن( ساسان) بن (بابك) الزراري .
ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان : إن ما يذكرنا بالساسانيين هو مدينتهم (المدائن)والتي كان اسمها (كورد آوا).
ويقول استرابون : إنه (ئه ردشير) تفوق على الفرس ، واسمه ليس (شاهه نشاه)، وهذا يوضح أنه كوردي ، لأن أي إنسان لم يحكم قومية غير قومه لا يصبح شاه نشاها .
ويدل تاريخ موصل : إن (ئه ردشير ) قد أسس الدولة الساسانية القديرة بمساندة ومساعدة الماديين وقد حارب (ئه ردشير) السلطان (أردواني ) آخر ساكني (هاخامه) لكونه فارسي .
والطبري يورد في الفصل الأول وفي الصفحة /478/ نص الرسالة التي بعثها (أردوان ) الفارسي إلى (ئه ردشير) بعد الحرب الثانية بينهما ، يبدي فيها سخطه وعجزه وهزيمته ( إنك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك أيها الكردي المربي في خيام الأكراد ، من أذن لك في التاج الذي لبسته والبلاد التي احتويت عليها وغابت ملوكها وأهلها ومن أمرك ببناء المدينة التي أسستها (في الصحراء) ؟ .
القراءة والكتابة باللغة الكردية قبل الميلاد وحتى اليوم:
يقول (آه زربود) بعد ظهور الإسلام ( أنا آزه ربود) ابن ( هه مه د) زعيم البادينان ، وبوساطة الورق الذي يبدو وسيلة ، بعون الله تم كتابة (ويين كورد) بأجمعه مرة أخرى .
ويقول هيرودوت : لعل أفراد سلسلة السلاطين للإمبراطورية المادية ، كانوا يقرؤون عرض حالاً عند المحاكمة .
ويقول كونتزياس اليوناني : إن طبيب بلاط ئه ردشير وضع كتاباً تاريخياً يتحدث عن جرائد (تقويم) البلاط الملكي .
وكذلك الطبيب أفلاطون و يولووتارك وغيرهم من المؤرخين قد كتبوا عن مواضيع كثيرة أخرى .
والتوراة الذي كتب عهد ال( هه خامه نيشان) يتحدث عن القانون والتعليم (القراءة والكتابة ) لدى الإمبراطورية الميدية وهذا ما يؤكد وجود القراءة والكتابة والصحافة . وكذلك القانون والمحاكم في كردستان منذ القديم .
إن كتابي (آويستا ) و(يين كورد)مكتوبان شعراً وكانا يقرآن بصوت عال وجميل ، في بلاط الإمبراطورية الساسانية كان باربود يلقي الشعر ثم يؤديه غناءً ولحناً بصوته و(سه متوور) ته .
الكتب الكردية قبل الإسلامـ:
الكتب الكردي باللغة كردية كثيرة لا حصر لها ، قبل الإسلام ،إلا أن المسلمين عندما غزوا كردستان ، ألقوا العديد من الرسائل والصحائف والمخطوطات في الأنهار بذريعة أنها مجوسية و زردشتية ، انتشل بعض منها وكانت على قسمين :
- القسم الأول : ديني ، دين الماديين ، آويستا ، زه ند، ويين كورد ومواضيع أخرى عن الزردشتية .
- القسم الثاني : مواضيع عن السياسة والعادات والصحة والتعليم والأدب والتاريخ والأساطير والقصص وشؤون إدارة الدولة ، وبعضه عن قوانين الشطرنج وفنون الفروسية ورمي السهام ، وعن الصناعة والزراعة والغابات وعلوم الأرض والفلك والفلسفة ، وفيما يلي أسماء بعض الكتب الكردية قبل الميلاد وقبل ظهور الإسلام : آويستا ، ويين كورد ، بوندهسن ، داتستان دينييك ،آرتاري ، ويرافنامه ، كارنامه ى ئه ردشيري بابه كان ، زريران ، داتستان ريدك ، خوسره وكووتان ، وشتره نكنامه ، خوتاي نامه ، خوواي نامه ، روستم نامه ، . . . الخ .
ويجب أن يعلم أن ( خوتاي نامه ) عرف باسم ( سير الملوكي ) ، و(خوواي نامه ) باسم (شانامه) حيث ترجما من البهلوية إلى الفارسية والعربية . وأن كتاب ( كليلة وده مه نهش ) قد جاء من الهند ودخل كردستان في عهد القاضي والحاكم الكردي (ئه ردشير ) وترجم إلى البهلوية وبعد ظهور الإسلام ترجم من البهلوية إلى الفارسية أما (شانامه ) فهو كتاب تاريخي كان مكتوباً باللغة البهلوية قبل الإسلام ، وفيما بعد ترجم إلى الفارسية .
إن الرسائل والكتب التي ظهرت باللغة الفارسية في العصر الإسلامي ، كانت بكاملها مكتوبة باللغة الكردية في عهد الساسانيين ثم ترجمت إلى الفارسية ومن هذه الكتب : وامق وعذرا ، يسني وراميتي ، ئه سكه ونامه ، يووراسب ، بلهور ، شيرين ومنه رهاد ، بارام نامه كرشاسب نامه ، بهمن نامه ، روستم نامه ، شهريار نامه ، جهانكير نامه ، فه رامه رزنامه ، برزوونامه ، به ختيار نامه ، هزار ئه فسانه ، وتستاني سندباد وآلاف الكتب الأخرى المكتوبة بالبهلوبة وترجمت منها إلى الفارسية .