صفحات من الابداع النسوي الكردي

نسوة كرديات في ألق الكتابة الإبداعية



بطبعة جميلة وموفقة، صدرت، مؤخراً، عن رابطة كاوا للثقافة الكردية في مدينة أربيل الجزء الثاني من كتاب " صفحات من الإبداع النسوي الكردي" بمقدمة مقتضبة من قبل المؤسسة الناشرة، تسرد فيها ضرورة نشر وتوزيع مثل هكذا كتاب توثيقي للأقلام النسوية الكوردية على مختلف انتمائاتهن الإبداعية واختلاف أجيالهن وتوزعهن الجغرافي رغم انحدارهن جميعاً من بقعة جغرافية واحدة موحدة، والكتاب بأوراقه الابداعية آت بتوقيع أقلام نسوية كردية شفافة، ظهرن تبعاً على الساحة الإبداعية الكردية منذ منتصف الثمانينيات والى الراهن.
أتى الكتاب بمجمله، كنوع من الآنطولوجيا الابداعية التي تهتم بالجانب النسوي حصراً، واحتوائه، بشكل مبسط، على جانب مفصل من السيرة الذاتية لكل كاتبة أو مبدعة ضمن الكتاب، وفي مجالات محددة مابين الإعلام والشعر والكتابة الإبداعية.
أحتوى كتاب "صفحات من الإبداع النسوي الكردي" على سبعة عشر اسما نسوياً ابداعياً كردياً، وهن على التوالي "الشاعرة آخين ولات المقيمة في السويد، الشاعرة دلشا يوسف المقيمة في إقليم كوردستان/ السليمانية، الصحفية لافا خالد المقيمة في دمشق، الشاعرة نالين داوود المقيمة في الحسكة، الدكتورة روفند تمو المقيمة في القامشلي، الشاعرة شهناز شيخي/ الحسكة، الشاعرة والقاصة ديا جوان/ دمشق، الشاعرة هيفي / القامشلي، الشاعرة آسيا خليل / ديريك، الشاعرة فدوى كيلاني / الإمارات، الشاعرة والكاتبة مها حسن / باريس، الشاعرة مها بكر / برلين ، الشاعرة والمترجمة جانا سيدا / استانبول / الشاعرة كجا كورد/ بون، الشاعرة مزكين حسكو / عفرين، الشاعرة آناهيتا حمو / القامشلي، الشاعرة ثناء الكوردي / المالكية.
الكتاب الذي هو تتمة للجزء الأول، ضم أصوات وأقلام نسوية كردية عديدة، ما بين جيلين، هما الجيل الثمانيني والجيل التسعيني المبعثر أيضاًَ بين عدة مدن مختلفة في جغرافيتها وثقافته وتاريخها وأصالتها، ولكن ما يفرد هذه الجزء من الكتاب، هو احتوائه على الجغرافيا غير الكردية، أي الأصوات النسوية المبعثرة طوعاً وقسراً، ولظروف مختلفة، بين مدن أوروبية عديدة ومدن داخلية سورية عديدة أيضاً، ومدن كبرى باتت تحتضن تلك الأقلام والأصوات بعد بعدها عن الجغرافيا الأولى والتي هي بكل تأكيد منبع الاحساس الأول.
إذا كانت الشاعرة آسيا خليل تبدأ بالشعر، وحصراً بجملة "صباح الخير يا خانم" جملة هي مبتدأ قصيدة شهيرة للشيخ الجزري، وطقوس للحب .. للشجن، لا حجل يقف على أسوار وحدتنا، فأن الكتاب ينتهي أيضاً بجملة من القصائد باللغة الكردية للشاعرة آناهيتا حمو، ولكن بين القصائد يتوزع ويتفرع النثر، فبعد مقال وتحقيق وسجال طويل للصحفية لافا خالد، وثقافة المصالح والحقيقة الغائبة، الحظ في قاموس الرجل، صورة المرأة في وسائل الاتصال، الفيديو كليب نوذجاً، يأتي نص شعري جميل للشاعرة المبدعة مها بكر التي تكتب على طريقة محاكاة سليم بركات بعنوان "يد وليل" ثم نص أزرق وبستان، ومن ثم نص سأغلي لك البابونج وأنا سأشرب اليانسون محلى بأنفاسك" وسفر الريح، ثم تأتي قصيدة
الشاعرة دلشا يوسف بعنوان "شمال القلب" وفي القصيدة يكون شمال قلب الشاعرة في في عينيه هو، عيني متأمل هناك، ثم نقرأ نص "الشتاء ووجه جدي" للشاعرة شهناز شيخي، ولاحقاً "نصوص الغربة" للشاعرة فدوى كيلاني، ومن ثم "عشق المدن المحظور" للشاعرة المغتربة الحاصلة على جائزة هيلمان هاميت الصادؤة عن مؤسسة هيومان رايس ووتش في أمريكا العام 2005 مها حسن، وأيضا قصيدة "جرح أنا" للشاعرة نالين داوود.
كتاب " صفحات من الإبداع النسوي الكردي" كتاب موفق ونقطة ثقافية أخرى ستسجل لرابطة كاوا للثقافة الكردية التي آلت على نفسها جمع هذا الكم الهائل من القصائد المبعثرة والموزعة، بعد أن تبعثرت تلك الشاعرات اللاتي ما فتأن يكتبن للعشق كما يكتبن للوطن، رغم حنينهن الى الجغرافيا التي هي روحهن بكل تأكيد، وهذا ما منح قصائدهن روحاً أخرى هي روح نكهة وطن جميل.

مشكورررررررررر ياغالي كتب رائعة جدا

النساء لاتقل عطائها عن الرجل
فالف تحية واجلال واكبار لكل النساء...
سباااااااااااااس على الموضوع

النساء دائماً مبدعات وفي جميع المجالات