سَـرَحَتْ نفسي .. في ظل بدرٍ لم يكتمل ..ونجوم تتلألأ بسنا بريقها .. وليل ساكن يلاطفه هواء تجمّل لنا فى هذه الإجازة لأخذ نصيب منها من دون كدر الرطوبة والحر..
سرحتُ أتأمل كشف النعم التى حبانا الله بها .. ولعلنا نفاضل بين نعمة ونعمة على حسب الزمان والمكان ..
فتنقلت بينها أحاول أن أقول من المُهم أو أيهمُ الأهمْ ..
فتوقفت عند نعمة النسيان ..
فتأملتها وأمعنت التفكر فيها .. هي نعمة وهبها الله للبشر .. ما أجملها من نعمة وما أغزر فوائدها ..
كلنا ننسى .. وهل تحلو الحياة من دون هذه النعمة ؟!
ننسى أيامنا الماضية .. ننسى أحبائنا .. ننسى أهل الفضل .. ننسى أهل المعروف .. ننسى أهل الصبر والمدارة .. ننسى القلوب الطيبة التي أحبتنا .. ننسى من أحببنا .. وننسى من أحبونا .. ننساهم لأن فراقهم وعدم وجودهم بيننا ينغص حياتنا ..
وننسى من ظلمونا او تنكروا لنا في هذه هي الحياة .. ولا حياة من دون نعمة النسيان ..
وللأسف ننسى حتى إننا سوف يأتي يوم نغادر فيه هذه الحياة " ويأتي الموت بما فيه " !!
ولولا هذه النعمة العظيمة لما طابت هذه الأيام .. ولما تهنينا بساعة واحدة فيها او قل لحظة من كثر ما ألمنا منها وفيها من كدر وتنغيص ..
وأتصور حياتنا بدونها فأقول إنهُ " العذابُ الحقّ " فبدونها سوف تموت الآلاف المرات فى كل ساعة ويوم .
العاطفة نوعا من أنواع الحب والرحمة فى القلب فهي تأخذ من الاثنين وتنتج لنا منتجا نتعامل به ما بين البشر ..
فأحيانا نبكي من شدة الفرح وأيضا ماهو طبيعي ان نبكي من شدة الحزن والجور ..
عواطف متقلبة .. كتقلب الموج فى أعالي البحار .. او دوران الرياح فى تلك العاصفة فلا تبقى ولا تذر.. ومثل تلك الغيوم التي تجعل النهار ليلا .. والليل وحشة وظلمة ..
ثم ما تلبس كل هذه التقلبات ان تهدأ .. وتضعف .. ويخيم السكون .. ثم تتلاشى .. وكل ذلك بنعمة النسيان .
ومن عجائب هذه النعمة انك تصل الى أن تكره من تحب .. وتحب من تكره .. وأقول وااعجباه ..!!!!!
ومن عجائبها أيضا أن يكون سرعة نسيان الأفراح اكبر من سرعة نسيان الأحزان .. فبعض الأحزان مثل النحت على الصخر .. وااعجباه