قرية كورزيله

تقع قرية "كورزيل" إلى الجنوب من مدينة "عفرين" بنحو /8/كم، قرية عامرة وجميلة تنتشر بيوتها على سفح جبل "ليلون" تحيط بها البساتين من كل الجوانب ويبلغ عدد سكانها حوالي /4000/ نسمة يعملون في الزراعة، وهي قرية أثرية عريقة ويدل على ذلك انتشار بقايا آثار ومعالم السكن القديم فيها على مساحات واسعة.
«الاسم الأصلي هو "كورزاحل" وهي كلمة سريانية مؤلفة من كلمتين (كور) وتعني قرية و(زاحل) أي المتدحرجة بمعنى (القرية الزاحلة) التي تتدحرج بيوتها على سفح الجبل، وهي تشبه مدينة "زحلة" اللبنانية من حيث الاسم والموقع».

في العصر البيزنطي كانت قرية عامرة وكان عدد سكانها يزيد عن أربعة آلاف نسمة، أمّا في العصور الإغريقية فقد كانت "كورزيل" مركزاً دينياً
ومدنياً مهماً وكان فيها كنيسة ودير كبير جداً طوله /70/ متراً يقع على الطريق المارة بالقرية، إضافةً إلى عمود كان النساكون يتعبدون عليه».

بنى "السريان" في وسطها كنيسة جميلة لا تزال آثارها ظاهرة إلى اليوم وتتميّز بأرضيتها الفسيفسائية الرائعة بواسطة الأحجار الملونة بألوان الأسود والأحمر والأبيض وبرسوم هندسية رائعة الجمال
ومن آثارها المتبقية أيضاً قسم من السور ورأس عمود نُقشت عليه مجموعة من الصلبان ولكنها تعرّضت هي الأخرى للتخريب والعبث واستخدمت الكثير من حجارتها
في عمليات بناء البيوت، ولكن بالرغم من ذلك فإنّ تلك الآثار تدل على عراقة "كورزيل" وقدمها».

«لقد كانت القرية -والكلام ما زال له- خلال قرون عديدة معقلاً للرهبان ومصدراً للإشعاع الديني والعلمي وقد أنجبت في القرن العاشر الميلادي من بين نساكها العموديين اثنين من البطاركة هما البطريرك "يوحنا الرابع" و"البطريرك يوحنا السادس"».

كان البطريرك "يوحنا الرابع" راهباً في قرية "كورزيل" ويعيش على العمود حسب طريقة "سمعان العمودي" فذاع صيته وانتخبه أساقفة "السريان" بطريركاً عليهم في مدينة "الرها" حيث دامت بطريركيته /13/ عاماً بين عامي /910 - 922/ م حيث توفي ودُفن في الكنيسة الكبرى في مدينة
"رأس العين" في الجزيرة السورية، أما البطريرك "يوحنا السادس" فقد كان أيضاً راهباً من رهبان "كورزيل" وناسكاً على عمودها، اُنتخب بطريركاً لمدة سنتين ونصف بين عامي /954 – 957/ م، توفي في دير "مار سليمان" في مدينة "عنتاب"».

عاشت ايدك اخي الادارة على كل هذه المعلومات

تحيااتي لك