المعمارية العراقية زهى حديد...ابداع جذوره بابل وسومر وامتداده BMW
(زهى حديد ومشاريع التصاميم المعمارية) اسم لكتاب جديد صدر حديثا في المانيا يوثق عبر صفحاته اكثر من 600 رسم هندسي من تصاميم المهندسة عراقية الاصل زهى حديد.
والمهندسة حديد احدثت ثورة في هندسة العمارة الحديثة من خلال تصاميم هندسية لأبنية غير متماثلة منحدرة الجدران.
عينان سودوان يملئهما ذكاء خارق هكذا وصفت احدى الصحف الايطالية المهندسة المعمارية عراقية الاصل زهى حديد التي استطاعت بفضل نبوغها وتفوقها ان تصنع لها اسما تصدر قائمة اساتذة هندسة العمارة في العالم.
وتعزز ذلك عام 2004 عندما حصلت على اهم جائزة تمنح في مجال الهندسة المعمارية وهي جائزة بريتزكر العالمية التي تضاهي جائزة نوبل في قيمتها.
وزهى حديد اسم معروف في المانيا كما هو معروف ايضا في كل اقطار العالم المختلفة فبفضل التصميم المعماري للمركز الرئيسي لشركة BMW العملاقة في مدينة لايبتزج ومحطة فيترا ام راين للاطفاء، اضافة الى منصة التزلج على الجليد في مدينة انسبروك في النمسا المجاورة، فانها اصبحت مادة اعلامية لكثير من البرامج التليفزيونية الالمانية.
وعلى سبيل المثال عرضت محطة RTL الالمانية برنامجا خاصا عن اهم اعمالها واشارت فيه بصفة خاصة الى المبني الرئيس لشركة BMW في ليبزج وحمام السباحة الرئيسي لاولمبياد لندن المقررة في عام 2012 و التصور النهائي لمعرض بيت الموضة العالمي شانيل المقرر تشيده في هونج كونج والتي هي كلها من تصميمات زهى حديد.
وتنتمي زهى حديد في اعملها الى مايسمي بالمدرسة التفكيكية او اللانظامية وهي مدرسة ترجع الي بعض المعمارين الذين عملو في اوروبا خلال الستينان والسبعينات من القرن الماضي وكان باعثهم الاول في التصميم هو التبعثر والتكسر وتقول عن ذلك في احدى المقابلات انها تستمتع بتلك التصاميم جدا ورغم انها غير شائعة الا انها مثير ة واخاذة.
ويرجع بعض خبراء الهندسة المعمارية تفوقها الى اتقانها بعض الحركات الفنية المعنية بالتجريد الهندسي المستمدة من اتقانها الخط العربي وتؤكد هي هذه الحقيقة بقولها انه اثناء الدراسة لوحظ ان طلبة المعمار العرب والايرانين قادرون عل اتقان التعبير بالخط المنحني اكثر من غيرهم وهو امر يرجع بالدرجة الاولى لخط الكتابة العربي ولا شك في ان خط الكتابة الذي نراه اليوم في المخططات المعمارية له صلة وثيقة بتصور التجزؤ في الفضاء وتضيف بهذا الشأن ان اهم شئ ان تضع الرسم اولا ثم يأتي بعد ذلك التفكير في تجزئة الفراغ.
وعن الابداع في عملها والمدى الزمني الذي يمكن ان تتغير افكارها فيه تقول لايمكن ان تضع رسما جديدا كل يوم ولكن بالنظر الى اعمالها تجد ان تغير ما يحدث كل عدة سنوات وتستطيع القول ان كل 5 سنوات او 6 سنوات يحدث تغير ما يتصل باعمالها.
وتخطت اعمال زهى حديد ارجاء المعمورة ففي اغلى بلدان العالم وضعت تصميماتها واختارتها مجلة فوربس السيدة رقم 68 في العالم وفي المملكة المتحدة هي الثالثة بين اشهر واغنى النساء هناك.
وولدت زهى حديد في بغداد في العام 1950 وهي ابنة سياسي اقتصادي عراقي معروف هو محمد حديد انهت دراستها الثانوية في بغداد ثم التحقت بالجامعة الامريكية في بيروت ومن ثم اكملت الدراسة في بريطانيا وتخرجت في عام 1977 وبعد عملها لفترة وجيزة في مكتب المهنس المعروف ريم كولهاس افتتحت مكتبها الخاص في عام 1987 والذي يبلغ عدد العاملين فيه اليوم اكثر من 250 موظف وبذلك اثبتت زهى حديد انها بالفعل امراة من حديد.