بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى
آله وصحبه ومن والاه ، وبعد ..
من أصول أهل السنة والجماعة ، أن الإيمان قول وعمل واعتقاد ،
فليس الإيمان قول بلا عمل واعتقاد ، ولا عمل بلا قول واعتقاد ،
ولا اعتقاد بلا قول وعمل .
وقد دلت الآيات والأحاديث الكثيرة على ذلك . فمن الأدلة
على أن إعتقاد القلب داخل في مسمى الإيمان، قول الله تعالى :
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ
الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }
الحجرات7
وقول الله سبحانه وتعالى :
{ أٌولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ }
المجادلة22
ومن الأدلة على ان اعتقاد قلب وحده لا ينفع قول الله تعالى
عن الكافرين :
{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا }
النمل 14
أما الأدلة على أن العمل داخل في الإيمان ، قول الله تعالى :
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ } البقرة143
وقد اتفق المفسرون على ان ايمانكم يعني صلاتكم إلى بيت
المقدس ، ويدل على ذلك سياق الآية .
و قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
" الإيمان بضع وسبعون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ،
وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " .
رواه البخاري ومسلم وغيرهم .
وقوله _ عليه الصلاة والسلام _ :
" الطهور شطر الإيمان " .رواه مسلم .
وقوله _ عليه الصلاة والسلام _:
" من أعطى لله و منع لله و أحب لله و أبغض لله و أنكح لله فقد
استكمل إيمانه " . رواه الحاكم والبهقي في شعب الايمان .
ويشمل عمل الجوارح أعمال القلب ، فالله تعالى نفى الإيمان
عمن يحب اعداء الله ورسوله :
{ لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللَّهَ وَرَسُولَه ُ} المجادلة22
ومن الأدلة على أن القول داخل في مسمى الإيمان .
قول الله تعالى :
{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ }
العنكبوت2
وقول رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ :
لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه
حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه .
رواه أحمد وابن أبي الدنيا في الصمت .
فمن قالها مؤمنا بها فقد آمن ومن قالها ظاهرا ولم يعتقده قلبه فلا
ينفعه القول وحده وقد نفى الله تعالى الايمان عن المنافقين :
{
إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ } المنافقون1
هذا هو ما أجمع عليه الصحابة وعلماء أهل السنة والجماعة .
وقد قال الامام الشافعي :
وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم
أن الإيمان قول وعمل ونية ، لا يجزئ واحد من الثلاثة بالآخر .