أثبتت الدراسات العلمية السابقة أن الغراب، هو من أذكى وأمكر الطيور المعروفة على ألاطلاق، ويعود مرّد ذلك أن الغراب يمتلك أكبر حجم لنصفيّ الدماغ، نسبيا توازيا مع حجم الجسد، هذه دراسات مثبتة علميا، ولكن الجديد في هذه الدراسات ان الغراب لا ينسى وجوه البشر، إلا بعد فترة من الزمن، تُقارب الخمس سنوات، وخاصة من يعامله بقسوة وجفاء، وحتى لو غيرت ملابسها.
قد صرّح الدكتور جون مارزلوف، من جامعة واشنطن، بأن نتائج الابحاث التي توصلوا اليها كانت مبهرة جدا، حيث ان الغراب له ذاكرة قوية جدا، وان ذكاؤه يضاهي ذكاء الشمبانزي، وهو يستطيع ان يميز الناس اصحاب الوجوه الودية عن اصحاب الوجوه المعادية، وقد قام مجموعة من العلماء بتجربة فريدة جدا، حيث ارتدوا الاقنعة ودخلوا قفصا كبيرا يحتوي على خمسة غربان وعاملوهم بطريقة فيها القليل من القسوة، واطلقوا الغربان في خمس مناظق مختلفة، ثم بعد فترة خمس سنوات، وضعوا الاقنعة في نفس المناطق التي اطلقوا فيها الغربان، وعادوا اليها بعد فترة، فوجدوا أن الاقنعة قد تعرضت لهجوم من اكثر من غراب، مما اضاف معلومة جديدة الى ما سبق، مفادها ان الغراب ينقل خبر تعرضه للاذى لكل المجموعة التي يعيش معها
وبعد تكرار التجربة اكثر من مرة، دون الانتظار مدة طويلة، كان الغراب يتعرف، ويتعرض للاشخاص الذين تعرضوا له، حتى لو لم يبادروه هذه المرة، وقد قال الدكتور دليلة بوفه ألمُشارك في الدراسة من جامعة لا ديفانس غرب باريس، أنه من المرجح جدا ان يتعرف الغراب للذين تعرضوا له من وجوههم،لأن الافراد الذين تم اختيارهم كانوا ذكورا، وبُنيتهم مشابهة، وكانوا يرتدون نفس المعاطف التي تُغطي 90% من اجسامهم، ولكن كُلٌ بقناعه الخاص، مما يؤكد أن قدرة ألغراب على ألتمييز تعتمد على حفظ الوجوه بشكل خا
ضافة الى كل ما سبق، فأن هناك بعض المعلومات عن طائر الغراب، أحببت أن اضيفها الى خزان معلوماتكم، وهي تُبين الذكاء الحاد لهذا الطير، فأذا ما أراد ان يأكل جوزا، فأنه يلتقطها بمنقاره ويرميها من علو شاهق على ارض صلبة، فأذا ما كُسرت تناول لُبها، وأذا لم تنكسر وضعها في طريق تمُر عليه السيارات، ويقف بعيدا يراقبها، وعندما تمر سيارة عليها وتكسرها، ينقض عليها ويتناولها، ومعروف عنه أيضا، انه ماكر في اصطياد فريسته، فهو يخدعها بشيئ ترغبه ويضعه فخا، ثم يهاجمها ويفترسها.
كل ما اريد أضافته، أن ما يتوصل اليه العلماء اليوم، في مجمل ابحاثهم وفي شتى المجالات، ويحتلون بنتائجهم صدارة الاخبار والأنباء، فهو موجود ومُبين في آيات قرآننا الكريم، ولكن التقصير نابع منا، على عدم البحث.
{فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَه فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31) .صدق الله العظيم} سورة المائدة.