لو كان الأمر بيدي ،وحدي، لصنعت لك يا سوريا
يا ابنة الأرض الوفيّة
زمناّ طويلا، تكونين فيه سيدة الأرض العظيمة.
أنا الشعب الذي أنجبتِه، بعد ألف جيل، جيلاً جديداً
عذرا سيدتي ليس لدي إلا دمي أهديك...فتقبليه..وخوضي في منابعه الغزيرة
إنها أنشودة الحرية ...هديتي لك ياسيدة الأرض الجليلة
هي فاتحة الذاكرة التي تخلصت من فالج النسيان سرّاُ وجهرا... وعلانية
هديتي لك يا أمنّا الصابرة القديرة
أغنية تتشابك في لحنها الرّؤى
وتنغقد الإرادات، وتلتحم المشاعر صادقة نبيلة
في وطنٍ، هو للجميع، تتباهين به راضية رضيّة،
وترقصين فرحا، شامخة بين الأمم الماجدة المجيدة
حيث تزغرد الكلمات بحكاية، سوريا، عروس الغد، سيدّة الأرض العظيمة.
إنها منّا وإليك، فتقبيلها،ياأمّ، انشودة الحريّة...
هدية لك ياتوأم الدهر... أيتها الخالدة الفتيّة
أنا الشعب المنبثق منك روحا وماء طاهراً...هديتنا جميعنا... أغنية الحريّة
يعزف فيها واحدنا، على وترِ، تجربة الآخر ويشاركه، حبّاً، سمو القضيّة
يمدّ قلبه إلى قلب أخيه القريب في المأوى، الغريب في المنفى
وتتصافح، بودّ، سطور الهويّة
يستمع إلى صوته، يرن النداء في نبضه، وتتكوّن أغنية واحدة رخيمة..أغنية الحريّة
أنشودة الشعب الواحد الأوحد الأعلى
تنشدها الحناجر الأبيّة.... أغنية الحريّة
الثورة غافلتنا يا أم؛ لكنّها أيقظتنا..
فلا خوف..لا جزع..لا يأس. يكبر الشعب مع الثورة الجديدة.
يصبح قلبه صلباً
يشتد عوده، يجدّد جلده، يصون روحه من رجس القرون العقيمة...من صدأ السنين العليلة
كان الليل، يا أمّ، أسود كالحاً طويلا
لكنّ الغد، ما غادر ، يوماً، قمر أحلامنا الطويلة
الثورة أيقظتنا وأعادتنا إلى ترابنا عاشقا وشهيدا
نحن في النهاية لا نملك إلا التراب ...هو مهدنا
ولانملك إلا الأرض..هي لحدنا ..
وأنت، فقط، يا سوريا
[b]