كشف مصدر كوردي في اقليم كوردستان، الاحد، عن أن أكثر من 100 دولة في الامم المتحدة إضافة إلى دولتين في مجلس الامن على استعداد للتصويت على اعلان دولة كوردية مستقلة، لافتا إلى أن أبرز هذه الدول بريطانيا ودول اقليمية ومجاورة للعراق. ويتزايد تواجد
الكورد وفق الرقعة الجغرافية في العراق وسوريا وتركيا وإيران، إلا تلك الدول تعارض أي خطوة للانفصال.
وقال مدير مركز اسرائيل- كورد، داود الباغستاني، في حديث لـ شفق نيوز، إن "هناك 110 دول في الامم المتحدة جاهزة للاعتراف بالدولة الكوردية في حال اعلانها، إضافة إلى دولتين من اعضاء مجلس الامن، مستعدتين لذلك، كما ان هناك دولتين أخريين اعضاء في مجلس الامن لا يحق لهما التصويت جاهزتان ايضا للاعتراف بالدولة الكوردية، فضلا عن طرف واحد محايد".
وتحفظ الباغستاني على ذكر الدول التي قال انها ستعلن اعترافها بالدولة الكوردية المستقلة، مبينا "نتأمل ان الازمة العراقية تحل كليا وكي لا يكون الاعلان عن تلك الدول عاملا لارباك الوضع، لذا نتمنى من الجميع ان نبقي على عراق اختياري فدرالي".
يشار الى ان رئيس إقليم كوردستان العراق، مسعود البارزاني، قال في كلمته أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي عقد في11 كانون الأول 2010، إن موضوع حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الكوردي سيتم طرحه في المؤتمر، ما أثار ردود أفعال ايجابية داخل الإقليم ومتباينة خارجه.
وأكد على أن الشعب الكوردي كغيره من الأمم والشعوب "يملك حق تقرير مصيره"، مشيرا إلى أن حزبه يرى المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح لبلوغ هذا الهدف.
إلا أن مدير مؤسسة اسرائيل- كورد استدرك كلامه "لدينا بريطانيا ابرز الدول المستعدة للاعتراف بالدولة الكوردية، كما ان دولا مجاورة واقليمة بدورها ستتخذ الموقف ذاته".
وأضاف أن "لدى الشعب الكوردي في العراق خيارات مهمة جدا فيما اذا تواصلت ادارة البلاد بالطريقة التي تدار بها الآن"، ملمحا الى ان "الاستقلال هو احد خيارات الكورد في العراق، لاسيما بوجود عشرات الدول على استعداد للاعتراف بدولة كوردية مستقلة".
وأكد الباغستاني "اود ان اقول بمنتهى الصراحة ان الشعب العراقي عموما، والشعب الكوردي خصوصا، ليسوا مع الانفصال، ويريد الشعب الكوردي ان يكون جزءا من العراق المتحد، ولكن اذا استمر العراق يدار بهذه الطريقة، وتواصل عملية خلق المشكلات، فانا اعتقد ان الشعب الكوردي ستكون لديه خيارات مهمة جدا".
وقال "اعتقد انه اذا تواصل حكم العراق بطريقة الحكم المركزي ذاتها في التعامل مع الشعب الكوردي، فسيفقدون اشياء كثيرة، ونحن ككورد لا نريد ايضا ان نفقدها"، مضيفا ً "الآن القضية الكوردية وصلت الى مرحلة خاصة وانها لم تعد قضية محلية عراقية بل هي قضية شرق اوسطية، بل اصبحت قضية دولية".
ويؤكد المراقبون على ان خيار الشعب الكوردي الآن هو عراق اتحادي غير انهم يرون ان اخفاق الحكومة المركزية في ادارة شؤون البلاد السياسية والامنية وفي مجال الخدمات وتهميش المحافظات يشجع المطالب بإقامة الأقاليم وقد تكون لكوردستان الكلمة الفصل في هذا المجال.
يشار إلى أن الكورد اقدموا عام 1946 على تأسيس جمهورية مهاباد شمال غرب إيران، إلا أنها كانت دويلة قصيرة العمر غير معترف بها دولياً مدعومة سوفييتياً كجمهورية كوردية.
وساهم بقيامها تحالف القاضي محمد مع الملا مصطفى بارزاني، لكن الضغط الذي مارسه شاه ايران على الولايات المتحدة التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلاً بانسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الإيرانية وقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهرا من إعلانها.
وتم على اثر ذلك إعدام القاضي محمد في آذار 1947 في مدينة مهاباد، وخروج الملا مصطفى بارزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة.