خليل كالو
راحت السكرة وجاءت الفكرة "أي جاء وقت العمل" لقد أوحى لنا بعض الناس بأنهم سكارى مثل كل مرة وما هم بسكارى سوى أنها ألعوبة جديدة لمنفعة اعتادوا عليها لغايات شخصية ومطلوب منهم فعل ذلك والنفس أمارة بالسوء وفي أغوارها الخبر اليقين وتجتمع فيها ثقافة الانتهازية, الدجل, الاحتيال, الدعارة السياسية, روح التآمر حين اللزوم وعند المقدرة وخالية من كل صفات الكردايتي. هذا القول قد جاء عقب عملية تقييم ايجابي لموقف البارزاني حيال الكرد السوريين حينما دار نقاش هادئ والإدلاء بالرأي مع أحد القيادات الحزبية من الدائرة الأولى الذي هو صديق بالرغم من الاختلاف معه في الكثير من المواقف والرؤى ولكننا في النهاية أخوة في المصير والهوية
وحصيلة النقاش كانت على اتفاق من حيث النقد لطريقة التحضير للكونفرانس والتحفظ على بعض الشخصيات التي حضرت في نفس الوقت كان الموقف متقاربا وداعما للخطاب الرئيس البارزاني والذي طلب في سياق كلمته التي ألقاها في مستهل افتتاحه لكونفرانس الجاليات الكردية في المهجر الذي انعقد في هوليير العاصمة لإقليم كردستان بنبذ الخلافات البينية والابتعاد عن العقلية الحزبوبة والتوحد حول مرجعية من أجل إدارة الأزمة الراهنة التي تمر بها الشعب السوري برمته ومنهم الكرد في هذه المرحلة العصيبة .باستثناء الشرائح الواسعة التي تفاءلت خيرا بكلامه تبين لنا فيما بعد أن هناك من مجد وقيم كلمته لغاية في نفس يعقوب ولم يتجاوز سقف التفكير الساذج والمشاعر الجياشة البدائية وكما انتابت البعض الآخر الغبطة والسرور فقط لأن الرئيس البارزاني قد حضر المؤتمر وكانت تحت رعايته وخاصة لدى الذين لا زالوا يفكرون بالعقلية الحزبية ومشاعر الولاء وثقافة الاصطفاف دون التوقف على المعاني والدلالات وما هو مطلوب منهم في هذه المرحلة ظنا منهم أن الشرعية ووثيقة حسن السلوك قد منح لهم من لدنه جنابه لرد الاعتبار إليهم وفي منظورهم هذا هو أمر كاف بالنسبة لهم هذه الأيام لكي يستمروا في الزعامة الوهمية بلا عمل حقيقي وجاد. وعلى أثر ذلك أيضاً تقوم بعض المنظمات الحزبية لهذا الحزب وذاك في المناطق ومن يجد نفسه تابعاً للمجلس الكردي الجالس بالرضا منه بالدعاية المبتذلة للتغطية على تقاعسهم وتخبطهم في الآونة الأخيرة سعيا لوهم الناس من حولهم بأنه إنجاز كبير لهم دون أن يدركوا أنه إنجاز لصاحبه وتاريخه النضالي المشرف وذم لهم وحمل ثقيل يضاف إلى أحمالهم المكدسة وهم في هذه الحالة الضعيفة والمشتتة لا يقدرون على شيء سوى الاستجداء والتسول والاتكاء على المجهول.
لا يخفى على أحد بأن السياسة ليست كلام وخديعة بل وقائع والتعامل مع المعطيات وسلوك تفاعلي على الأرض. بناء على ما جرى في هوليير وتعقيبا على جوهر الموضوع فقد استطرد ذلك الأخ ردا على ما دار بيننا من نقاش بأن كلمة البارزاني بالنسبة لنا أمر "يقصد حزبه" وسوف نسعى إلى ترجمتها إلى حقيقة على أرض الواقع وأنا بدوري شجعته على ذلك دون أن أعلق أكثر وقلت في نفسي سوف ننتظر فعند الأيام القادمة الخبر اليقين ولا حاجة للمزايدات والحكم المسبق كي لا نتهم مثل كل مرة بأننا حاقدون ونتربص بهم ونكيل الأحكام المسبقة وها قد مرت الأيام ولم يظهر في الأفق شيء "ربما سيكون في الغد فالعلم عند الجماعة وسوف ننتظر". فالذي ينتظر /30/ عاما يهون ويستطيع الصبر والانتظار أيام أخرى إذا ما بقي من الوقت الكثير علما بأننا لا نعتقد أن تحولا جذريا أو تغيير ملفتا وجوهريا للحالة الراهنة والبنيوية سوف يطرأ على السلوك والثقافة السائدة والذهنية لدى النخب الكلاسيكية ولا نية لديهم للتغيير لأن مثل هذا التغيير سوف يسد الطريق أمامهم ويضعهم في خانة المواجهة وهم لا يريدون ذلك عن سابق إصرار وتصميم وكما ليس من السهولة واليسر بمكان ومنطق المعرفة الجدلية أن تشعر تلك النخب السياسية بالمسئولية التاريخية بذات العقلية والفكر والتفكير السلفي لمجاراة العصر وفعل شيء مفيد للكرد. فمن كثرة التجارب والمواقف المشابهة التي مررنا بها خلال العقود الماضية من ذات الشخوص والعناوين لم نعد نثق بالبعض حتى لو نطق أحدهم الحقيقة وقال الصدق على حد قول المثل الشعبي الكردي: لو جاء من الطاحونة ورأسه ممرغ بالطحين لن نصدقEger ji aş werê em bawer nakin وهنا لا بد من التنويه والقول: على كل من يحب الرئيس البارزاني ويقدر تاريخه النضالي ويحترم شخصه وينفخ في ذاته المثقوبة ومن يأكل من مائدته عليه تنفيذ ما طلب في خطابه وأن يجعل من كلامه منهج عمل وأمر يستوجب تحويله إلى سلوك وفعل على الأرض تأكيدا لحقيقة مشاعره وصدق نواياه وإلا سيبقى النموذج المثالي للنفاق والانتهازية وإهانة سافرة للرئيس البارزاني.
xkalo58@gmail.com