الحكومة التي قمعت شعبها... من أجل الدولة التي اغتصبت أرضها
دومام اشتي
هذه هي الحقيقة المـرة، مجـردة من كل المساحيق و عارية دونما ستار... نعم نحن نُقتل فـداء دولة أخرى ... ومن أجل من؟ من أجل تركيا التي هي في الاساس تغتصب أراضٍ سورية ... سوريا التي قتلتنا مرة أخرى لاننا تجمعنا تضامنا ً مع اخوتنا وشركائنا في المصير ولم نجتمع ضد الدولة السورية ولم نشتم احدا ً ولم نحرق ولم .....؟
كل ما في الامر أننا أردنا أن نعبر كما يفعـل النـاس المتحضرون ... لكن انصار التخلف والرجعية أبو رؤيتنا في عداد المتقدمين والمتحضرين رغبة منهم في جرنا كما شأنهم الى ساحة الفوضى و الى مستنقعاتها الآثمة واللآخلاقية .... على العموم ما حدث في يوم الجمعة كان عنوانا آخر من عناوين هؤلاء المختفـين وراء اقنعة الأخـوة والعيش المشتركين ... راسمين برصاصهم ابشع ملامح الغدر والخيانة للمصير الواحد ...
كيف لي غدا ً أن ادافع عن حدود هكذا دولة...لا بل عن كل ما يعود لهكذا دولة ... وبأي عرف وأي قانون وأي حق سيطلب مني أن ادافع عن أشخاص قتلوا أخوة لي ... واصابوا أ صدقاء أعـزاء علي ...وآخرون أجهل مصيرهم حتى اللحظة ... وما يزيد الطين بلة أن ما حدث كان من أجل سواد عيـون الآخرين، أي ان الكـرد الذين تظاهروا سلميا من أجل اقليم كوردستان العراق قدموا قرابين على مذابح تحالف غير محمود و ذلك على أيدي من يدعون أننا شركائهم في المصير و الهدف و نتقاسم و أياهم الحلـوة و المـرة ....
ذات يوم قال لي احدهم : يجب علينا ( نحن العرب والكورد ) الاتفاق على صد الهجوم الصفوي ـالطوراني الهمجي، قال لي ان تركيا مغتصبة لمناطق شاسعة من الاراضي السورية الخ... من هذا الحديث الذي تعرفون نهايته والذي يتم بيعه في دكاكين الوطنية التي كسدت بضاعتها فأفلست، لان هذه الأقاويل لم تخرج عن كونها نظريات في الهـواء.
اليوم ها هم يقتلون شبابآ في ريعان شبابهم وزهرة عمرهم .... شموعآ أطفأت قبل أوانها .. وقناديل أخمدت نارها و هي في أوج عطائها... وكل هذا من أجل إرضـاء دولة اغتصبت أرضآ يحاول أصحابها أرضاء غـرور و شعور واحاسيس مغتصبي ارضهم، فبالله عليكم أي معادلة هذه واي حكومة هذه التي ترضى لنفسها مثل هذا الدور واي حياة مع مثل هكذا شركاء .... لا استطيع ان افهم كيف لدولة أن تقتل مواطنيها ورعاياها من اجل ان لا تغضب دولة اخرى هي مغتصبة لأرضها وتشجعها على اجتياح دولة عربية أخرى لا زالت جروحها تنزف ... يعني دولة تعتبر نفسها قلعة الصمود و التصدي و الممانعة وقلب العروبة النابـض تشجع من هو غير عربي على احتلال احدى الدول الشقيقة التي أغلبية مواطنيها عرب ؟؟؟؟
على العموم ما حدث يوم الجمعة نذير شؤم على البلاد ودليل فقر أصحاب مثل هذه السياسة البائسة، و دليل على على جهلهم لغة الحوار والدبلوماسية و عدم معرفتهم باساليب التواصل الانسانية البعيدة عن العنف الذي ينتمي الى قاموس الهمجية، حيث انكشف الستار عن وجه هؤلاء القبيح و الذي حاولوا عبثآ أخفائه، وسنستعرض معآ بعض النقاط التي تؤكد صدق كلامي ....
أولآ: سارعوا الى مباركة ملاحقة من كانوا في يوم من الايام صنيعة لهم يأتمرون بأوامرهم و هم كانوا تحت لوائهم وتحت اشرافهم وتدريبهم وامرتهم.
ثانيا: سارعوا الى الصاق تهمة الارهاب بهم، علما ان هؤلاء الذين وصفوهم بالارهابيين هم اساسا ترعرعوا في كنفهم.
ثالثا : باركوا إجتياح دولة عربية من قبل دولة غير عربية شغلت المنطقة لاربعة قرون، زرعت فيها خلالها التخلف والفوضى والدمار، متناسين بكائيات الأمس على العروبة و الأمة العربية الواحدة و الحرص على و حدة و سلامة تلك الدولة,
رابعا : قمعوا شعبهم ومواطنيهم الذين كانوا يمارسون حقهم الدستوري و القانوني في التظاهر من أجل حسابات لا يخفى خطئها على كل لبيب.
Domam11@hotmail.com