بقلم : دليار آمد
لا ثقافة من دون لغة , ولا حضارة من دون لغة, ولا قومية من دون لغة , فاللغة هي العامل الأول في الحفاظ على حضارات وثقافات الأمم والشعوب , فكم من امة اندثرت باندثار لغاتها وكم من امة بقيت ببقاء لغاتها
واللغة تعتبر إرثا حضاريا يجب الحفاظ عليها فهي الهوية وهي الأساس .
قد يكون الشعب الكردي من أكثر شعوب العالم تعرضا للغزوات والانكسارات والاحتلال ومحاولات الإبادة العرقية والمعرفية , فمن صراع الأشوريين والميديين , إلى دخول العنصر العربي بالواجهة الإسلامية ومحاولة فرض اللغة العربية إلى هجمات المغول والتتار إلى ارض لصراع الصفويين والعثمانيين إلى ما نحن عليه الآن من انقسام وتبعثر جغرافي ولغوي ولهجوي , ورغم كل هذا وذاك بقيت اللغة الكردية شامخة كشموخ جودي وزاغروس وكخلود دجلة والفرات , فاللغة الكردية قاومت عديد الهجمات التي تعرضت لها وذلك بفضل أبناءها البارين الذين رفضوا ولا يزالون التحدث بغير لغتهم الأم , إلا أننا في السنوات الأخيرة ومع دخولنا لعصر الاتصالات والفضاء والتي هي من نتاجات العولمة بأبعادها السياسية والاقتصادية بدأت اللغة الكردية بشيء من الانحسار , وبدأنا نلاحظ مظاهر غير حضارية تجاه لغتنا , فكثير من الكرد وخاصة في المدن الكبيرة مثل دمشق وحلب يتحدثون بغير لغتهم فيما بينهم ,وهذه هي أول مرحلة وخطوة لطمر لغتنا ومن ثم هويتنا , وعلينا ان نقف وبحزم أمام هذا المد وهذه الحرب الثقافية . ولأن الحفاظ على ارث الأمم وحضاراتها يقع على عاتق الشباب منها فالحفاظ على لغتنا الكردية يقع على عاتق الشباب الكردي في كل زمان ومكان , ويتجلى ذلك في مظاهر عدة منها التحدث الدائم باللغة الكردية الفصحى وقراءة الأدب الكردي القديم والحديث باللغة الكردية وكذلك الكتابة باللغة الكردية , ولابد انه لن تنقصنا الحيلة في اكتشاف وابتداع طرق ووسائل وأدوات عمل للحفاظ على لغتنا الأم , فعبر مراحل تاريخنا المر الطويل لطالما كان الشباب الكردي وراء كل ثوراته , ولا اقصد هنا ثورات السلاح وحسب , بل ثورات الاقتصاد والاجتماع وكل شؤون الحياة , والآن نحن بحاجة لثورة في الحفاظ على لغتنا الحبيبة لغتنا الأم , وهذه دعوة لكم جميعا أيها الشباب الكردي الطموح الغيور أن تكونوا على قدر مسؤولياتكم التاريخية تجاه لغتكم الأم , وتذكروا أن من لا لغة له لا يستحق الحياة .