الدعم التقني
نقوم حالياً بتجديدات لكل فروع روج ماف نيوز
يمكنكم زيارة صفحة روج ماف نيوز على الفيس بوك
www.facebook.com/rojmaf11
الدعم التقني
نقوم حالياً بتجديدات لكل فروع روج ماف نيوز
يمكنكم زيارة صفحة روج ماف نيوز على الفيس بوك
www.facebook.com/rojmaf11
الدعم التقني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Nai10الرئيسيةقنوات كردية قنوات عربيةأحدث الصورالتسجيلبث مباشر دخولموقع روج ماف الجديد

 

 فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض

اذهب الى الأسفل 
+3
ايدلوووو
SHARVAN
roj maf
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
roj maf
Admin
Admin
roj maf


ذكر
عدد الرسائل : 1617
تاريخ التسجيل : 12/02/2008

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالأربعاء يونيو 03, 2009 10:50 am

مصطفى سعيد
(1)
ارتطم كتفه بكتفي بعنفٍ خاطف، أبعدَ من الفجأة، كصاعقة اصطكت ببعضها عند منعطف الردهة، دون فرقعة ترمي بلاء نورها على حيزٍ ضيق يتّسع من هزيعها.. حدث ذلك سريعاً، كوميض فلاشٍ حاد يُبهر خشوع عينٍ ساجدة.. كلانا شهق وبحلق، وكلانا وقع ضوء الارتطام عليه تساقطاً حاداً مثلما يتلو الراهب كلماتٍ مقدسة في وجه ملحد، وكما تبعث تراتيلٌ من سورة سبأ الرعشة في جسد ممسوس..
أصابتني شظايا مسه كصفعةٍ أشعلت زمهريراً، نطقت عيناه بشرارةٍ جامحة كأنما نار اللؤم توقد من يأفوخه، لتُطهى الرؤوس المجتثة من قديم وحديث الحروب في حممه.. أومأت برأسي لا استسلاماً ولا تدحرجاً، بل تأسفاً، ربت على كتفه ندماً على فعلٍ نزل كالموت والقدر لم أقترفه، تضاد مع شعور الذنب، سحب كتفه من تحت يدي كأني كنت سأدق فيه رمحاً، داهساً على اعتذاري مغادراً دون أن ينبس ببنت شفة، تلك الهنيهة الحاسمة تشبه الهنيهة الخالدة، يوم ولادة التاريخ الأولى لأحد أهم بنيه..
الشر..
ولادةً قسرية أم قيصرية لا أعلم...!
لكني أعلم كسائر البشر أن المخاض الأحمر حدث بيد الإنسان ذاته..
بقى المشهد التراجيدي يعيد نفسه كلما جاء ذكر السكون، أفرده مراراً في غرف العقل، تارةً أشنقه وتارةً أداعبه لأستدرجه إلى متاهة البوح، لكن المتاهة تلتف حولي وحول الكلام بوثاق أسئلةٍ عدة تلجأ للخطف كآخر منفذٍ لها لتلفت الأنظار نحوها، طارحةً مطالبها للإجابة عنها.. باحثاً عن سبب تمرد خيال ذلك الرجل عليَّ بالذات وثورته المجردة من المعاني، كيف هو وليس غيره تعلق تفاصيله بإلحاحٍ في شبكة الفضول رغم برهة اللقاء محدثةً رجفة لكلينا، كيف أني لم أستطع نطق حرفٍ أمامه رغم تصرفه المتبرئ من الرصانة..
كنت خارجاً وكان داخلاً إلى مكتب أشهر محامي في البلدة، قصدته بتخطيطٍ مسبق مع القدر لأراه، لم أكن أعتقد أن الأقدام ستجوب الزحام لألقي السلام على صديقٍ لا يستحق السلام، يومها أدركت أن الحياة كلها لا تملك خيارها، ورضعت حلمة الحقيقة التي لا مفر منها، بأن كلمة الصدفة هي بحدِّ ذاتها محض افتراءٍ عارم على نسق الأحداث الصارم في أيامنا...
لا أعلم لماذا بقى زمهريره عالقاً بي وملتصقاً بشعر جسدي يتكاتف كلاهما ليحدثا القشعريرة لو أوقدت حطباً في صدري.. مكثت صورته في رأسي وظلت سحنته تجتاح هضاب مخيلتي كلما تنهدت، انتفضت الكلمات وبدأت بجمع الصرخات لتناضل في جوفي لتحدث الانقلاب وتعلن دستورها وأول بنودها، أن ثمة أمرٌ سحيق جاثماً في بئرٍ عميق لا قرار له وراء تلك النظرة وخلف ذلك الرجل الهالك، علمت بعدها أن حدسي زعيم ثورة الكلمات والصرخات لم يخذلني عندما ضخم الأمر أمامي ليصبح بضعف حجم الشمس..
سألت صديقي (عزت) - المحامي المتدرب عنه مراراً لكنه لم يجب إلاّ إجابة مزعزعة، كإجابة سجينٍ سياسي، لم تشفي غليلي أنه ابن السيد بندر..
بندر..
كنت قد سمعت بهذا الاسم، لكن.. من أين لي حفظ وجوه الأسماء لأستعيدها متى شئت، أصبحت الذاكرة كالعجين تتحمّس الأحداث في فرن الزمان والأيام، لا أبرئ أن أتذكّر ما فعلت قبل يومين لأستذكر صاحب الاسم، لفظ اسمه من طرازٍ لا يُنسى، استبعدته من حظيرة الاحتمالات ولا أعلم لماذا؟ لربما اختفائه المفاجئ دون إنذار جعله يتضاءل في منفى الذاكرة كاحتضار شمعة، وجدت مبرراً لعجبي حينما علمت من كان..
نعم.. إنه الخليجي المترف، صاحب تمثال إمحوتب البرونزي، الحكيم صاحب الوجه السمح، يوم قابلته انتابني في نفس اللحظة التي تشابكت أيادينا أني سأحيى مع هذا الرجل أياماً لن تمحى من ذاكرة الزمان..
رمى عزت باسمه الأول قبل أن يُغلق فتحة النافذة ويحكمها متحاشياً ريح الأربعينية، كأن الرياح هبّت وتعجّبت مثلي عندما ذكر اسمه، بقيت مزروعاً على الرصيف أراقب اختفاء سيارته بين الزحام والشوارع، الاسم واقفاً مثلي على تخوم الذاكرة يحتاج فقط أن يُرتطم به شيء ليقع وأنقض عليه، كما ارتطمت بابنه ولم يقع سواي بمستنقع الانفراط ليربض الجسد ويضطرب في ساحة الشتات..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
roj maf
Admin
Admin
roj maf


ذكر
عدد الرسائل : 1617
تاريخ التسجيل : 12/02/2008

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالأربعاء يونيو 03, 2009 10:51 am

(2)
مرّت أيامي سمجةً يركل بها الروتين، مثاقيل الهم معلقةً برقبة الأمل أرزنها ولا أعلم لها مكيال، كفة تعلو وكفة تدنو ولا يمكن إدراك وميض الرغبة في حياةٍ دأبت على التغني بنشيد النقصان الأزلي..
شاءت الأقدار أن أقضي بعضاً من أيامي في أسوأ حيٍّ في دمشق أنسج شأنناً مع الأصحاب منقباً بخمار السرية.. صانعو السلاح وحابكو الدمار يهلّلون في أمجادٍ ضعنه وتقبل الجباه على استمرارية تناسل الشر، طهاة الخير والحرية تخفض قبعاتهم لتظهر وجوهاً موبوءةً بالشحوب من يومها..خمسة شهورٍ وأكثر أظل جالساً حتى صيحات الفجر ولا يزور النوم جفني إلاّ تقطيراً، لا يفتأ جمر خوفي أن يصير رماداً أبداً.. في يومٍ كغيره، نفضت نفسي من جلستي، خرجت من سردابي، بزوغ الضوء يتسرّب من عباءة الليل الحالكة، بل حتى الضوء لم يكن ليفرغ من وضوء قيامه ليؤم بنوره مع المزن والسماء تعبداً للرب، ذاك الضوء الرمادي الخافت شجن الشيمة وغناؤها السرمدي يحتل حسي كلما ناظرته بعينٍ تتعبّد مع النور دون سجود، كباقي العيون تصلي وتناجي، بعضها مرفوعةً باكية، غيرها يُطبق ويغمض ليغص في قعر ذاته، وعيون تُهتك حرمة مناجاتها للرب في موطنها الأم مرتع الخنوع من الجوامع والكنائس والبيع والصوامع..
كالهُتك ذاته شلّني منظرٌ رأيته بعدما ودعت صرير الباب، فوجئتُ، تسمّرت الأقدام، ارتعدت من الضخامة الجاثية أمامي، رجل بدين جالسٌ وحده على حافة الرصيف، بل كان رجلان برأسٍ واحد، لم يكن في الحي والعالم كله ساعتها إلاّ كلانا، أطلت النظر فيه وهو يحدقني باستعجابٍ كما عجبي، كان الوجه والحجم مألوفاً لسطورٍ مدونة في فهرس الذكرى، ظننته من القواد المطرودين من بيوت الدعارة، فالحي بؤراً لكل ممنوعٍ ومحرم، أسعفتني الذكرى لكني ظننت أن فيروساً أصاب عقلي وبدأ بخلط الوجوه بعد معركة حامية الوطيس مع التعب، اقتربت وأنا أنادي به سائلاً حاجته لأي أمرٍ، بقى صامتاً كأني أحاكي حجارة الرصيف التي تعبت من حمله، كان وجهه شاحباً أصفر اللون وعيناه جاحظتان أمتزج تكحيل السهاد بالتجاعيد المنتهية عند خده المتورم باللحم، أسميت هذا الرجل من خلال ملامحه بإله الحزن، ملابسه رثة بالية بدت كقنابل موقوتة ستنفجر في أيةِ لحظة لتتطاير عن جسده وتثور ضد الاضطهاد والكتم الذي كان على عهده، صمته الغير عادي جمع الاحتمالات كلها ليسكبها على رأسي، وأنا لا أملك في الدنيا سوى الحرمان ليضيف هو حرماناً آخر على جيب أسئلتي، أدبرت عنه بعد يأسي، ظننت بأنه يناديني بصوتٍ مجنـزر في حلقه، مشيت نصف رأسي يلوح ورائي حتى سمعت قرقعةً خلفي، تراءى لي بعد التفاتي رجلاً ملثماً بكوفية على دراجة رياضية يحدثه ويجادله قليلاً ثم يعطه شيئاً بحذر، خمنت من غبني الشاسع حينها أنه من عمال المصانع، سيرافقه على دراجته، لكن.. عندما وضعت المعادلة في الحاسبة العادلة علمت أن الدراجة ستصبح كومة حديد لو وضع المكتنـز ساقه على العجلة، أخرج المتين من جيبه القريب على صدره مالاً لمحت من بعدٍ فئة العملة الورقية العالية، قبل أن يدفع مدّ يده كي يساعده في النهوض، بعد أن رأى صاحب الدراجة والكوفية النقود رمى نفسه على الأرض كانتحاري ومسكه من مرفقيه بعناء حتى استطاع البدين الوقوف على قدميه، تفحص الملثم ما أخذ وضمه، عاد من جديد يعتلي دراجته ويمضي، لم أتعجب من ما رأيته في الحارة المشبوهة، حمدت عقلي لأنه لم يلح على البدين ويطيل بوقوفي معه، حتماً أعطاه بعضاً من الحبوب الممنوعة أو إصبع حشيش، منذ ذلك اليوم لصقت صورة الرجل في هذا الرأس اللعين لا تريد تركه وشأنه، حتى الملثم حاضرٌ دون ملامح..
سؤالٌ يحاورني كالصدى المنبعث من الظلام، أين رأيت هذا الرجل..؟ هل في المقهى الفلاني!! أم في أصقاع البلاد المستسلمة للضياع، أو ربما بين زحام الأفران المنقرض إلاّ في بلادنا.. تلك التفاصيل كم نزقة في فرض نفسها تماماً كما يفرض نفسه مسؤولٌ عينته تقاريره التي سهر عليها ليالٍ طوال، يا ليته سهر بعد منصبه لراحة الناس لو ساعةً واحدة..لأن فلسفة علم النفس تنصح بالنسيان، لا نسيان المسؤول، لأننا ننساه رغماً عنا حتى لا تتذكّرنا السجون المبسوطة، المَنسي من الكبار لا تناساه الناس، أما ناسي المعلومات مثلي ستتدفّق من نفسها بعد حين، بقيت حقاً أتناسى حتى تدفّقت الحقيقة ومعها إعصارٌ رجّ عقلي..
كان السيد بندر قصيلي بلحمه ودمه، نعم.. الرجل الذي حاق حلقي بالحيرة هو ذاته الذي لم أعرفه في البدء، تحوّلت ملامحه كتبدل اليرقة، لكنه عكس الأمر فتقلب من الفراشة إلى اليرقة، ذبُل وجهه وجسدهُ ووقارهُ، أشك حتى بعقله باقٍ كما كان، لأنه لم يعرفني، أنا أملك الحجة الصارخة التي حالت دون التعرف عليه، أما هو ما هي حجته..
مع مرور شهورٍ ليست قليلة، تذكّرت الأيام التي لاقيت بها السيد بندر قصيلي، أخفضت نار فرني كي أحلّل الهول على نارٍ هادئة، تذكّرته أيضاً.. بل لم أنساه لأتذكّره..! ذلك السليط القبيح الذي لاقيته عند مدخل المحامي، يوم قال لي عزت أنه ابن بندر، كان هو مفتاح العقدة وشابكها في آنٍ واحد، دون إدراج صورة الأب حينها على ظلال الذاكرة المهترئة، أين الأب من ابنه؟ ليس ثمة ملامح ولا أخلاق ولا أي نقطة تبقيهم تحت خيمة العائلة...
بندر قصيلي.. نعم.. لم أصدق أنه هو ذاته، للأمرين تنافرٌ من ربطهم باسمه، منظره، إدمانه، تواجده في حواري العالم الخفي، ابنه وخساءته الجامحة، لم أكن قادراً أن أجمع بين السماء وقعر الأرض، ربما وُضع الرجل في خانة الذاكرة يوماً لكني رفضت ربط حقيقته بما رأيت، للأمر ترادفٌ رهيب لا يستوعب ربط هذا بذاك لأني أعرفه، إنه الرجل الذي جلست معه وتحدثت معه واختلفت معه، لكن الاسم لتبدل حال صاحبه خان ذاكرتي.. أستعيد بعضاً من الأيام المارقة عندما قعدنا بعد فراغه من معرضٍ تشكيلي، تلاقينا وكأني أعرفه منذ عهد، تعامله النبيل المفقود في هذا الزمن يشعرك بذلك، تدل لهجته على عدم انتمائه لطوائف بلادنا، تفوح منه رائحة الرمل والقوافل الضاربة في عرض الصحراء، تلك العطور لا تفوح إلاّ من شيوخ وأمراء الخليج، كما اعتقدت أنها رائحة العود، تستثقلها الأنف في أول شمةٍ لها، بدينٌ أكثر من نزاهته، عندما صادفته في الحي القديم كان قد أنئ كيلوهات لا بأس بها من بدنه، علامات الصلع في بداية تكونها على تكوير رأسه كأرضٍ زرعت بعيد ما كانت حقلاً للتجارب وما أنبتت، بعض الشيب غطّى الباقي الكثيف على جوانبه، لحية صغيرة على ذقنه دون خدوده، أخذت شكل مرساة البحر، لكن طيفه ما عرف الركود أبداً رغم شارة المرافئ التي تزين بها دون قصدٍ أو عمد ودون سبقٍ ولا إصرار، أشرعته تنتفض في بحر الحياة وتقتلع صخور الثبات، لأن الجمود منذ بزق المقيئة الأولى من الرمق لا يقوى إلاّ على الأعجف والفقير، كان يلقى حفاوةً من الوسط الفني منقطعة القرين، كثرت الضمات القصيرة والتحيات السياسية بكلتا اليدين مع كل أعوانه، أحبه من لا يمتّ له بصله حتى لو كان جندياً، اتهمه البعض بالتبذير في شراء اللوحات لتبييض أمواله، غيرهم قال إنه ماسوني صلته بالموساد وطيدة، هكذا تتغنّى الناس بالناس وتلوك ألسنتهم بالأراجيف مع ملل الفراغ منهم ومن جلستهم في المقاهي يصنعون من الغلام زوجاً ومن العذراء أماً ومن الخواء وظيفةً، وإن شاؤوا وقُمعوا يصنعون من الاستبداد مجداً، لم يسلم حتى الغريب من هذيانهم بل كانوا يزيدون عليه شيئاً من التساؤل الركيك، ترك بلاده وجاء بأرجله لديارنا فحتماً وراء الأمر بلية...
عرّفني عليه عزت المحامي وقتذاك وهو يحملني أطناناً من الأفضال، تحدثنا حتى انتهى اللقاء بموعدٍ، زرته دون أن أطوي يومي، محملاً بكتابي الذي منحت نفسي من خلاله لقب الغبي، دخلت عليه في مكتبه، يدخن البايب، لا يستغني عن نشوته قيد أنملة، يبقي على سحب نفسه غير آبه بمن حوله، تلتف الرولكس المرصعة بالألماس حول معصمه الثخين، ثمنها يوازي ثمن نصف عمارة في الأرياف، تعب الحائط خلفه من حمل لوحاتٍ عدة، منها مستنسخة من لوحاتٍ عالمية، ما يرهب أن بعضها حقيقية، الستائر المعدنية تكسي زجاج مكتبه اللامع، عند دخولي إلى عالمه فجأة.. أصاب اندفاعي لملاقاته عطبٌ وانكماش مفاجئ، ربما من ذلك الشيء الذي شدّ بالي وفضولي حتى صارا بطول السنديانة الهندية، تمثالٌ برونزي اللون، للذهب القديم ينساب لونه أكثر من البرونز، علمت بعد تدقيق أنه تمثال إمحوتب، ذلك المعبود الغامض الذي وضع تصميم الأهرامات، ظننته كالأغلبية من الأثرياء يقتنون التماثيل واللوحات النفيسة فقط للتباهي، علمت بعدها أن لهذا الرجل تركيبة عجيبة لا تقل غرابةً عن تركيبة المادة المستعملة في الحناط، لم أكن أعلم أن للتشبيه قوةٌ في فرض نفسه، صار هو أيضاً واحداً من آلاف الأسرار المتروكة من عهد الفراعنة ولم يقدر العلماء حتى الساعة حل ألغازها...
دون مقدمات عرضت عليه أن يتبنّى كلفة نشر الكتاب والأرباح مناصفةً، لم يوافق ولم يرفض، حتى آخر لحظة من جلوسي معه لم أرى جواباً منه يسدّ خيلائي، ولا حتى شفطه المستمر من غليونه سدّ رمق نشوته، انعطف مجرى الحديث صوب جهةٍ أخرى لكننا بقينا نجذب في النهر ذاته، كان عليَّ أن أراجع ما قرأته لأستعدّ لامتحانه الفطري، العجاب في أمره صراحته وإقراره بأنه لم يقرأ كتاباً بعد إكمال دراسته إلاّ في الأعوام الأخيرة من عمره، يومها قال بغير ثبات وتحسف على شبابه كيف أنه لم ينقاد لغرائزه قبل دخوله عالم الأعمال، كان يحلم بأن يصبح مؤرخاً ويكتب عن الحضارات القديمة لتبقى كلماته على بساط الحياة ماكثة، تحدث عن عشقه للهرم الكبير خوفو منذ كان صغيراً وتمنّى أن يدرس علم الآثار، لكن والده رفض أن ينساق وراء الخيال واختار له أن يختص في هندسة البترول، لأن الذهب الأسود الزائل يوماً خيرٌ من ألماس الكلمات والحضارات الخالدة، وائتمر لرغائب الأب ودفع الثمن من بعده كما قال، يومذاك أتذكّر حركاته، حين حكّ رأسه، كانت نظراته باقية على فتنتها، أزاح النظارة من على عينه ثم أعادها بسرعة وسألني سؤالاً أدخلني ذلك السؤال من يومها وحشر رأسي في ألف كتاب..
- هل سمعت بجماعة الصليب الوردي..
تمعنت وقتها بسؤاله، لم يسأله لأن الحديث استحضر إحدى الحاصلين على جائزة نوبل، قيل إنه من الجماعة، بل إن غرابة السؤال أدانته بغموضٍ لا يفنى، تصنّعت الذكاء وأجبته وأنا أمرِّر أوراق مسودة الكتاب بسرعة لتحدث الصفحات صفقاتٍ ونسيماً زائفاً كعرفي، لم أحبذ أن يأخذ الرجل عني فكرة بأني أكتب ولا أعلم بما يجري حولي، ولم أحبذ أن أجادله في قناعتي أن أذكى الأناس على الأرض وأحكمهم يعلمون عن هذا الكون وما فيه بحجم كرة القدم مقارنةً مع حجم كرة الأرض، أتذكّر أني قرأت عن تلك الجماعة وبقى فتاتٌ من المعلومات راقدة محلها، لم يكن يومها تركيزي عنهم، بل وضعتها الأسطر أمام عيني وقرأتها، لا أعلم لحسن حظي أم لإكمال حيرتي، أجبته حينها بكلماتٍ مركزة تتعدّى كلمات سؤاله بقليل، وأنا أحدّق في التمثال الناصب أمامه...
- إنها جماعة تضم نخبة العلماء في العالم، يروج أن منهم يعبد (أخناتون)، وبعضهم يؤمن بأن الهرم الأكبر هو مرتع العلوم الكونية كلها...
استطعت أن أستشف اندهاشه، لكنه كان يريد أن يموه عنه، قام من مكانه بصعوبة وتقدم بتثاقل صوب الباب، طلب من السكرتير إحضار ما نشربه دون أن يسألني، وقتها علمت بأنه يتصرّف دون تركيز، بديهيٌ تفسيري المتبسط أن باستطاعته طلب كل المقهى لعنده بضغطة على زر المايك الذي أمامه، عندما استدار أغلق باستدارته الموضوع، ثم جلس أمامي على كرسي الاستقبال تاركاً طاولته التي كانت تخفي بطنه بشدة..
أفرد عن الأدب حتى انكمش حجمي أمامه على غزارة عرفه، تلفّظ بأسماءٍ ومدارس لم أسمع بها قط، تكلم عن مكسيم غوركي كأنه صديقه، تحدث عن ابن المقفع كأنه يعاتبه، ذكر ألفيس بريسلي وفرانك سيناترا وبافاروتي كأنه اعتلى خشبة المسرح يوماً معهم، سرد عن أريستو وفيفالدي كأنه عاش ذلك العصر معهم، لم يبقى موسيقياً ولا مغنياً ولا هاوياً لا يعرفه ولا كاتباً ولا ناقداً ولا تشكيلياً ولا حتى دهاناً لم يجالسه، سمعت منه بضع كلماتٍ غامضة جعلتني أتلهف لقراءة سيرة بيتهوفن، شجّعني انفتاحه لاقتناء نسخة من الإنجيل والتوراة، يومها صقل فكرةً في رأسي أن أقرأ كثيراً عن صدام الحضارات، حتى كدت أؤمن مثله من خلال حديثه المتشعب أن في الأرض شعوباً عاشوا قبلنا متقدمين عن البشر الآن آلاف المرات، حقيقةً أن الحديث معه سلخني من الحياة وأبقاني لساعات أتخبّط في فضائه، يتحدث برصانةٍ، بصوته المرتجف الحاد دون تكبر، يشعرك بإنسانيتك ويلخص لك بحديثه دون أن يذكر بإيمانه المطلق بالحريات لمرتبة التدين، حام كثيراً على التشدد في بلاده حتى كدت أيقن أنه من أقطاب المعارضة، وقال جملته الشهيرة التي بقيت تحوم وتتخبط بين اليقين والفلسفة..
(كل شيءٍ في بلادنا يلد حراً إلاّ الحب والإنسان، ما الحياة دون حبٍ وإنسان)
بين تمعني وذهولي سألني فجأةً وفتلني ثانيةً، هل سيدرَجُ اسمه على الكتاب؟
لم أعلم حينها أنه امتحان شفهي لي..!
أجبته كالظامئ في بوادي قاحلة معتقداً موافقته..
حتماً... ليكن التقديم باسمك أو التمويل، أو كما تريد...
هزّ رأسه دون أن يتكلم، شعرت حينها أني تقلصت أكثر فأكثر حتى أصبحت بحجم حبة الغبار التي بانت على عدسة نظارته الذهبية، هززت رأسي كما هزّ هو، وخرجت ملقياً التحية ببلادة كما لم ألقيها، ولعنت هذا الزمن القذر الذي يضعني في هذا القالب ويحشرني في صفوف المرتزقة رغماً عني..
يومها مشيت عنه مثل الذي يخرج من عراكٍ يبقي الحوار لساعاتٍ يستعيده في فضاء جمجمته، يقوم بلعب الدورين من تلقائه، يبيح بأنه كان يجب أن يجيب بكذا أو أنه كان يُحبذ أن يرد بهذا، بعدها يتلاشى الحوار مع الوقت ليصبح جملاً وحيدة حادة، ذلك ما جعلني لا أتوافق مع الرجل لأنه لم يجاريني ولم يتوافق معي، لكن الحق يقال إني لم أرى منه سوى خمر الخير، أسفت كيف أني تماديت وحكمت عليه من خلال الموقف الذي حشرني به، لكن اللقاء الثاني كنس زبالة الأوهام في عقلي، حكمت على الأمر من قشوره في البدء كما تحكم الناس على الناس، أنه مستثمر قادم من الخليج، لا يأبه لإنسان ولاتهمه الوجوه إلاّ ما طلي منها واكتسى بطبقة من الزبدة البيضاء الغنية، أو يهتم لأمرين في الدنيا كلها، نفسه وناسه، هكذا يحكم الجاهل على الأمور.. يجوز أن الشعور استمدّ قوته من خوف الإنسان الأبدي من المجهول، كنت أجهله حقاً قبل أن أجلس معه في مكتبه ولقائنا الآخر عندما شاءت الأقدار أن ألقاه صدفةً يوم مثلت عند أقدام الموسيقى الروحانية، محاضرة عن باخ في المركز الثقافي الألماني، كان يصطحب امرأة في الأربعين تفتن أكثر من فتاة العشرين وزوجها واضعاً يده على كتفها، بانت ملامح الثقل في وجوههم، كانوا ضيوفه وهو الضيف ليجوب بهم المدينة كما ظننت، ألقيت التحية عليه وعلى من كان بصحبته، دعوتهم لزيارة مدينتي كواجب عليَّ قوله، كان في غاية الأدب هو وضيوفه، شكرني على دعوتي و أ ظهر الامتنان على مسرح شفتيه، اعتقدت جازماً أني أصبحت من الناس المحسوبين على معسكر معارفه.. أدهشني عندما قطع حديثنا رجلٌ كنست ملامح وجهه مراراً شوارع هذا الدماغ، تذكّرت أنه مخرجٌ مسرحي فذ، حسبما بدا تربطهم علاقة ليست بهينة، سحبت نفسي من بينهم لكنه أصرّ على إحراجي ليقول له:
- أعرّفك على صديقنا الصغير... أعلم أن ذلك المخرج لم يصافحني بهذا الحماس ولن يصافحني هكذا لو كنت من بين طاقمه، فقط لأن معرفتي انبثقت من خلال السيد بندر، تبادلنا التحية وشدّتنا النوايا، أعجب بأفكاري كما كنت معجباً بأعماله، شعرت أن السيد بندر يقف مع ضيفيه لكنه يمعن في سرد الحديث دون أن تفوته كلمة، أراد المخرج أن يشرك الجمع بحديثنا فقال:
- هل كتبت شيئاً للمسرح..؟
أجبته متعجباً كيف أنه حوّل الحديث على موجةٍ عمومية..!
- نعم.. كانت تردداتي تتقطّع ولا تعرف الوصول على تلك الموجة، وخرجت فجأة من خجلي وأجبت، فقط محاولة لم تكرّر، أعشق المسرح، وفرغت من مسرحية مخيفة، لم أستطع إلاّ إدراجها في الأدراج مقفلاً عليها بمعدنٍ أحمر حفاظاً على حياتي.. حينها ضحك الجمع وبقى الهم كيف لي الانسحاب، أتذكّر وقوف الرجل يومها كان كالباشق رغم علو بطنه واتساع محيطه كان يخفيها ببراعة بملابسه الرتيبة، لوجهه وشيبه وقارٌ يسابق الوسامة وروح الصبية، يومها كان يضع الفولار الحريري حول رقبته المختفية، من أين خلقت هذه الفروقات كأنه صار شخصاً آخر؟.. قلَّ ما مرّ شخصٌ دون أن يرمي عليه السلام، وأنا واقف وأراقب من بُعد، لا أقدر الاقتراب ولا أرقبه، كان أسلوب حياتي كالخفافيش التي لا تظهر إلاّ ليلاً أحضر المحاضرات وأزور المسارح، أرتاد كل مكانٍ رُفع به علم ثقافة، لكن في الخفية، هكذا أردت وهكذا ظننت بأني سأستمر، حتى أدركت بعد أن تعبت هذه الحقيقة النكراء، أن الحياة لا تستمر دونهم، فرض عليَّ أن أصافح الكذوب الصادق، المنافق المراوغ، المحوج والنبيل، الزاهد والملحد، الأطفال والشيوخ، إنها عجينة الحياة العجيبة، هذا ما جمعني بصديقي اللعوب عزت المحامي، وبالسيد بندر قصيلي، وغيرهم الكثيرون الصالحون والطالحون...
نعم.. كان للقاءين وقعٌ كبير عندي، لم أكن لأتصوّر أن يأتيَ يومٌ وأصادفه في مكانٍ ما ولا أعرفه، لم أستطع أن أنسى مشهد انكسار الرجل الذي يوزع هيبةً وثقلاً على كل نبلاء المدينة، كيف أنه تبدّل لدرجةٍ أضمرت حقيقته عني، صرت أحلل وأربط كل حملٍ بهم، لطالما أنه كان يحيى مثلي في هذه الدنيا الدنية، بين هؤلاء البشر، فإن كارثةً أصابته لا محال، لا شك أن يد البشر الشريرة تطول ما لا يُطال، قلبته كما يتقلّب الإنسان في مرجل الحياة، ظننت أنه سلك مسلك المخدر وضاع بين غابات القنب والخشخاش، لكن، ما رأيته يتناقض ويتخبّط مع حقيقة الرجل الذي حدثته، رجل ٌيؤمن بالحريات ويعشق الألوان، مغرمٌ بالحضارات ويفهم الحياة جيداً كيف له أن يسجن نفسه في هكذا سجن من نسج يديه، لم يستوعب عقلي ما شاهدته وعدت لأخدع نفسي أن الرجل المتسكع الهزيل ليس هو من عرفته، عدت لصديقي الخسيس عزت لأسأله مراراً عنه دون إعلانه عن الذي رأيته..
كما توقّعت وراهنت على شرف العاهرات، لم يكذب بدعة الوفاء بلا سبب فكان المكر وعدم الصدق يسيل من فمه، طبعه الذي عرفته به، لن يتغيّر على يدي طالما رضع ثدي ميكيافلي الأيسر، أسلوبه قذر مثل وجهه، هذه طبيعة رأيتها في كثيرٍ من الناس، ما أن يشعر أنك بحاجة لأمرٍ ما أو أنك تلحّ في شيءٍ ما حتى ينقلب هذا الشيء لأمرٍ خطير لا يمكنه الحديث عنه، يبعث التوائه كالأفعوان رسالة، خشيته أن تنتفع من الأمر حتى وإن كان لا يهمّه، مثل الحادثة التي حدثت أمام عينيي فاختزلت شخصيته وقدره كاملاً في سطرٍ واحد وحشرت مكانته في قارورةٍ صغرى كما المارد في القصص، يا ليته وقف يتأرجح ويساوم على مكانته عند هذه القصة، بل إنه اجتاز الأعراف كلها، عاهدت نفسي أن لا أتعمّق معه في أمرٍ إلاّ أن يُضرب وجهه في وجي صدفةً، تلك الحادثة ليست الوحيدة التي خطت بطاقة تعريفه لدخوله عالم الأنذال، ولم أتعجّب بعدها أن يبدر الخيانة مع أعز ناسه.. يوم رافقته لعتبة دارهم فدخل العامل المنكمش خلفنا وهو ينـزل الحمل من على كتفه، وهو خارج طال بحذاءٍ بالٍ من ساحة بيته، شعر بالذنب كأنه فريسة بين يدي عزت، رغم أن الغبار والتراب كان يكسوها ولن يقدر اللئيم أن ينتفع منه، سأله العامل بعظمه النحيل ومظهره الهزيل قبل أن يأخذه إن كان يريده، نظر بوجهه وقال: حتماً أريده، وللغرابة التي نُقعت بماء الدناءة عندما عدت لبيته بعد شهرين وجدت الحذاء في نفس المكان متشبعاً من التراب والمطر..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SHARVAN
مشرف
مشرف
SHARVAN


ذكر
السرطان
عدد الرسائل : 3139
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 04/04/2008

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالخميس يونيو 04, 2009 11:21 am

سباااااااااس اخي الغالي على المجهود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ايدلوووو
عضو
عضو
ايدلوووو


عدد الرسائل : 507
تاريخ التسجيل : 30/10/2007

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالسبت أغسطس 01, 2009 8:47 pm

مشكور اخي سباس على ما تقدمه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الجبال
Admin
Admin
عاشق الجبال


ذكر
عدد الرسائل : 3531
تاريخ التسجيل : 02/11/2007

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالسبت فبراير 27, 2010 4:24 am

زور سبااااااااااااااااس


استمتع كثيرا بقرائتها

تحياتي لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
SHPALL
عضو
عضو
SHPALL


ذكر
السرطان
عدد الرسائل : 1232
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 27/10/2007

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالسبت فبراير 27, 2010 6:25 am

مشكور أخي العزيز



فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض 532909
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اميرة كردستان
Admin
Admin
اميرة كردستان


انثى
عدد الرسائل : 1432
المزاج : رايقة اخر رواق
تاريخ التسجيل : 01/11/2009

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالأحد فبراير 28, 2010 4:27 pm

مشكور اخي لادارة موضوع رائع


زوووووووور سباس

تحياااتي لك


فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض 5DP26521
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هنار
مراقبة
مراقبة
هنار


كيف تعرفت على الموقع : google
انثى
السرطان
عدد الرسائل : 715
العمر : 44
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 20/02/2012

فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Empty
مُساهمةموضوع: رد: فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض   فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyالثلاثاء مارس 13, 2012 3:13 pm

زور سباس بره من
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض 717400 فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض 717400 فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض 717400
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نازح من سماء الرياض
» رواية حب
» رواية (خلاف المقصود) للكاتب الكردي احمد عمر:
» رواية أكراد.. أسياد بلا جياد -- الطبعة الثانية في مصر
» سلاحف كردية في سماء ألمانيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدعم التقني  :: مكتبة كتب RojMaf-
انتقل الى:  
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Dilan - 3648
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
عاشق الجبال - 3531
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
angel - 3211
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
SHARVAN - 3139
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
roj maf - 1617
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
avindar - 1553
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
اميرة كردستان - 1432
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
لافا - 1422
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
SHPALL - 1232
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
avin - 1180
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar_rightفصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Bar11فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض I_vote11 
المواضيع الأخيرة
» جدار الزمن
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyمن طرف zahreddin khello الأحد نوفمبر 13, 2016 3:40 am

» هل تعرف من انا ............
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyمن طرف zahreddin khello السبت سبتمبر 05, 2015 5:36 pm

» كتاب لتعليم الكوردية للمبتدئين
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyمن طرف shiar الإثنين مارس 23, 2015 5:18 am

» صورمن عفرين 2010
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyمن طرف jegar السبت أكتوبر 25, 2014 9:40 am

» navên mehan bi kurdî\ اسماء الشهور بالكردية
فصلين من رواية نازح عن سماء الرياض Emptyمن طرف jegar الأربعاء أكتوبر 15, 2014 3:32 am

Roj Maf
جميع الحقوق محفوظة لصالح موقع روج ماف