حجم الصورة : 33 KB
جميل هورو بن رشيد والدته سلطانة، ولِد في قرية داركير، منطقة عفرين (جبل الكورد) ، ترعرع وسط أسرة ريفية محافظة، تتلمذ على يد الأستاذ (خوجة عبدي عشة) الذي علّمه القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم وترتيله، ليكتشف الذين حوله فيما بعد بأنّ الفتى جميل يمتلك صوتاً جبلياً حاداً وعذباً في آن واحد، ما أدى إلى تشجيعه من قبل محيطه الأهلي ليؤدي الأغنية الفلوكلورية الكوردية التي رافقته حتى آخر يوم من حياته .
= كان لإندلاع ثورة أيلول المجيدة في كوردستان العراق بقيادة القائد الوطني الكوردي الراحل مصطفى البارزاني، أثر بارز في نشر الوعي القومي لدى معظم الشباب الكورد في ذلك الحين، وقد كان جميل هورو واحداً من أولائك الذين حملوا ذلك الشعور الذي دفعه للإنتساب إلى صفوف البارتي في عام (1965) ، وقد نشط بين الجماهير حتى وصل إلى أوج أدائه للأغنية القومية في بداية السبعينات من القرن الماضي، حينما أقام عدة حفلات فنية مع كل من الفنانة المعروفة شيرين والموسيقار سعيد يوسف والمطربين صلاح رسول ومحمود غزيز وغيرهم من الفنانين الكورد الكبار، وقد أُذيع صيت الراحل جميل على أثر إحيائه مع نادي عفرين الثقافي لحفلات فنية كبيرة في بيروت وسينما السفراء وسوق الإنتاج ودار الأفراح في مدينة حلب و...إلخ، ما أدى إلى إستهدافه من قبل أجهزة الإستخبارات السورية التي داهمت حياته وعكّرت صفوة معيشته وحاربته بلقمة العيش وأفقرته وأدخلته في المعتقلات لمرات متتالية، إمتدت إحداها حوالي(80) يوما مليئة بالتعذيب الجسدي والنفسي ونقل على أثره الى المشفى، كل ذلك بسبب حبه لقوميته وإصراره على أداء الأغنية القومية الكوردية.
= متزوج وله عدة بنات هنّ: مزكين ومزكين وسلطانة ونارين وكوردستان، أما أولاده فأكبرهم هو أحمد الملقب بـ (بلنك أي نمر)) وأيضاً حنيف وهوريك والمطرب علي الذي يؤدي الأغنية الفلوكلورية بصوت جبلي يشبه الى حد كبير صوت والده، أما بالنسبة لمقتل ولده حنّان الذي إمتدت إليه يد الغدر في عام (1976) وهو طفل لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات...، فقد كان لذلك أثر كبير في حياته التي تحوّلت إلى حزنٍ وهمٍ وغمٍ أدى إلى إصابته بداء السكري وبمرض مستعصي في الكبد .
= بعد مثوله لعملية جراحية في المعدة توفي المطرب الفقيد في مستشفى ابن رشد بمدينة حلب بتاريخ (19-9-1989) عن عمر ناهز الـ (65) عاماً، كان مكتظاً بالحرمان والفاقة وعدم الإستقرار المجتمعي والإقتصادي الذي أدى فيما أدى إلى عدم تمكنه من خدمة موهبته الفنية التي كان يتحلى بها حسبما كان يطمح ويقتضي.
ملاحظة: لقد إستشه
د ولده أحمد وحفيده جميل وسط الحرب الأخيرة التي دارت رحاها في لبنان، إذ كانا من ضمن مجموعة ضحايا منطقتنا الذين تم دفن جثامينهم بشكل جماعي في مدينة جنديرس الجريحة المنكوبة بأبنائها الذين راحوا ضحية الفقر والتشرد في الغربة التي أعادتهم إلى أهاليهم على شكل جثث هامد