أمير الأيزيدية تحسين سعيد علي سفيراً للسلام العالمي

منحت منظمة الفيدرالية العالمية للسلام لقب سفير السلام العالمي الى أمير الأيزيدية، و جاء في الشهادة التقديرية أن المنظمة و إنسجاماً مع أهدافها في إشاعة السلام العالمي و إنسجام الديانات تتشرف بمنح السيد تحسين سعيد علي لقب سفير السلام.
جدير بالذكر أن الفيدرالية العالمية للسلام تحالف عالمي من الأفراد و المنظمات التي تكرس جل إهتمامها لأجل عالم يسوده السلام و يعيش فيه الجميع بحرية و إنسجام و تعاون مزدهر.
سفراء السلام: عبارة عن شبكة عالمية من قادة يمثلون العمل الديني و الأعراف المختلفة من طيف العائلة الإنسانية و كلهم ملتزمون في سعي إنساني. و يعمل سفراء السلام من خلال ثلاث مجالس : قومي , أقليمي و عالمي , و الجميع يقفون على أرضية القيم المشتركة و تعزيز مفهوم التسوية و تجاوز الحواجز و الحدود و بناء السلام.

أما الأهداف التي تعمل من أجلها المنظمة فهي:
- شراكة تعاونية بين الحكومات و المنظمات الدينية و المدنية لدعم التنمية وفق المبادئ الكونية السامية.
- تعزيز ثقافة السلام من خلال برامج التعليم و المنافسات الرياضية و الفنية و الأعلامية و الخدمات.
- إقامة نظام تعاون و تفاهم بين الأديان.

إستطاعت الجالية الأيزيدية في واشنطن و بالتعاون مع أصدقاء يهمهم الشأن الأيزيدي أن ينسقوا و يعدَوا لإجتمات هامة مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميريكية و وزارة الدفاع . ففي صبيحة يوم الجمعة 16 من شهر مارس 2008 أستقبل السيد Richard J. Schmiere مدير مكتب شؤون العراق – قسم شؤون الشرق الأقصى في وزارة الخارجية الأميريكية , أمير الأيزيدية تحسين سعيد و كل من السيد حسين الياس و دخيل شمو من الجالية الأيزيدية في واشنطن في مكتبه و حضر اللقاء السيد Steven G. Stransky موظف مكتب شؤون العراق.
وفي إجتماعٍ ودَي دام قرابة الساعة تحدث سمو الأمير عن واقع المناطق ذات الغالبية الأيزيدية: قائلاً: ان الأيزيديين يؤيدون تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي و سوف يختارون الإنضمام الى أقليم كردستان في حال ضمان حقوقهم الدينية و الإدارية و السياسية في الأقليم . ثم أضاف أن الأيزيديين و المسيحيين مهمشين من الناحية الإدارية في الأقليم , فمن حقهم أن يطالبوا بإصلاحات تضمن حقوقهم , و أبسطها تعيين موظفين أيزيديين و مسيحيين في مناصب تملك القرار في إدارة شؤون مناطقهم. و كذلك تمثيلهم العادل بحسب تعدادهم السكاني في المجلس الوطني العراقي و المجلس الوطني الكردستاني و مجالس المحافظات.



و في الإجتماع تطرق وفد الجالية الأيزيدية الى معاناة الأقليات الدينية في عموم العراق، حيث يشتد المد الإسلامي المتطرف، فيما تفقد الأقليات الدينية مقومات الأمن و الأستقرار الضرورية من أجل بقائهم , و قد أفرز هذا الوضع عواقب وخيمة أدت إلى هجرة الشباب غير الطبيعية عن ديارهم. عليه فإن الأقليات الدينية بحاجة الى الدعم الأميريكي , وذلك من خلال توفير الحماية أولاً و من ثم البدء بمشاريع خدمية في مناطقهم.
من جانبه أكد السيد Schmiere الذي يعمل أيضاً كمنسق خاص لشؤون الأقليات الدينية في العراق أن الحكومة الأميريكية تتابع عن كثب أوضاع الأيزيدية و باقي الأقليات و لا يمكن لها أن تقبل بإنتهاك حقوقهم وأضاف أنه سوف يناقش بنفسه هذه الأمور و بكل جدية مع المسؤولين الأميريكين و العراقيين و في اقليم كردستان أثناء زيارته القريبة الى العراق.
و في الخارجية الأميريكية إلتقى الوفد الأيزيدي أيضاً بالسيدة Sahar Khoury-Kincannon موظفة الشؤون الخارجية في قسم شؤون الشرق الأقصى و تم خلال اللقاء الإجابة على إستفساراتها و موظفي المكتب بشأن الأيزيدية و ما يمكن أن يقدم لهم.



وأكد سمو الأمير على أن الأيزيديين أكراد أصلاء خلافاً لما أشاعه البعض حولهم، ثم أضاف بانهم يرغبون ان تكون كل مناطقهم ضمن حدود اقليم كردستان ولكن في الوقت ذاته على الاحزاب الكردية و حكومة الأقليم أن تراعي حقوقهم الإدارية و السياسية. و تحدث السيد دخيل شمو حول ضرورة الأهتمام الجدي بمناطق الأيزيدية التي عانت الإهمال المتعمد من قبل الحكومات المتعاقبة و ضرورة التفكير الجدي بالسبل الكفيلة لوقف موجة الهجرة بين شباب الأقليات الدينية، و قال أن الأيزيديين وبقية الأقليات الدينية في العراق، هم بحاجة الى دعم اميريكي لأنهم يعتبرون من أكثر المؤيدين للسياسات الأميريكية ولهذا أصبحوا أهدافاً للقوى الدينية المتعصبة و عملياتهم الإرهابية , فبدون ذلك الدعم سوف يفرغ العراق و كردستان من تلك المكونات الأصيلة والعريقة . من جانبها وعدت السيدة Sahar أنها سوف تعمل جاهدة من أجل إيصال مضمون الإجماع الى الجهات المعنية العليا في أميريكا و العراق و أقليم كردستان.
و بعد ظهر اليوم ذاته التقى سمو الأمير تحسين سعيد و ممثلي الجالية الأيزيدية في واشنطن مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأميريكية( لم نحصل على الموافقة لنشر أسمائهم ) و قد حضر الإجتماع السيد Albert T. Gombis رئيس قسم الشرق الأوسط في مكتب الحريات الدينية العالمية التابع لوزارة الخارجية الأميريكية , و دار الحوار حول سبل ضمان حقوق الأيزيديين في العراق و أقليم كردستان و بخاصة في أنتخابات المجالس المحلية المزمع إجراءها في القريب العاجل. كما تطرق المجتمعون إلى ضرورة حماية الأيزيديين من عمليات إرهابية تستهدف وجودهم تحديداً في منطقة شنكَال . ورداً على فكرة أن الأيزيديين ليسوا أكراد التي يتبناها البعض , قال سمو الأمير : ليس فقط الأيزيديون أكراد بل أن كل الأكراد كانوا أيزيديين و بشهادة كل قادتهم. في نهاية الإجتماع طالب الوفد ضرورة العمل على إيصال الحصة التموينية الى أهالي شنكَال المحرومين منها بسبب نشاطات الجماعات الإرهابية في المنطقة , و كذلك تشجيع المنظمات الإنسانية للبدء بإقامة وتشييد مشاريع خدمبة هناك.