نيويورك: دافيد بوغ*
تمتلئ حياتنا اليومية بالكثير من الأجهزة، والكثير من الأسئلة كذلك: فهل نختار نظام التشغيل ماك أم ويندوز للكومبيوتر؟ وهل نقوم بإغلاق الكومبيوتر كل ليلة أم لا؟ وهل نستخدم شاشات البلازما أم البلورات السائلة «إل سي دي»؟ ولحسن الحظ، فإن ذلك السؤال الأخير سوف يجد إجابة عما قريب. فهناك تلفزيون جديد سوف يطرح في الأسواق، ويتمتع بدرجة نقاء للصور تجعل من شاشات البلازما و«إل سي دي» شيئا من العصور الحجرية. وهو يسمى الصمامات العضوية الباعثة للضوء أو O L E D organic light emitting diode. وهذه التقنية قد استخدمت في شاشات بعض أنواع الهاتف الخليوي لمدة سنتين حتى الآن. لكن «سوني» هي أول شركة تقدمها في شاشات التلفزيون. وهي تسمى XEL-1 وهي متاحة فقط في محلات شركة سوني. وصورتها رائعة الجمال وتأخذ بالعقول.
* شاشة مطورة
* وقد قمت باختبار بسيط في محلات «بست باي»، حيث قمت بوضع شاشة XEL-1 بجوار أفضل شاشات البلازما و«إل سي دي» وقمت بتشغيل الأجهزة الثلاثة على عرض واحد لسهولة المقارنة – وقمت بتسجيل ردود أفعال المشترين والموظفين. وكانت تعليقاتهم كما يلي: «مذهل» و«أمر لا يصدق» و«رائع حقا» (مرتين) و«مدهش» (خمس مرات).
وقد كانوا جميعا محقين في ذلك، فصورة XEL-1 مليئة بالألوان والحيوية والوضوح وتشبه الأشياء على حقيقتها وتتميز بارتفاع نسبة تباين الألوان حتى إنك لتحبس أنفاسك. وهي تشبه مشاهد كما لو كنت تنظر اليها من النافذة.
وبعد ذلك سوف تشعر بعيوب البلازما أو «إل سي دي» – فالحركة غير واضحة تماما والضوء لا يكون مستويا على الشاشة وربما تظهر أشياء باللون الأسود وهي غير سوداء وكذلك اللون الأبيض، وزاوية الرؤية محدودة، واختلاف عن الألوان الحقيقية، وسطوع غير حقيقي، وهذا التلفزيون يتغلب على كل ذلك.
ومن المفترض أن تقدم شاشات البلازما اللون الأسود تماما وأكثر قتامة عن شاشات «إل سي دي»، لكن الـ «O L E D» توازن بين الأمرين. وحتى على شاشات «بايونير كورو» التي تعتبر أفضل شاشات البلازما فإن اللون الأسود يبدو كما لو أنه رمادي شديد القتامة. أما على شاشات «O L E D» فإن اللون الأسود أسود تماما. وإن كنت من هواة التقنية التلفزيونية فإن كل ذلك يبدو مشابها للوصف الذي أطلقته شركتا «توشيبا» و«كانون» على النماذج الأولية لأجهزة التلفزيون الخاصة بها منذ عدة سنوات، لكن لسوء الحظ فإن كل ما كان يقال لم يظهر خارج المختبرات الخاصة بمثل هذه الشركات.
* تصميم ناشئ
* ولتحقيق مثل هذه الصورة الرائعة فإن شاشات XEL-1 لا يتعدى سمكها ثلاثة مليمترات فقط. وإذا استطعت أن تبني كومبيوترا محمولا بهذا السمك، فلا شك أن الـ «ماكبوك» سوف يبدو مثل حقيبة السفر. السبب: في شاشات «O L E D» يقوم كل بيكسل (عنصر صورة) بتوليد الضوء الخاص به، وليست هناك حاجة للضوء الخلفي الشديد، مثلما هي الحال مع شاشات «إل سي دي» (وفي المختبرات، قاموا بعمل شاشات «O L E D» رفيعة جدا لدرجة أنه يمكن طيها مثل الورق). وأخيرا، فإن شاشات «O L E D» تستهلك كهرباء أقل من البلازما و«إل سي دي». فلماذا إذا لا يحصل الجميع على مثل هذه الشاشة؟ السبب هو أنه على الرغم من أن تلفزيون «O L E D» هو أغلى تلفزيون يمكن شراؤه فإن الشاشة الخاصة به لا تتعدى 11 بوصة، وذلك حجم يقل عن حجم شاشة الكومبيوتر المحمول. حسنا.. إن تكلفته تبلغ 2500 دولار. وهناك عوامل عديدة أخرى. فشاشات «O L E D» ليس من السهل تصنيعها وهي ما زالت في مراحلها الأولى، وهذا الحجم هو كل ما توصلت إليه سوني. وبالطبع، فإن هناك عامل السبق الذي يجعل سوني تبيعه بثمن باهظ. وإذا رغبت في شراء هذا الجهاز، فعليك الحذر من بعض الأشياء القليلة. أول شيء مدهش هو أن هذا الجهاز لا يتمتع بدرجة تحديد عالية بالفعل. وهو يقبل إشارات التلفزيون عالي الوضوح لكنه لا يعرض كل التحديدات. وفي الواقع، فإن الجهاز تصل قدرة التحديد فيه إلى 960×540 بيكسل، وسوف تحتاج أربعا من هذه الشاشات لتصل إلى درجة التحديد لشاشات الوضوح العالي وهي 1080 بيكسل. وهناك ما يثير الدهشة اكثر: فبدلا من الشكوى من رداءة الصورة، فإن الناس يندهشون لمدى الوضوح الذي تتمتع به عن شاشات البلازما أو «إل سي دي». وذلك يعود في جزء منه إلى صغر حجم البيكسلات عنها في الأجهزة الكبيرة. ولا يمكنك مشاهدة البيكسلات حتى لو حطمت أنفك على هذه الشاشة. وهذا المثال يجعلك تشك في مدى أهمية عدد البيكسلات – فهي ليست كل شيء كما تحاول مقاييس صناعة التلفزيونات أن تقنعنا بذلك. ومثلما تتمثل أهمية الميغا بيسكل في إظهار جودة صور الكاميرات الرقمية، فربما تعتمد جودة صورة التلفزيون على عوامل أخرى.
* تلفزيون مكتبي
* وعلى أية حال، فلن يشتكي أحد من الحدة والوضوح على شاشات XEL-1. وبما أن هذا الجهاز هو «تلفزيون مكتبي» فإنه يتم تركيبه على قاعدة مسطحة، يتم وضعها على الطاولة. وتتحرك الشاشة بحرية فوق هذه القاعدة، التي تتصل بالشاشة عن طريق ذراع من الكروم على الجانب الأيمن. وهذا التصميم جيد ويسمح بميل الشاشة بنحو 70 درجة إلى الأمام أو الخلف. ولا تلتف الشاشة على المحور العمودي، ومع ذلك فإذا أردت إظهارها لشخص يجلس إلى جانبك، فيمكن إدارة القاعدة كلها. ولا يمكن فك الشاشة من هذه القاعدة. ويتم توصيل سلك الطاقة والفيديو في القاعدة. وفي اللوحة الخلفية للقاعدة، هناك مدخل كابل متحد المحور وكابلان H.D.M.I كما يوجد مخرج للسماعة والصوت الرقمي ومدخل لشريحة الذاكرة (لتشغيل صور من بطاقة الذاكرة الخاصة بكاميرا «سوني»). وليست هناك مدخلات لمكونات الفيديو أو مدخلات تناظرية لأشياء مثل VCRs على الرغم من أن ثمن الجهاز 2500 دولار. وهناك شيء آخر: إلى وقت قريب، كان من الشائع أن أجهزة «O L E D» لا تعمر طويلا. لكن شاشة XEL-1 يمكن أن تعمل لنحو 30 ألف ساعة. ويعني ذلك 8 ساعات من المشاهدة كل يوم لمدة 10 سنوات. وليست هناك طريقة للتأكد من ذلك، ولكن يمكنك الانتظار حتى عام 2018 لترى ما سوف يحدث. ويشير دليل الاستخدام إلى إمكانية تحول الشاشة إلى ما يشبه شاشة البلازما إذا تركت الشاشة ثابتة على صورة واحدة لمدة طويلة جدا. والريموت الخاص بالشاشة صغير ورائع جدا، لكنه غير مضيء ولا يمكنه التحكم في أي جهاز آخر. وعلى القاعدة هناك أزرار لرفع شدة الصوت وخفضها، وتبديل القنوات والتشغيل. وهي تنير عندما يعمل التلفزيون وتختفي على السطح الأسود عندما يتم إيقافه، وهذا شيء رائع. وهناك كتيب طريف مع هذا الجهاز يسمى: «تعليمات التشغيل». وفيه بعض التعليمات المضحكة من قبيل: لا تشغل التلفزيون وهو مقلوب، ولا تلق بأي شيء على التلفزيون، ولا تقم بتشغيل التلفزيون، حيث يمكن أن تدخل إليه الحشرات. ولا تضع أشياء على الشاشة (ماذا يمكن أن نضع على شاشة سمكها 3 مليمترات؟) واضبط الصوت، بحيث لا تزعج الجيران. وفي الحقيقة أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يكون فيها صوت هذا الجهاز الصغير مزعجا للجيران هي أن يحاولوا ابتلاعه. وربما يمكن تفهم الحماية الزائدة التي تحاول «سوني» توخيها، وعلى كل حال فإن هذا الجهاز هو: الأول من نوعه. ومن الواضح أن هذا الجهاز لن ينتشر قريبا نظرا لارتفاع ثمنه. ولكن يمكنك أن تفكر فيه على أنه سيارة وتقوم بشرائه. وقد قامت سوني بعرض نموذج تمهيدي لجهاز يبلغ حجمه 27 بوصة، ومن المؤكد أن ثمنه لن يكون 2500 دولار. لكن حتى إذا لم تكن تنوي شراء هذا الجهاز، فعلى أقل تقدير قد عرفت كيف تكون نهاية عصر البلازما والإل سي دي: إنه شيء رائع.
* خدمة «نيويورك تايمز»