بوش التقى وفداً سورياً معارضاً وأكد: لا صفقة مع نظام الأسد
"لا صفقة مع نظام بشار الأسد".. كانت خلاصة الرسالة التي حملها وفد سوري معارض قابل الرئيس الأمريكي جورج بوش الأسبوع
الماضي. وحصلت أخبار الشرق على تفاصيل تُكشَف لأول مرة عن اللقاءغير المسبوق الذي لم يتسرب الكثير مما دار فيه، حين استقبل خلاله بوش في البيت الأبيض ثلاثة ناشطين سوريين مدافعين عن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان في بلادهم.
فقبل أيام تسربت إلى وسائل الإعلام معلومة نشرها الصحفي ديفيد شينكر في مقال بنشرة "كاونتر تيروريزم" (يوم 8/12/2007) عن حصول لقاء بين الرئيس الأمريكي ومعارضين سوريين. وحسب المعلومات المنشورة فإن الوفد ضم كلاً من البرلماني السوري السابق مأمون الحمصي والناشط السوري في واشنطن عمار عبد الحميد والناشط الكردي السوري جنكيز خان حسو.
وأشار شينكر إلى أن "القليل مما دار في ذلك الاجتماع تم معرفته"، وأضاف "قيل إن الحمصي وعبد الحميد دعيا في الاجتماع إلى زيادة الضغط على سورية فيما يخص حقوق الإنسان".
لكن مصدراً أمريكياً قريباً من اللقاء أبلغ أخبار الشرق أن الرئيس بوش أكد لضيوفه أن "المحادثات مع النظام السوري غير متوقعة، لأن سلوك النظام لن يتغير إلا بمعجزة". ويعد هذا موقفاً جديداً في السياسة الأمريكية، التي بقيت تعلن حتى الآن سعيها إلى "تغيير سلوك النظام السوري، وليس تغيير النظام".
وقال المصدر إن اللقاء جاء رداً على دعوة الوفد السوري إلى مؤتمر أنابوليس، حتى "لا يقرأ السوريون الدعوة إلى أنابوليس بأنها انفتاح على النظام السوري الذي ما زال أمامه الكثير ليخوض حواراً مع الإدارة الأمريكية"، وإنما كان الغرض من دعوة سورية "دعم الموقف الفلسطيني عند إطلاق عملية السلام".
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية بقيادة كوندوليزا رايس رجحت كفة دعوة الوفد السوري الرسمي إلى أنابوليس في السابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، الأمر الذي أغضب مسؤولين في مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض، علماً أن المجلس المذكور هو الذي دعا إلى هذا اللقاء الذي تم يوم الثلاثاء 4 كانون الأول/ ديسمبر 2007، واستغرق 55 دقيقة.
وحسب المصدر الأمريكي، فإن الرئيس بوش أبدى خلال اللقاء اهتماماً كبيراً بانتهاكات حقوق الإنسان خلال اللقاء، واستمع باهتمام إلى محدثيه وهم يؤكدون له "رفض المعارضة السورية بكل أطيافها أي عمل عسكري ضد سورية، وأي احتلال أجنبي". كما استمع إلى تحذير المعارضين السوريين من التعامل مع النظام السوري، ودعوتهم إلى عزله، وإلى التعامل مع الشعب السوري، ووضع حقوقه في صلب اهتمام السياسة الأمريكية.
الوفد السوري:
من جهتهم أكد أعضاء الوفد السوري أنهم ركزوا على انتهاكات حقوق الإنسان في سورية في حديثهم مع الرئيس الأمريكي، الذي أكد لهم أن واشنطن "لم تعقد - ولن تعقد - محادثات سرية مع النظام السوري".
وقال البرلماني السوري مأمون الحمصي لأخبار الشرق إن الوفد السوري شدد على ضرورة سَوق المجرمين بحق الشعب السوري ممن ارتكبوا المجازر إلى العدالة. وأضاف "أكدنا أن الشعب السوري شعب عظيم حي مناضل ديمقراطي يستحق الحرية. النظام يشوه صورة هذا الشعب وينقل صورة خطأ عنه".
وأضاف: تحدثنا عن الانطباع الذي يخلقه النظام بعد كل لقاء مع مسؤولين أمريكيين أو أوروبيين بأن هؤلاء يلهثون وراءه ويطلبون رضاه، مشيراً إلى رد الرئيس الأمريكي بأن "لا صفقة ولا حوار مع النظام".
وقال إن الوفد أشار إلى الفساد المسيطر في سورية في ظل النظام الحالي، وسعيه إلى خلق حالة من التطرف والإرهاب من خلال الضغط الشديد على المجتمع، الذي أكد المعارضون السوريون أنه مجتمع تسامح وتعايش، والنظام يخلق الفتن لتمزيقه.
وأكد الحمصي أن المعارضين السوريين أوضحوا للرئيس الأمريكي رفضهم احتلال بلادهم، وأي عدوان عسكري عليها.
أما عمار عبد الحميد مدير مشروع "ثروة" في واشنطن فقال لأخبار الشرق تعليقاً على ما سمعه الوفد خلال اللقاء: "أي انطباع بحصول صفقة بين النظام السوري والإدارة الأمريكية غير صحيح".
وأوضح "إذا كان الوفد السوري قرأ (إشارات جسد) وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس بأنها إيجابية، فإننا استمعنا إلى (شفاه) الرئيس بوش وهو يتحدث بسلبية واضحة عن النظام"، وذلك رداً على تصريحات السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى الذي صرح بعد مؤتمر أنابوليس بأن الوزيرة الأمريكية التقت أعضاء الوفد السوري (برئاسة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد) وصافحتهم وكانت "إشارات جسدها" إيجابية، حسب تعبيره.
وأشار عبد الحميد إلى أن الوفد السوري أكد على ضرورة رفع حالة الطوارئ في سورية، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين في سورية، وعودة جميع المنفيين، فضلاً عن حل مشكلة المواطنين الأكراد المجردين من الجنسية.
وقال: طالبنا بأن تكون هناك مطالب أمريكية واضحة بوقف انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، وتلقينا جواباً بأن هذا سيحدث.