شهد إقليم كوردستان خلال عام 2008 تطورات مهمة وكبيرة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
واذا لم يكن من الممكن هنا الفصل بين ما تحقق من انجازات في الاقليم والدور التاريخي للقيادة الكوردستانية فان من المهم الاشارة الى دور هذه القيادة في ترسيخ اهم عناصر تحقيق خطوات راسخة للوصول للحلم المنشود وتطويره مستقبلا ليتناسب والتضحيات التي قدمت .. فعلى طريق هذا الحلم كانت هناك التضحيات الجسام لتعبيد طريق الحرية مع ايمان راسخ بأن قدر شعب كوردستان قد وضعهم امام امتحان صعب اكدوا انه ليس مستحيلا فاجتازوه بنجاج عبورا الى ضفة الأمان. طريق طويل وصعب وشائك كان ثمرته ما تحقق في الاقليم من مكاسب منذ ١٩٩١ حتى الآن.
واذا كنا نسجل أبرز المحطات المضيئة في اقليم كردستان خلال عام 2008 فاننا لابد من ان نتوقف عند المآثر الخالدة لهذا الشعب وقيادته التي شكلت علامات ومنارات تؤكد اصرار ابناء كوردستان بكل طوائفهم للمضي على طريق النهضة والتقدم.
صورة جديدة بعيداً عن التشويه:
كان الحدث الأبرز الذي استقطب إهتمام الأوساط السياسية والاعلامية الدولية والاقليمية والعربية بشكل خاص هو إنعقاد مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في أربيل عاصمة إقليم كوردستان في الحادي عشر من آذار بحضور رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني الذي وصف بالحدث التاريخي الذي يقوي الأخوة العربية ـ الكوردستانية.
وتأتي أهمية هذا المؤتمر الذي حضرته 150 شخصية يمثلون 19 دولة ، من كونه مثل الفرصة المناسبة لتصحيح الصورة المشوهه عند الأشقاء العرب أزاء الإقليم . حيث لمسوا من خلال كلمات المسؤولين في إقليم كوردستان الحرص على وحدة العراق وترابه وترسيخ النهج الديمقراطي فيه . كما كانت للقاءات التي أجراها رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الإقليم مسعود بارزاني ورئيس برلمان كوردستان عدنان المفتي مع الوفود العربية المشاركة أثرها في رسم صورة جديدة من العلاقة التي ينبغي أن تكون بين العرب والعراق بشكل عام وإقليم كوردستان على وجه الخصوص.
وعودة إبى الاستعراض التاريخي لأبرز أحداث الإقليم فقد كان باكورة عام 2008 هو لقاء رئيس الجمهورية جلال طالباني برئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني في 2/1/2008 وتفقده عدداً من مشاريع الاعمار في أربيل.
وتأكيداً على حرص قيادة الإقليم للعملية السياسية في العراق فقد إلتقى رئيس الإقليم مسعود بارزاني في بغداد بوزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس بتاريخ 24/1 وبحثا مجمل الاوضاع في العراق وفي الإقليم.
وقد عبر الرئيس الأميركي جورج بوش المنتهية ولايته عن تقييمه جهود الرئيس مسعود بارزاني في ترسيخ وبناء التجربة الديمقراطية في العراق خلال زيارة رئيس الإقليم للولايات المتحدة الأميركية ولقاءبوش وعدد من المسؤولين الأميركيين نهاية تشرين الأول وتركزت المباحثات حول إتفاقية سحب القوات حيث أكد بارزاني قاءلاً: يجب أن ننظر إلى جميع المكاسب التي حصلنا عليها كلانتخابات والدستور وبالنسبة للاتفاقية الأمنية فنحن نرى إنها لمصلحة العراق.
إنفتاح دولي واسع:
وكان بارزاني قد زار ايران قبل أسبوع من زيارته أميركا حيث التقى كبار المسؤولين وفي مقدمتهم محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية الايرانية الاسلامية وبحث معهم خلال اللقاء مجمل الأوضاع على الساحة العراقية والعلاقة مع ايران مؤكداً ان العراق لايمكن أن سيمح بأن تكون أراضيه منطلقاً للعدوان على أي بلد.
والتقى رئيس إقليم كوردستان خلال 2008 وبالتحديد في 16/6 بعدد من زعماء وقادة الدول من خلال مشاركته في روما عاصمة إيطاليا بمؤتمر التحالف الديمقراطي ، وبرغم التوغل التركي العسكري والقصف المستمر للمناطق الحدودية في كوردستان ، فقد تعاملت القيادة الكوردستانية مع هذا الموضوع بحكمة وأكدت في اكثر من مناسبة حرصها وتفهمها مصالح تركيا المشروعة وأهمية حل الموضوع بالنقاش والحوار.
وعلى صعيد العلاقات العربية ـ الكوردية ومن اجل ترسيخ علاقات الإقليم مع الدول العربية فقد زار رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني بتاريخ 19/1 دولة الكويت تبعتها زيارات إلى مصر وليبيا وسوريا والسعودية والامارات العربية المتحدة .
وعلى الصعيد الداخلي للاقليم فان الحدث الأكثر بروزاً هو توحيد وزارات الداخلية والبيشمركة والمالية، حيث عقد المكتبان السياسيان الديمقراطي والاتحاد الوطني الكوردستانيان سلسلة من الاجتماعات باشراف الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني جلال طالباني ورئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني لبحث تشكيلة الحكومة واشراك أحزاب أخرى فيها .
وقال كوسرت رسول علي نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكوردستاني خلال احدى الاجتماعات: خصصنا وزارات مهمة للاحزاب السياسية الاخرى وتم تخويل رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني ونائب رئيس الحكومة عمر فتاح للتباحث مع الأحزاب السياسية حول التشكيلة الجديدة للحكومة . في حين أكد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني فاضل ميراني السعي لاشراك الاحزاب السياسية الأخرى في التشكيلة الجديدة لكن مشاركتهم يجب أن تكون في إطار عمل الحكومة والبرلمان.
قوانين وتشريعات مهمه:
صادق برلمان إقليم كوردستان خلال عام 2008 على عدد غير قليل من القوانين من أبرزها قانون الاستثمار وقانون الصحافة وقانون تنمية الانتاج الزراعي ومشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية وقانون مجلس الشورى ومشروع قانون دستور إقليم كوردستان، فضلاً عن إعلان رئيس برلمان الإقليم عدنان المفتي عن قرب مناقشة قانون السلطة القضائية وقانون الرقابة المالية مشيراً إلى أهمية إستقلال السلطة القضائية وديوان الرقابة المالية.
وحرصاً على النهج الديمقراطي باعتماد نهج ثابت مفاده طرح أي قانون يراد مناقشته على الرأي العام والمتخصصين لاغنائه بالملاحظات ، فمثلاً وقبل إقرار قانون العمل الصحفي تم عقد عدة لقاءات مع نقابة الصحفيين من قبل اللجان المختصة في البرلمان، كما اجرى رئيس البرلمان مشاورات مع المتخصصين سواء في كوردستان أو في دول العالم المتقدمة حيث إلتقى مع البروفيسور مايك غرانات وإستمع منه إلى أسس عمل وآليات نظام العمل الصحفي في بريطانيا ، المهم أنه بعد بعد مداولات أستغرقت أشهراً عديدة تم عرض قانون العمل الصحفي في جلسة البرلمان الرابعة من دورته الانعقادية الثانية للسنة الرابعة بحضور نائب رئيس البرلمان الدكتور كمال كركوكي ووزير الثقافة في حكومة الإقليم الذي عبر عن شكره للبرلما لاصداره هذا القانون المهم على حد تعبيره حيث قال: ( لقد فتح برلمان إقليم كوردستان باباً واسعاً للحرية وعلى الصحفيين أن يغتنموا هذه الفرصة القيمة لبناء وطن مزدهر).
كما أكد رئيس البرلمان المصادقة على هذا القانون نجاح للبرلمان وللديمقراطية وهو منسجم مع المجتمع الكوردستاني وبامكاننا تعديله متى ما شعرنا بوجود نواقص فيه.
ومن المهم الاشارة إلى القانون حرص على إلتزام الصحفي ووسائل الاعلام بثوابت ومفاهيم ميثاق الشرف الصحفي في العالم والابتعاد عن بذر الكراهية والشقاق والتنافر بين مكونات الشعب وعدم إهانة المعتقدات الدينية لاحدة الطوائف أو تحقير شعائرها أو إهانة الرموز والمقدسات الدينية أو السب والقذف والتشهير أو نشر كل ما يتصل باسرار الحياة الخاصة للأفراد ولو كانت صحيحة إذا كان من شان نشرها الاساءة إليه.
الدفاع عن حقوق المرأة:
وإنطلاقاً من إيمان القيادة الكوردستانية بحق المرأة الكوردستانية في ممارسة دورها في المجتمع وتفعيله ووفاءاً لنضالها وما قدوته طوال سنوات النضال الطويلة كان لابد من تشريع عدد من القوانين، في هذا الاتجاه، فكان مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية لبنه في هذا الاتجاه، حيث تم عرضه في جلسه البرلمان السادسة عشرة من الدورة الانعقادية الثانية بعد أن تم تأجيل مناقشته في جلسه سابقة للوصول إلى مفهوم مشترك وصيغة متقاربة بين اللجان المعنية في برلمان الإقليم بحسب ما أشار رئيس البرلمان.
وبعد الاستماع إلى تقارير لجنة الدفاع عن حقوق المرأة ولجنة حقوق الانسان واللجنة المشتركة بين الأوقاف والقانونية تم تعديل القانون الذي جاء في أسباب الموجبة به (نظراً لأهمية قانون الأحوال الشخصية وعلاقته المباشرة بالفرد والاسرة والمجتمع وبغية تطوير العلاقاتالعائلية والاجتماعية السائدة فيه ولتحقيق العدل والمساواة بسأن التعامل الاجتماعي والاسري وخلق تنسيق وتناغم متوازنين بين القانون والتطورات المدنية المعاصرة وإنعكاس تطلعات منظمات المجتمع المدني نحو تعزيز حقوق المرأة الكوردستانية وضمانها وتحقيق المساواة الفعالة بين المرأة والرجل جناحي الحياة الانسانية في المجتمع فقد شرع هذا القانون.
وإنطلاقاً من مسؤولية القيادة الكوردستانية في تحقيق المساواة القانونية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمرأة فقد عقد رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني عدة لقاءات مع علماء ورجال الدين والناشطات في المنظمات النسوية في الإقليم للقضاء على ظاهرة العنف ضد المرأة ، وأصدرت الحكومة عدة قرارات وقوانين لحماية المرأة من جميع أشكال العنف.
وناقش برلمان إقليم كوردستان بجلسته (15) وضمن برنامج عمل الجلسة مشروع قانون حماية وتنمية الانتاج الزراعي المقدم من قبل مجلس الوزراء في الإقليم، حيث عبر رئيس البرلمان عدنان المفتي عن امله في أن يدفع هذا القانون باتجاه تطوير القطاع الزراعي وزيادة المنتجات الزراعية المحلية في إقليم كوردستان.
وفي الجلسة التاسعة عشرة من الدورة الانعقادية الثانية للبرلمان تم عرض مشروع قانون دستور الإقليم، حيث عرضت اللجنة القانونية تقريرها المكون من (16) فقرة للمناقشة. وبعد مداولات ونقاشات للتقرير تم تعديل فقرات القانون.
كما إقترحت اللجنة القانونية إضافة مادة وهي (على حكومة الإقليم وبالتنسيق مع المفوضية العليا المستقله للانتخابات في الإقليم إعداد جميع المستلزمات الضرورية لانجاح عملية الاستفتاء العام على المشروع في الموعد المحدد).
وخلال عام 2008 افتتح رئيس برلمان كوردستان عدنان المفتي مؤتمر إتحاد برلمانيي كوردستان الذي إنعقد في أربيل تحت شعار ( من أجل الدفاع عن الحقوق الدستورية وتطوير القوانين ) حيث دعا المفتي في كلمة الافتتاح إلى مواجهة الفساد وأن يلعب برلمان كوردستان دوره المؤثر كسلطة رئيسية في هذا المجال وأن تضع حكومة الإقليم هذه السايسة في برنامج عملها.
وقال: لقد استطاع برلمان كوردستان أن يتغلب على الصعوبات وان يلعب دوراً فعالاً في حسم القضايا الداخلية وسن القوانين وتحسين مستوى الخدمات بالتعاون مع حكومة الإقليم موضحاً أنه لاتزال هناك مسافة تبعدنا عن الديمقراطية الكاملة ونجتاج إلى إجالتها عن طريق تكريس الجهود.
علاقات متطورة:
وقد أثمرت الجهود السياسية لتطوير العلاقات مع دول العالم والانفتاح المتوازن عن فتح عدد من القنصليات في الإقليم أبرزها القنصلية الفرنسية التي قام بافتتاحها وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير في 16/4 ، كما إلتقى برئيس الإقليم ورئيس الحكومة وعدد من المسؤولين، فضلاً عن إفتتاح الفنصلية الألمانية وقنصليات ممثليات تجارية لعدد من الدول مثل كرواتيا والتشيك . كما استقبل مسؤولون في الإقليم وفود عشرات الدول للتباحث بسأن تطوير العلاقات على مختلف الاصعدة ، حيث زار الإقليم وفود أمريكية وبريكانية وسويدية وألمانية وفرنسية وروسية وهولندية وكورية جنوبية والصين واليابان وغيرها، ناهيك عن توقيع إتفاقية تعاون بين الإقليم والامم والتحدة.
تطوير التعليم الجامعي:
وشهد الإقليم خلال عام 2008 إفتتاح عدد من الجامعات الأهلية ومنها جامعة التنمية المدنية التي ترعى إحتفالية إفتتاحها في قرةداغ رئيس الجمهورية جلال طالباني. وتتكون الجامعة من ثلاث كليات: العلوم السياسية واللغات والكووبيوتر، وقد قبلت (250) طالباً على أمل قبول مثلهم في العام المقبل. وكان قبلها قد تم إفتتاح الجامعة الأميركية في السليمانية حيث قال عن ذلك نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح مؤسس الجامعة: اننا نركز على المجالات التي يعتمد عليها مستقبل العراق كثيراً.. واليوم هناك 256 طالباً مسجلين ونطمح إلى زيادة عدد الطلبة المقبولين مستقبلاً.. ويضيف صالح انهم يخططون لاطلاق مركز للبحث بالمعني الحقيقي للكلمة على غرار ماهو موجود في الولايات المتحدة الاميركية .. بحث حقيقي ومستقبل بشأن المواضيع.. إضافة لعقد عشرات الاتفاقيات العلمية بين جامعات الإقليم وعدد من الجامعات في العالم.
معارض تجارية دولية:
بقد شجع الاستقرار الأمني في إقليم كوردستان على إقامة العديد من المعارض التجارية في أربيل والسليمانية خلال عام 2008 كان من أبرزها معرض أربيل الدولي في تشرين الأول، حيث شاركت فيه (500) شركة واستقطب أهتماماً واسعاً من قبل رجال الاعمال والشركات العالمية، إضافة لمشاركة السليمانية بمعرض (أرضنا) الدولي في تركيا، كما عقد في أربيل المنتدى الاقتصادي الياباني الذي التقى خلاله رئيس برلمان الإقليم عدنان المفتي مع السفير الياباني شوجي أوكارا وبحث معه إمكانية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وقال: (نأمل أن تكون كوردستان البوابة لتدخل منها الشركات اليابانية للعراق).
ووضع رئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفات بارزاني في شهر تموز حجر الاساس لفندق روتانا هولير، فضلاً عن توقيع عدد من الاتفاقيات التجارية مع مختلف الشركات العالمية لتنفيذ عدد من المشاريع في الإقليم منها مشروع إستثمار الغاز الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة ، ومشروع آخر لإنشاء الشقق السكنية بمواصفات عالمية؟
وفي خطوة مهمة لبداية إنطلاق عمليات تصدير فواكه الإقليم، شارك وفد تجازي من إتحاد مستوردي ومصدري إقليم كوردستان أول مرة في المعرض الدولي الذي إقيم في دبي في تشرين الثاني.
وبرغم إعلان حكومة الإقليم عن إعتبار عام 2008 عاماً للجفاف بسبب قلة هطول الأمطار فقد تظافرت الجهود للنهوض بالقطاع الزراعي ودعم الفلاحين في الإقليم، فتم تقديم القروض والمستلزمات الزراعية من أسمدة ومعدات زراعية ولقاحات للحفاظ على الثروة الحيوانية والنهوض بهذا القطاع.
وقفة وفاء مع شهداء الأنفال وحلبجة:
وكان الحدث الأبرز في عام 2008 خاصة لعوائل المؤنفلين وشهداء حلبجة الشهيدة هي محاكمات رموز النظام السابق المسؤولين عن حملات الإبادة الجماعية في إقليم كوردستان. ولم تأل القايدة الكوردستانية ومعها المنظمات المعنية بحقوق الانسان في كوردستان عن بذل جهودها للتعريف بحجم الجراءم اللاانسانية التي طالت سكان عدد من مناطق الإقليم، حيث تم عقد مؤتمر دولي حول الابادة الجماعية في أربيل في كاون الثاني من هذا العام عقبه إجراء العديد من اللقاؤات والمؤتمرات سعياً لاستصدار قرار باعتبار ما جرى جريمة ضد الانسانية وحرب إبادة جماعية.
وبمناسبة الذكرى العشرين لمأساة حابجة وقف رئيسا الجمهورية جلال طالباني و رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني ونائب رئيس إقليم كوردستان كوسرت رسول علي ورئيس حكومة إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وأعضاء المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني والكوردستاني والديمقراطي الكوردستاني وعدد من المسؤولين الحكوميين والحزبيين دقيقة صمت إجلالاً لأرواح سهداء حلبجة، كما توقفت الحركة في جميع مدن كوردستان ظهر يوم ذكرى الفاجعة تقديراً وإجلالاً لشهداء المدينة الشهيدة.
وأعلن نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان عمر فتاح في الذكرى العشرين للفاجعة عن وضع حجر الأساس لمستشفى خاص بالمصابين بالقصف الكيمياوي ، فضلاً عن مشاريع عمرانية وخدمية وتعليمية أخرى ، وقال: نعمل كل ما في وسعنا لكي لا تذهب دماء الشهداء سدى، كما أعلن المتحدث بأسم حكومة إقليم كوردستان عن تخصيص مبلغ (132) مليوناً و (920) ألف دينار لنصب حلبجة.
يذكر أن الضربات الكيمياوية للمدينة أسفرت عن استشهاد خمسة آلاف شخص أغلبهم من النساء والاطفال ، في حين تشير إحصائيات حكومة إقليم كوردستان إلى أكثر من (182) ألف شخص كانوا من ضحايا عمليات الأنفال التي جرت في أواخر الثمانينات أبان النظام السابق.
وقفة أخيرة:
ان التطور الذي حصل في إقليم كوردستان ماكان ليتحقق لولا هذا التلاحم بين القيادة الكوردستانية وجماهيرها، وقال رئيس إقليم كوردستان مسعود بارزاني خلال لقائه بنائب قائد قوات المتعددة الجنسية الجنرال اولستن في 18/12/2008 ( ان الأوضاع الجيدة التي يشهدها إقليم كوردستان يعود الفضل فيها إلى شعب كوردستان وثقته بالتعايش السلمي بين جميع الأطياف ).
kurdistan-times.com