مأساة قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكمياوية في فيلمٍ كرديٍ طويل
يتحدث فيلم "رائحة التفاح" للمخرج الكردي رافين عساف عن قصف مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية والذي راح ضحيته خمسة الاف مواطن كردي بريء. بعد خمس سنوات من العمل المُضني فيه، وبحضور فريق عمل الفيلم عُرِض أول مرة في مدينة أربيل
.
في الثاني عشر من هذا الشهر "أبريل/ نيسان" قام مركز "أفيستا" فرع أربيل بالتعاون مع المركز الثقافي والاجتماعي التابع لجامعة صلاح الدين في أربيل ودائرة السينما التابعة لوزارة الثقافة في إقليم كردستان العراق، بالعرض الأول لفيلم "رائحة التفاح" في قاعة المركز الثقافي في أربيل، عاصمة إقليم كردستان
.
حضر العرض فريق العمل الذي أنتج الفيلم وعدد من المثقفين والفنانين ومتابعي الافلام الكوردية. وقبل بدء الفيلم تحدث المخرج رافين عساف عن محتوى الفيلم ومدة إنتاجه التي إستغرقت خمس سنوات. وأشار بأن فيلمه قد عُرض حتى الان في العديد من المهرجانات العالمية ومن المنتظر أن يُعرض في مهرجانات دولية أخرى
.
بعد عرض الفيلم الذي إستمر مدة ساعة ونصف الساعة، بدأ حوار مفتوح بين المخرج وجمهور الحاضرين في قاعة العرض، وأكثر الملاحظات التي أثيرت بعد الفيلم كانت مُنصبَّة على بعض الألفاظ النابية التي كانت تُسمع في الكثير من حوارات الفيلم
.
يُقيم ويعمل المخرج الكردي رافين عساف في ألمانيا منذ عشرين سنة. درس السينما هناك وتخصص بها. كما عمل في العديد من المؤسسات الاعلامية الألمانية. وفيلم "رائحة التفاح" هو ثاني فيلم روائي له بإنتاج مشترك من قبل إقليم كردستان العراق وألمانيا، حيث شارك فيه ممثلون كورد وألمان بعد فيلمه الروائي الأول " الأيام الصفراء" الذي أخرجه عام 2002، إضافة الى فيلمه الوثائقي المعنوّن" ليسي امرأة كردية" والذي أنجزه عام 1998
.
يروي الفيلم قصف مدينة حلبجة في إقليم كردستان من قبل حكومة صدام حسين في 16 آذار 1988 والذي راح ضحيته أكثر من خمسة الاف مواطن كردي من الاطفال والنساء والشباب والشيوخ. وفي أثناء قصف المدينة بالأسلحة الكيمياوية كانت الرائحة التي تُشَّم تُشبه رائحة التفاح تماماً. وقد أفاد المخرج في إستعمال هذه الرائحة وتوظيفها كعنوان للفيلم وقد جاء بصيغته الإنكليزية
"The smell of apples". كما يتحدث الفيلم عن بيع الأسلحة الكيمياوية من قبل شركات ألمانية الى النظام السابق في العراق في تلك الحقبة. يتضمن الفيلم العديد من الأحدات، منها مرحلة قصف المدينة بالأسلحة الكيمياوية والآثار التي تركتها هذه المأساة على أهالي هذه المدينة من الناحيتين الجسدية والنفسية. كما يروي الفيلم قصة حُب شاب كردي عاش في ألمانيا لفتاة من أهالي حلبجة، وتحاملْ بعض أهالي المدينة على الحكومة الألمانية لإعتقادهم أنها كانت سبباً في هذه المأساة
.