المشهد الثقافي الكردي والسبيل لبناء فكر قومي كردي

المشهد الثقافي الكردي والسبيل لبناء فكر قومي كردي

صدر مؤخرا عن مركز الدراسات الكردية – جامعة دهوك كتاب بعنوان: "المشهد الثقافي الكردي والسبيل لبناء فكر قومي كردي معاصر" للكاتب الكردي حواس محمود. يقع الكتاب في 84 صفحة من الحجم المتوسط. أما النسخة الالكترونية من الكتاب فقد سبق وأن نشرت في عفرين -نت. وهذا هو الكتاب الرابع للكاتب الذي سبق واصدرت ثلاثة كتب هي: موضوعات سجالية، التكنولوجيا والعولمة الثقافية، والمائدة الأدبية. ونشرت هذه الكتب الثلاثة في دمشق.
هذا وقدم الكاتب علي صالح ميراني للكتاب الأخير: المشهد الثقافي الكردي والسبيل لبناء فكري قومي كردي معاصر، بالنص التالي:



التقديم:
تعد مهمة الكتابة عن الثقافة وعوالمها و الادوار الموكلة للمثقفين في تحديث مجتمعاتهم، مغامرة محفوفة بالمتاهات ورحلة شاقة من الصعوبة بمكان خوضها، بسبب تزايد اهمية الثقافة وتربعها على قائمة جملة متطلبات المجتمعات الحديثة المعاصرة، و لانها تنشد في المحصلة، اطلاق عملية" التحويل المعقدة لركود وكساد المجتمع المتخلف" من جهة، ولانها تشكل "مزيجا متناغما" من عناصر متعددة وتنشا بالاصل من "تفاعل معقد" لدوائر مختلفة من جهة اخرى.
يناقش الكاتب باعتباره مطلعا ومشاركا في "الحدث الثقافي" الكوردي في سوريا منذ السبعينات من القرن الماضي، الظروف والغايات التي تمثل"تحديات ثقافية"، ويعرّف "الموجة الجديدة من المثقفين" التي برزت على السطح في فترة ليست ببعيدة، ويسبر اغوار"الثقافة ذات الملامح المتغيرة"، ويسعى الى تقديم صورة لـ "قوى الثقافة وتقويم مساراتها"، وتحليل المشكلة التي اصبحت عائقا لتقدم المجتمع الكوردي في سوريا، مع الرغبة الاكيدة في جعل الثقافة مفتاحا لاقامة صرح اوسع للمعرفة المجتمعية. ويجادل الكاتب كذلك الفكرة القائلة ان التشويهات والتحريفات التي اعترت مسيرة الثقافة الكوردية موخرا، ترتكز على وقائع موضوعية معينة تمت بـ"المساعي الضاغطة" في اطار قيود نظام سياسي محدد.
وتجدر الاشارة هنا الى القول ، قسم متنام من الجمهور الكوردي في سوريا بات في الاونة الاخيرة، يساءل عددا كبيرا من الاسئلة بخصوص الاسس العائدة لـ "تراث الماضي"، لاسيما المتمثلة بـ "تصادم الايديولوجيات" بين السياسية و الثقافة المجردة من "النوازع التنظيمية"، واصبح الشارع الكوردي يبحث عن جواب شاف للجدل الدائر حول قدرة العاملين في مجال الثقافة على الاضطلاع بدور مهم بالنسبة الى القضايا المصيرية للكورد في البلاد، وفرضية ان بعض "الجوانب السياسة البدائية" اصبحت عائقا وعقبة على طريق تحقيق المزيد من تعزيز لدور الثقافة.
افرزت انتفاضة 12 اذار 2004، والتي اعتبرت حركة عفوية ذات صبغة مفعمة بالادراك الاصيل لمرامي سياسات الدولة الخانقة لكل مايشير الى الحالة الكوردية، قدرا متزايدا من الوعي بجملة من "الشروخ الاجتماعية" الكوردية، و التي لم تسطع الاحزاب السياسية الكوردية جسرها، وشهدت المجالس الكوردية بمختلف الوانها واشكالها، المناقشات الحادة بين الساسة والمثقفين واصبحت طريقة ادارة يوميات الانتفاضة مدار نقاش حاد بين الطرفين، الامر الذي انتج تسارعا هائلا، انتج في النهاية المطاف، اعباء ثقيلة على كاهل المثقفين، واصبح الوضع الكوردي السوري العام ميالا الى التمخض عن نوع من "الثنائية والقطيعة".
ان مناقشة المسائل المختلفة المندرجة في اطار الثقافة العامة، ليست بالامر الغريب على المثقفين الكورد، اذا علمنا ان الكورد السوريين شهدوا "فضاء معرفيا" رحبا مع بدايات القرن الماضي، تمثل باصدار العديد من المطبوعات ذات العناوين متنوعة، رسخ من مفاهيمها شخصيات قومية اجهدت عقولها و وضعت عصارة تجاربها في خدمة القضايا العامة.
علي صالح ميراني
5/2/2010

وفيما يلي مقدمة الكاتب حواس محمود:

المقدمة:
ان الكورد عامة وكورد سورية خاصة يحتاجون إلى معرفة المشهد الثقافي الكوردي الراهن وذلك لما يناط بالمثقف من أدوار تاريخية هامة ولما يؤمل من المثقف من القيام بأعمال نهضوية من شأنها إحداث تحولات نوعية في بنية المفاهيم والأفكار المتداولة بين الجماهير .
والحقيقة أن موضوع المثقف كان هاجسي ولا يزال ،فكتبت العديد من المقالات التي أتناول فيها ظاهرة المثقف الكوردي التي تشكلت بشكل واضح أكثر في بداية التسعينات من القرن المنصرم ( هذا لا يعني أن المثقف الكوردي لم يكن موجودا قبل هذا التاريخ بفترات زمنية بعيدة ولكن بحالة فردية وإذا كانت جماعية ( كانت ذات طابع سياسي بحت ).
وفي الفترة الراهنة فكرت في نشر المقالات ضمن الكتاب بشكل الكتروني أو مطبوع ومن هنا جاء العمل الحالي الذي بين يدي القراء الأكارم ، وهنا تجدر الإشارة إلى أنني أضفت مقالة أخيرة عن أسس بناء فكر كوردي معاصر وهي بشكل أو بآخر تتعلق بالمثقف الكوردي وبخاصة من جهة أن منتج الفكر هو مثقف- لذا اقتضى التوضيح – ولا تفوتني الإشارة إلى أن معظم مقالات هذا الكتاب كانت قد نشرت في موقع عفرين نت الالكتروني وبذلك فالقائمون على هذا الموقع يستحقون الشكر والتقدير .
وإنني إذ أتقدم بهذا العمل المخصص للمثقف الكوردي فإنني على أمل كبير بأن تتم مناقشة المواضيع المتناولة وسيكون صدري واسعا وأفقي رحبا لتقبل أي نقد أو رأي حر أو وجهات نظر بمسؤولية من شأنها النهوض بالحالة الكوردية إلى الأمام ...

أما محتويات الكتاب:

1- إشكالية المثقف الكوردي والمؤسسة السياسية
2- المشهد الثقافي الكوردي بزوغ الظاهرة غياب التأطير
3- المشهد الثقافي الكوردي المثقف الكوردي والمراوحة في المكان
4- الشللية في المشهد الثقافي الكوردي الراهن
5- المشهد الثقافي الكوردي الراهن : الركودية الميدانية – التناثرية- المهاتراتية
6- المرأة الكوردية والثقافة
7- على هامش الحوار حول المرأة الكوردية والثقافة
8- المرأة الكوردية وسؤال الثقافة
9- المشهد الثقافي الكوردي والضجيج الاعلامي – عندما يقوم الاعلامي بتسويق المثقف
10- المشهد الثقافي الكوردي مرة أخرى أو الصراخ في أذن النائم
11- العمل النهضوي الكوردي بين التشرذم السياسي وغياب الإرادة الثقافية الفاعلة
12- تسييس المثقف وتثقيف السياسي
13- مأزق المثقف الكوردي
14- الكاتب الكوردي بين التبجيل والتبخيس
15- أسس بناء فكر كوردي معاصر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(بدون تعليق الصورة تعبر )
قيناع الدولة التي تتدعي انها مسلمة