أعلن الرئيس العراقي جلال طالباني الأربعاء 17-11-2010 أنه لن يوقع على أمر إعدام طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي الأسبق والذي حكم عليه بالإعدام الشهر الماضي بتهمة اضطهاد أحزاب إسلامية.
وقال الطالباني في مقابلة معه أجرتها قناة "فرانس 24" التلفزيونية الفرنسية "لا لن أوقع أمر إعدام طارق عزيز لأنني اشتراكي".
وتابع "أنا متعاطف مع طارق عزيز لأنه مسيحي عراقي وعلاوة على ذلك فهو رجل تجاوز عمره السبعين".
ولم يتضح ما إذا كان رفض الطالباني توقيع حكم الإعدام سيحول دون تنفيذ الحكم.
ونفذ العراق حكم الإعدام في صدام عام 2006 على الرغم مما أبداه الطالباني من عزوف عن التوقيع حينذاك، ولم تعد سلطات الرئيس منذ إعادة انتخاب الطالباني الأسبوع الماضي كما كانت خلال فترة ولايته الأولى.
وعبر محام عراقي بارز عن اعتقاده بأن تنفيذ حكم الإعدام في عزيز لن يكون قانونياً ما لم يحمل أمر الإعدام توقيع الطالباني. وقال المحامي طارق حرب "طبقا لدستور العراق يتمتع رئيس الدولة بسلطة التصديق على أحكام الإعدام قبل تنفيذها".
وأضاف "لا يمكن تنفيذ أحكام الإعدام دون موافقة الرئيس هذا ما جاء في الدستور".
وقد آثار الحكم بإعدام عزيز العديد من الانتقادات من داخل وخارج العراق، ودعا كل من الفاتيكان وروسيا العراق إلى عدم تنفيذ الحكم لدواع إنسانية نظراً لسنه ومشاكله الصحية.
وكانت المحكمة الجنائية العليا العراقية قد أصدرت في السادس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي قرارا بإعدام عزيز وعدد من مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وفضلا عن حكم الإعدام كانت المحكمة العراقية العليا قد أصدرت أوائل شهر أغسطس (آب) 2009 حكمًا بالسجن7 سنوات على طارق عزيز، عقب إدانته بالمساهمة في تهجير الأكراد قسراً شمالي العراق، إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين. كما حكم على عزيز في مارس/آذار 2009 بالسجن 15 عاماً عقب إدانته بالمشاركة في قتل عشرات التجار بسبب خرقهم للقيود التي فرضتها الدولة على الأسعار عام 1992 أثناء تعرض البلاد لحصار دولي 1990-2003.
وكان عزيز البالغ من العمر 73 عاماً قد بادر بتسليم نفسه للقوات الأمريكية في أبريل نيسان 2003 بعد أسبوعين فقط من سقوط نظام صدام حسين، وتم استجوابه عدة مرات أمام قضاة المحكمة العراقية الخاصة المكلفة بمحاكمة صدام حسين ومساعديه السابقين بتهم جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب
من جهة اخرى رحبت فرنسا اليوم بقرار الرئيس العراقي جلال طالباني عدم التوقيع على حكم الإعدام بحق وزير الخارجية الأسبق طارق عزيز، وقالت إنها تدرس مئة طلب لجوء لمسيحيين عراقيين
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو " إن فرنسا تؤيد إلغاء عقوبة الإعدام في كل مكان في العالم، وترحب بهذا القرار"، وفق تعبيره
وكان طالباني أكد أنه لن يوقع على حكم إعدام طارق عزيز، وقال "لن أوقع حكم الإعدام لأنني اشتراكي وأعارض حكم الإعدام من حيث المبدأ وأتعاطف مع طارق عزيز كرجل مسيحي عراقي وهو رجل عجوز تجاوز عمره السبعين"، على حد قوله
وأعلن فاليرو أن بلاده تدرس نحو مئة طلب لجوء إضافي من مسيحيين عراقيين بعد أن استقبلت 35 شخصا من المصابين في الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، وذكر أن فرنسا استقبلت ألف ومائتين من المسيحيين العراقيين ومن أقليات أخرى مثل الصائبة واليزيدين
وكان الرئيس العراقي حذر في حديث لقناة "فرانس 24" الفرنسية من تشجيع المسيحيين على الهجرة من العراق، وكشف عن أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر عرض تشكيل فرق عسكرية لحماية المسيحيين، وقال طالباني "إن المسيحيين في العراق هم مواطنون أصليون وعاشوا فيه منذ ظهور المسيح ولعبوا دورا كبيرا في نشر العلم والثقافة والحضارة في العراق وهم مواطنون أعزاء محترمون من قبل جميع القوى السياسية ولذلك كان الشعب العراقي كله وأنا أيضا متألما لما حدث للمسيحيين والشعب العراقي بأكمله وأنا ضمنهم ومنطقة كردستان العراق فتحت أبوابها للمسيحيين"، ودعا طالباني المسيحيين إلى "الذهاب إلى كردستان بدلا من الذهاب إلى الخارج ريثما يعودون إلى بيوتهم عندما يعم السلام والوئام في العراق"، وفق تعبيره
وذكر الرئيس العراقي على هامش مشاركته في مؤتمر "الاشتراكية الدولية" في باريس أنه لا يخشى نزوح المسيحيين من العراق، فـ"الأخوة المسيحيون مصممون على البقاء في العراق وهناك منطقة آمنة كانت دائما موطنهم ومسكنهم هي كردستان العراق وترحب بهم ثانية وهناك قوى خيرة تعمل لإقناع المسيحيين بالبقاء في العراق وهنالك حملة من المنظمات الإرهابية لإجبار المسيحيين على مغادرة البلاد، وبالمقابل هناك حملة عراقية شعبية لإقناعهم بالبقاء في العراق واحترامهم واحترام حقوقهم وخاصة وأن الدستور العراقي يعترف بهم ويعطيهم حق انتخاب خمسة نواب في البرلمان"، على حد قوله
وشكر الرئيس العراقي الحكومة الفرنسية على الاهتمام بالمسيحيين وقال "نعتقد أن الاهتمام يجب أن ينصب على مداواة الجرحى والمساعدات الإنسانية وليس تشجيعهم على مغادرة العراق"، وأعتبر أن فرنسا تحسن عملاً إذا قدمت المساعدات الإنسانية للمسيحيين وإسكانهم في مناطق آمنة مثل كردستان وقرى مسيحية شمال الموصل
ورأى طالباني أن حماية المسيحيين واجب القوى السياسية في العراق، وكشف عن أن زعيم التيار الصدري مقتدى للصدر "أعلن استعداده لتشكيل فرق مسلحة لمساعدة المسيحيين وحمايتهم"، وفق تعبيره