وصفت مسؤولة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة فاليري أموس حي بابا عمرو بحمص بأنه أصبح خرابا وأنه شبه خال من السكان بسبب القصف الذي تعرض له في الفترة الأخيرة، وذلك خلال دخولها إلى هذا الحي أمس الأربعاء، وهي أول مسؤولة أممية تدخله منذ أن أطلقت القوات الحكومية أحدث حملة عسكرية على مدينة حمص.
وبدأت أموس -التي لم تسمح لها السلطات السورية بدخول البلاد الأسبوع الماضي- مهمة تستمر ثلاثة أيام وتنتهي غدا الجمعة في محاولة لإقناع السلطات بالسماح لعمال الإغاثة بتقديم المساعدات دون أي عقبات للمدنيين المحتاجين. كما دخل معها إلى حي بابا عمرو الهلال الأحمر العربي السوري.
ونقلت أماندا بيت، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، عن أموس قولها إن "الأمن مشكلة واضحة في حي بابا عمرو وإنهم سمعوا إطلاقا للنار بينما كانوا هناك"، وأكدت أيضا أن الأجزاء التي شاهدوها في الحي "مخربة إلى حد بعيد".
وأضافت تصف حمص "بدت وكأنها مدينة مغلقة وكان عدد قليل جدا من الناس في أنحاء المدينة وبدا كأنها باتت خرابا من جراء المعارك والقصف المدفعي"، مشيرة إلى أنهم شاهدوا عددا قليلا من الناس يبحثون عن أمتعتهم.
وقابلت المسؤولة الأممية أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد لها –وفق نفس المصدر- أنه سيسمح لها بالذهاب أينما تشاء في سوريا. وقالت وكالة الأنباء السورية إن الوزير شدد على أن القيادة السورية تفعل ما في وسعها لتلبية احتياجات المدنيين "على الرغم من الأعباء التي تسببها العقوبات الجائرة" التي فرضتها بعض الدول العربية والغربية.
وذكرت الوكالة أن أموس قالت للمعلم إن الهدف من زيارتها هو تقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع وإنها شددت على احترام السيادة السورية ورفض استخدام الجانب الإنساني لأغراض سياسية.
وقالت مصادر سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن أموس ستزور مناطق في حمص تقول المعارضة إنها دمرت جراء قصف القوات الحكومية المستمر منذ شهر تقريبا.
مساعدات
وبدوره، أكد هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن فريق الهلال الأحمر السوري مكث داخل بابا عمرو مدة 45 دقيقة وأنه وجد أن معظم السكان غادروا الحي إلى مناطق أخرى زارها بالفعل الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري الأسبوع الماضي.
وأضاف أن المناطق الأخرى في حمص وقرية قابل القريبة وزع بها عمال الصليب والهلال مساعدات أمس للمرة الثانية، مشيرا إلى أن فرق الإغاثة قدمت مساعدات إلى نحو 450 أسرة في قابل ونحو 2700 شخص معظمهم من حي بابا عمرو، إضافة إلى نحو 2100 شخص تلقوا مساعدات في وقت سابق من الأسبوع.
وكانت فرق الهلال الأحمر قد قامت بإجلاء 30 شخصا يحتاجون إلى العناية الطبية من بابا عمرو وبعضهم مصاب بجروح خطيرة. وأعلن مسؤول الصليب الأحمر أنهم يريدون مواصلة مساعدة الناس ومنهم من فروا من بابا عمرو.
ويذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانت أول وكالة دولية يسمح لها بإرسال عمال إغاثة إلى سوريا وكانوا يقدمون أغذية ومؤنا طبية منذ بدء الصراع قبل نحو عام.