قال شقيق زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إن فشل تركيا وحزب العمال في التوصل إلى نهاية سلمية لصراعهما الممتد منذ 27 عاما قد يؤدي إلى انتفاضة الشبان الأكراد الذين ضاقوا ذرعا بالجانبين، على غرار الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي.
وأوضح عثمان أوجلان شقيق عبد الله أوجلان الأصغر ببلدة كويسنجق في منطقة كردستان شمالي العراق أن حزب العدالة والتنمية تحت قيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أحدث أملا في الدوائر الكردية، لكنه استغل تأييد الناس ليقمع الحركة المسلحة.
وفي المقابل أكد عثمان -في مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز في وقت متأخر أمس الثلاثاء- أن حزب العمال يعتقد أن الأكراد ما زالوا يدعمونه، وبالتالي يستطيع الاستمرار في أعمال العنف.
وأوضح عثمان -الذي ترك حزب العمال عام 2004 لعدم رضاه عن طبيعته التي تفتقر إلى الديمقراطية- أن "الأكراد ساندوا حزب أردوغان ظنا منهم أن هذا سيؤدي إلى حل سلمي، كما أنهم قدموا دعما كبيرا للحزب المدعوم من حزب العمال الكردستاني وهو حزب السلام والديمقراطية، ورسالة الأكراد للجميع كانت بضرورة حل المشكلة".
وأضاف أن الحكومة التركية وحزب العمال يسيئان استغلال دعم الناس، واستبعدا كل الأصوات السياسية الكردية المعتدلة في تركيا، مما أحدث فجوة كبيرة ينبغي تضييقها إذا كانت هناك أي فرصة لتحقيق السلام.
وقال عثمان -الذي كان يجلس أسفل صورة ملونة لشقيقه الأكبر عبد الله أوجلان المسجون حاليا في تركيا- "الآن فهم الناس أن الجانبين أخفقا في هذا الاختبار".
وأضاف "كما انتفضت شعوب الشرق الأوسط وأطاحت بالأنظمة الدكتاتورية بالطبع لن يترك الأكراد هذا القمع دون رد، والشعب الكردي سيبدأ انتفاضة مثل التي وقعت في تونس ومصر وسوريا وغيرها من الدول، ومن المستحيل تحديد ما إذا كان هذا سيحدث خلال ستة أشهر أم خلال عام".
يذكر أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان منح بعض الحقوق الثقافية واللغوية لأكراد تركيا الذين يمثلون نحو 20% من سكانها، في محاولة لاجتثاث الدعم للتمرد ووقف الاشتباكات التي تتكرر بشكل شبه يومي.
ومنذ ألقت تركيا القبض على أوجلان عام 1999 أعلن حزب العمال الكردستاني هدنة من جانب واحد أكثر من مرة لكن أنقرة تجاهلتها كلها، وتصنف تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الحزب كتنظيم إرهابي.
وأسفر الصراع مع حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا عن سقوط نحو 40 ألف قتيل ونزوح عشرات الآلاف.