السعودية ترفض استقبال المعلم وتعتبره ضيفاً غير مرغوب فيه
قالت المصادر ان الوزير السوري اجرى اتصالاً ببعض المسؤولين السعوديين طالباً تحديد موعد له لزيارة المملكة ونقل الدعوة لحضور القمة العربية, على اساس ان دمشق هي العاصمة المضيفة للقمة في دورتها المقبلة, فجاءه الرد السعودي بالرفض, فما كان من المعلم إلا ان بادر محدثه السعودي بالقول: انا اعتبر نفسي آتياً إلى بلدي, فجاءه الرد السعودي بالرفض ايضاً, ولم تفلح محاولات المعلم باساليب متنوعة في ثني المتحدث السعودي الذي ختم المكالمة بالقول: لا مجال لاستقبالك في المملكة على الاطلاق واذا حاولت المجيء فانه لن يسمح لطائرتك بالهبوط فلا تكبد نفسك عناء محاولة لن تجدي نفعاً.. »فانت ضيف غير مرغوب فيه«.
ويتقاطع هذا الموقف السعودي مع ما نقلته وكالة »رويترز« عن ديبلوماسيين ومحللين امس ان خادم الحرمين الشريفين من غير المرجح ان يحضر القمة العربية في دمشق الشهر المقبل إلا اذا تم حسم الأزمة السياسية في لبنان, واعتبروا أنه قد يحذو زعماء عرب آخرون حذوه, فيما ستضيع الفرصة على دمشق, لدعم وضعها الاقليمي في مواجهة الضغوط الاميركية عليها ك¯»دولة مارقة«.
وقال ديبلوماسي رفيع في الرياض, »ما سمعناه هو انه اذا لم يكن هناك رئيس للبنان, فان الملك عبد الله والرئيس المصري حسني مبارك, لن يحضرا«, فيما اشار ديبلوماسي آخر, ان السعودية وسورية ستظلان في صدام بشأن لبنان, الذي ترى دمشق انه اساسي لأمنها القومي, وترى الرياض فيه جزءا من نطاق نفوذها, معتبرا انه »يصعب التوفيق بين هاتين الرؤيتين«.
الى ذلك, افاد مصطفى علاني وهو محلل مقره دبي, وله علاقات وثيقة مع السلطات السعودية, ان دمشق تقبلت ارسال السعودية لوفد منخفض المستوى الى القمة المقرر ان تعقد في اواخر مارس, لكنها تريد تقليص التداعيات, مشيرا الى ان السعوديين سيخفضون مستوى تمثيلهم الى ادنى مستوى ممكن, ولافتا الى ان ذلك سيشجع آخرين في منطقة الخليج العربي, على عدم الذهاب الى القمة, او خفض مستوى تمثيلهم.
ورأى ان السوريين يريدون تقليل الاضرار الى ادنى حد ممكن, ويريدون في الوقت عينه تأمين حضور زعماء آخرين, ليظهروا للسعودية ان بامكانهم التصرف كيفما يحلو لها.