اوجلان يدعو لوقف العمليات العسكرية كبداية للحوار والحل الديمقراطي
دعى قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله اوجلان حزب العدالة والتنمية الى ايقاف العمليات العسكرية ووضد حد للحرب الدائرة ضد الكرد، كشرط لبدء الحوار الحقيق كاساس لحل القضية الكردية ووضع حد لسفك الدماء.
وجاء ذلك خلال لقاء محامي اوجلان به يوم الاربعاء الماضي في سجن جزيرة ايمرالي المعزول حيث يحتجز هناك منذ تسعة اعوام. وتحدث اوجلان عن حالته الصحية وقال انه مازال يشتكي من نفس الأمراض القديمة ولايجد تحسناً في حالته الصحيه.
كما حيا اوجلان ابناء الشعب الكردي في غربي كردستان الذين تظاهروا وبعشرات الآلاف لإعلان التضامن معه والتنديد بحالة العزلة التي تطاله. وقال انا احيي ابناء شعبنا في قامشلو وبقية انحاء غربي كردستان، ادعوهم لتقوية حركتهم السياسية وتنظيم صفوفهم بشكل جيد. اطلب الرحمة للشهيد الذي فقد حياته تحت القمع وادعو للجرحى بالشفاء العاجل.
وانتقد اوجلان زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الأخيرة للولايات المتحدة ولقاءه الرئيس الأميركي جورج بوش وقال ان اردوغان يفرح لكلمة عابرة اطلقها بوش ويؤسس عليها سياسته. واضاف اوجلان ان الغاية من توصيف اميركا لحزب العمال الكردستاني بالمنظمة الإرهابية العدوة لأمريكا هو تسعير الصراع. على حزب العدالة والتنمية ان يفهم هذه الحقيقة. الحرب لن تكون في مصلحة اي طرف.
في زمن الرئيس الأسبق توركوت اوزال كانت هناك مبادرة من اجل ايجاد الحل الديمقراطي للقضية الكردية. كنت اقول وقتذاك ان اوزال اما ان يكون رجلا شجاعاً او مخادعاً يهدف المراوغة والإلتفاف. وكان من المفروض ان اتعامل مع اوزال بقدر اكبر من الجدية، ان امنحه الفرصة وهامش المناورة وافتح له المجال المناسب للتحرك.
الحقيقة لم اكن اؤمن كثيراً بقدرة اوزال على فتح آفاق الحل الديمقراطي. اكتشفت فيما بعد ان اوزال كان رجلا شجاعاً وحكيماً. لكن لم يكن من المعروف فيما لو كان باستطاعته خلق السلام الحقيقي. وهم على كل الأحوال لم يمنحوه الفرصة المناسبة وقتلوه على الفور.
واستطرد اوجلان ان البعض يصف كل من اردوغان والرئيس التركي عبدالله غول بانهما يشبهان اوزال. وقال ان هذا التوصيف غير دقيق. فهما لايمتلكان شجاعة اوزال. هذا رأيي وارجو ان اكون مخطئاً في هذا الحكم.
ومن ثم تعرض اوجلان وباسهاب لسياسة حزب العدالة والتنمية في شمالي كردستان واستخدامها النفوذ الديني والطريقة النقشبندية لجذب الكرد والسيطرة عليهم والتغلغل بينهم. وقال ان هناك حديثا عن خلق النموذج الماليزي في تركيا. ويٌراد ان يكون هذا النموذج هو الوسيلة لتطويع الكرد وابعادهم عن قضيتهم القومية. والحكومة تستفيد من التجار ورجال الأعمال الكرد القريبين منها في الوصول الى هذا الهدف. لكن الكرد لن يسمحوا بتمرير هذه الأجندة وتحقيق العدالة والتنمية لأهدافها. الولايات المتحدة تشجع الإسلام المعتدل والطالباني والبارزاني يشجعان ذلك ايضاً. المراد هو استخدام الحكومة للجيش ضد حزب العمال والكردستاني لتشديد سيطرة العدالة والتنمية على مقاليد السلطة.
وقال اوجلان ان حزب العمال الكردستاني سيتقوى وسينظم صفوفه اكثر بعد فترة الربيع القادم وان الدولة ايضا ستزيد من قمعها ضد الكرد، لتقتل الآلاف وتحرق عشرات القرى.
واضاف اوجلان ان الحرب والصراع مع العمال الكردستاني ليس في مصلحة تركيا. يجب البدء في تطبيق خطة اوزال. اني ادعو الحكومة الى التحاور كأساس لحل القضية الكردية وعدم اضاعة الفرصة والتخلي عن الحسم العسكري والعنف.
كما رجع اوجلان الى التاريخ الحديث وقال ان الكرد ساهموا في استقلال تركيا وشاركوا في البرلمان التركي بهويتهم القومية عام الف وتسعمائة وواحد وعشرين. وربط اوجلان بين الفاشية التركية وظهور النزعة النازية الألمانية المنبعثة من الفكر القومي المتشدد، وتأثير كل ذلك على الشعب الكردي وظهور سياسة انكار حقوقه المشروعة.
وقال اوجلان انه من المهم ان يبحث كل شخص عن دور له او وظيفة يؤديها ضمن مفهوم المجتمع الديمقراطي، والسعي لتطبيق هذه الفكرة في البلاد. يجب على كل ممثلي المناطق والولايات الذين يريدون المشاركة في اي مؤتمر عن المجتمع الديمقراطي ان يتصفوا بالإستقامة والصراحة والنزاهة الى جانب الوطنية والإيمان بالديمقراطية والإستعداد للمثول امام الناس.
واضاف اوجلان انه من المهم كذلك مناقشة كيفية مشاركة الكرد في ادارة البلاد وتحديد مبادئ ومطالب الشعب الكردي، وعلى البرلمانيين الكرد ان يسعوا الى تبني المطاليب الشعبية بكل قوة وايصالها الى مجلس النواب في انقرة.
كما تحدث اوجلان مطولاً عن مشروع " الحكم الذاتي الديمقراطي" الذي انعقد مؤتمر المجتمع الديمقراطي تحت عنوانه. وقال اني كنت قد اقترحت في السابق صيغة الفيدرالية الديمقراطية ولكن التسمية ليست مهمة هنا بقدر ما المحتوى هو المهم. واسهب اوجلان عن كيفية مشاركة الكرد في الإدارة وقت تاسيس دولة تركيا الحديثة وكيف ان مصطفى كمال تحدث عن الوضع الكردي الخاص وبالتحديد في عام الف وتسعمائة وواحد وعشرين. المهم الآن هو تمثيل كل الكرد والسريان والعلويين في منظومة المجتمع الديمقراطي وتحديد ممثليهم بطريقة ديمقراطية بغية تخويلهم للحديث باسم هذه المجموعات. وتابع اوجلان ان الهدف الحقيقي من وراء تصدير هذا المؤتمر هو تنظيم صفوف الشعب الكردي وتأطير نضاله بشكل تنظيمي قوي وقادر على الإيفاء بمطاليبهم الديمقراطية.
كما تحدث اوجلان عن الدستور الجديد الذي يسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم الى سنه في البلاد وقال، انه وفي موازاة المناقشات الي تتعرض للدستور ينبغي تقوية الخط الديمقراطي وزيادة المشاركة في النقاش حول المجتمع الديمقراطي. ودعى اوجلان كل المثقفين في البلاد الى المشاركة في الحوار والنقاش الدائر حول المجتمع الديمقراطي في البلاد.
وقال اوجلان ان الديمقراطية لاتعني الإنفصال,. وان المجتمع الديمقراطي قادر على تأطير الجماهير الكردية في منظومات ديمقراطية شعبية داخل البلاد تسعى وراء حقوقها بطرق ديمقراطية عادلة وبخلق صيغة مشاركية واضحة ومعقولة بين الشعبين الكردي والتركي.
وخاض اوجلان في التصريحات الأخيرة التي اطلقها العديد من كبار المسؤولين العسكريين الأتراك السابقين. وقال ان تصريحاتهم ملفتة وهم عبروا عن الكثير من الأفكار الجديدة.
كما ندد اوجلان بالمسؤولين الأتراك الذين عبروا عن انزعاجهم من مسالة اطلاق القوات الكردية لسراح جنود الجيش التركي الأسرى. وقال ان هؤلاء عديمو الرحمة. حزب العدالة والتنمية يمارس ازدواجية المعايير فيما يخص مثل هذه القضايا. ولايهمه دماء الشبان الترك والكرد.
وفي نهاية حديثه دعى قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله اوجلان حزب المجتمع الديمقراطي الى النهوض وتنظيم صفوفه ونشر قيم ومبادئ الديمقراطية والإخوة في شمالي كردستان وتركيا، مبينا اهمية الإستناد على الخطاب الديمقراطي.