اوجلان يحذر من وقوع مجازر تطال الكرد، وعلى الجميع السعي لبلوغ الحل الديمقراطي
حذر قائد منظومة المجتمع الكردستاني عبدالله أوجلان من تعرض الكرد لمجازر ومذابح جديدة ، مستذكراً آلاعيب السياسة البريطانية في منطقة الشرق الأوسط، وخطط تحويل تركيا إلى عراق ثان.
وقال أوجلان أن الحل الديمقراطي للقضية كفيل بافشال هذه الخطط مناشداً الجميع لبذل المزيد من الجهود من أجل تسريع خطوات الحل الديمقراطي.
وجاءت تصريحات أوجلان هذه خلال لقاء محاميه به يوم الأربعاء الماضي اثناء زيارة هؤلاء له في سجن جزيرة ايمرالي المعزول في وسط بحر مرمرة حيث يٌحتجز اوجلان هناك منذ تسعة اعوام في ظروف عزلة دائمة.
وتوقف اوجلان خلال حديثه لمحاميه على الخطط والمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الكردي والتي تتمثل في امكانية تعرض الكرد لمجازر جديدة. كما وتحدث عن السياسة البريطانية التي استذكرها في لقاءاته السابقة أيضاً، وقال أن هذه الخطط ترمي إلى إشعال فتيل حرب ضروس بين الشعوب.
واضاف أوجلان مستذكرا حادثة تسليمه لتركيا والتي جاءت جراء مؤامرة دولية شاركت فيها اطراف عدة وكان الهدف منها هو خلق صراع كردي ـ تركي وايجاد فوضى عارمة في البلاد.
وذكرّ أوجلان بموقف ميشيل روبن ممثل وزارة الخارجية الأمريكية في ذلك الحين ومحاولاته الحثيثة الرامية لتنفيذ حكم الإعدام به وتحميل تركيا وزر كل ذلك. وعندها كانت الأرضية المناسبة لمواجهة داخلية كردية ـ تركية ستتمهد وكانت تركيا ستتحول الى عراق ثان.
واضاف أوجلان بأنه التقى حينذاك مع ممثل هيئة اركان الجيش التركي الجنرال حسين كيفرك أوغلو الذي زاره في سجن جزيرة إيمرالي المعزول، واعداً بانه وحركة التحرر الكردستانية سيكونون طرفا من أجل بلوغ الحل السياسي.
وتابع أوجلان إلا ن هذه المجموعة التي كان كفرك اوغلو من ضمنها تم تصفيتها وازاحتها عن اي مشروع حل ديمقراطي سلمي.
واستطرد زعيم الشعب الكردي عبدالله اوجلان بان حل القضية الكردية يكمن في داخل تركيا وليس في الولايات المتحدة الاميركية او اي مكان آخر، مبيناً بان هناك خطة مٌدبرة لدفع تركيا في طريق الحرب وايقاعها في الفخ الذي نٌصب لها بعناية.وتابع اوجلان أن الهدف الآن يكمن في فرض العزلة والتضييق عليّ على طريق تصفيتي بشكل كامل. فهم هنا لا يسمحون لي بالتحدث. المؤامرة التي طالتني كانت في الأساس لهذا الغرض.
السبب في كل مايجري الآن، ليس تركيا، لكن السبب هو كوني عملتٌ لإفشال الخطط الأمريكية والبريطانية التي رمت لخلق مواجهة كردية ـ تركية، بعد الآن لااعرف ماذا سيحل بي.
اقول للقوى السياسية في جنوبي كردستان ، اذا تعرضنا للتصفية ماذا ستفعلون انتم؟. اذما بدؤوا بخطة القضاء على حزب العمال الكردستاني حينها ستبدء المجازر وتتوالى غداً أو بعد غد. لن تكون القضية سوى قضية وقت ليس إلا.
صدام حسين اسند ظهره إلى امريكا ووثق بها وكانت نهايته المحتومة معروفة للجيمع، وما يجري في العراق معلوم وواضح وأمام انظار الجميع. هذه هي خطة بريطانيا التي رسمت لها طيلة اربعمائة عام.
وبصدد الإنفجار الأخير الذي استهدف حافلة عسكرية في آمد قال أوجلان: كنت أتوقع حدوث مثل هذه العمليات. اقول على آمد ان تتجاوز كل الصعاب، ان تنجح في الخروج من هذا الوضع وان تعمل وتناضل بكل قوة من اجل غدها الذي يجب ان يكون مشرقاً. يجب ان يعمل الجميع على سد الطريق امام وقوع مجازر جديدة بحق الشعب الكردي، وان يعملوا من اجل السلام وترسيخ الحل الديمقراطي.
كما انتقد اوجلان كل الذين يمارسون السياسة باسم اهالي آمد ولايرغبون صادقين في الحل الديمقراطي، وقال ان ممارسة السياسة وفق اسلوب منفعي ومصالحي سيتسبب في إحداث دمار كارثي كبير وقد يؤدي في النهاية الى مقتل اكثر من مليوني شخص. وانا كنت اركز على نواقص واخطاء حزب المجتمع الديمقراطي في هذا المضمار بشكل خاص. وآمل ان يستفيدوا من هذا الكلام ويعملوا على تفادي هذه الأخطاء في المستقبل.
قياديو ومسؤولي حزب المجتمع الديبمقراطي يعملون في انقرة خمسة ايام ومن ثم يعودون الى آمد لتنظيم صفوف الجماهير والمواطنين. آمد مدينة عريقة وهي لو كانت اختارت العمل السياسي السلمي والإستقلالية منذ عام الف وتسعمائة وعشرين ولم تولي الإنكليز ووعدوهم اي اهتمام، لكانت النتائج افضل بكثير مما ظهرت عليه.
وقال اوجلان ان هناك اتجاه يضغط في فرض نموذج وسياسة الشيخ سعيد عليه، لكنه يرفض ذلك ويتمسك بالحل الديمقراطي على اساس إخوة الشعوب.
كما تحدث أوجلان عن الخطط الرامية للقضاء على حزب العمال الكردستاني وقال انه لو قيض لهذه الخطط بان تنجح فإن ذلك سيساهم في ابراز وتقوية الإتجاه الكردي البرجواي. واضاف اوجلان ان الحكومة تعمل على تدريب وتأهيل المئات من الأغوات وشيوخ الطرق الدينية وكبار الملاكين والبرجوازيين الكرد وترسلهم الى العاصمة ومكان القرار على انهم ممثلون عن الكرد. وانا اتسائل هنا ماذا ستفعلون بهؤلاء كلهم، وكيف ستتصرفون لو توحدوا في يوم من الأيام ضدكم؟.
تطرق زعيم الشعب الكردي عبدالله اوجلان الى دعوة الرئيس العراقي وسكرتير الإتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني الكرد في شمال كردستان وتركيا الى تاييد حزب العدالة والتنمية وقال ان هذا الموقف يؤكد ما ذهب اليه في وقت سابق حول الحديث عن الاتفاق المبرم بين الطالباني وحزب العدالة والتنمية والمعادي لحركة التحرر الكردستانية.واضاف اوجلان ان اللقاء الذي جمعّ مؤخراً بين كل من الرئيس التركي عبد الله غول والرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن يوضح بجلاء ان القوى المعادية لحزب العمال الكردستاني متفقة فيما بينها على تصفية الحزب، مشبهاً ذلك الوضع بالوضع الذي ظهر ابان توقيع اتفاقية سيفر في العام الف وتسعمائة وثمانية عشر وقال يبدو ان هناك اتفاقاً اوسع واشمل من اتفاقية سيفر. وقال اوجلان لكن حينما اتحدث عن ذلك الإتفاق واعمل على التشهير به وتحديده يريدون اظهاري وكاني اتهاون في حماية الحقوق الكردية واعادي جنوبي كردستان. كلا انا لا اعادي جنوب كردستان، ويجب ان لا اٌفهم على اني اعادي حقوق شعبنا الكردي هناك.
واستطرد اوجلان انا ابحث عن حل معقول في اطار ديمقراطي لما في ذلك خدمة للشعوب واعمل لحماية هذه الرؤية والدفاع عنها بكل قوة. لكن هناك اطرافا اخرى تحيك المؤامرات ضد الكرد بما فيها الحكومة التركية الحالية.
وكرر اوجلان رؤاه في ان القضية الكردية يمكن ان تٌحل باسلوب ديمقراطي سلمي ولفت الانتباه الى ان المخطط الذي وضع اسسه كل من حزب العدالة والتنمية والولايات المتحدة الامريكية هو مخطط تصفوي خطير ويحمل معه مخاطراً هائلة يمكن ان تؤدي الى ظهور مذابح فظيعة تطال الكرد.
كما تحدث اوجلان عن تنظيم "حزب الله" التركي وذكر بان البعض يعمل بكل قوة من اجل احياء هذا التنظيم في المنطقة واستخدامه ضد العمال الكردستاني، كما حصل في الماضي.
وطالب اوجلان من ابناء مدينة آمد بشمالي كردستان ان يحتاطوا ويتسلحوا بالحذر واليقظة حيال وجود مخططات تهدف لضرب الكرد وحركتهم التحررية، مشيراً في هذا المضمار الى ما تقوم به الجماعات التابعة لرجل الدين القريب من العدالة والتنمية عبد الله غولن وذلك على الصعيد الاجتماعي، وموضحاً بان مثل هذه الجماعات اي وجه آخر من وجوه المخطط الامريكي المدعوم من الحكومة ضد العمال الكردستاني.
كما وجدد اوجلان دعوته الى الحل الديمقراطي وقال ان الحل بات امرا ملحا وضروريا الآن اكثرمن اي وقت مضى. القضية الكردية هي قضية كبيرة ومعقدة ومشتعلة وقائمة منذ مائة او مائتي عام. لست انا من اوجد هذه القضية. انا وجدت هذه القضية مطروحة امامي في انقرة، حينما قدمت للدراسة فيها في سنوات السبعينيات. ادعو رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الى التحرك وتبني الحل السياسي العادل للقضية الكردية. وانا مستعد لعمل كل ما يقع على عاتقي من اجل بلوغ الحل الديمقراطي السلمي. ساعمل بكل جهدي من اجل الحل. صحيح اني لا أملك قيادة الحركة من هنا من السجن، لكن تاثيري كبير على ابناء الشعب الكردي في تركيا وسوريا وايران والعراق. ان التحرك لتفعيل الحل الديمقراطي يعيق تنفيذ المخطط الأميركي والحيلولة دون تنفيذه.
انا اناضل من اجل سد الطريق امام حدوث مصادمات كبيرة ووقوع مجازر في المستقبل. على الجميع ان يفهموا هذه الحقيقة. على المجتمع التركي ايضا ان يفهم ذلك. علينا العمل من اجل تحقيق السلام العادل المشرف في البلاد. كما ادعو الى عقد مؤتمر كبير تحضره كل الأطراف من اجل البحث عن حلول سلمية للقضية الكردية. اطالب المثقفين بتفعيل دورهم. المثقفين في آمد بشكل خاص، عليهم التحرك والعمل لتاسيس لجنة عقلاء للعمل على التهيئة والتوطيد للحل السياسي السلمي.
موضوع: اوجلان يحذر من مجازو الكرد وعلى الجميع السعي لبلوغ الحل الدي 
من طرف zahreddin khello الأحد نوفمبر 13, 2016 3:40 am