بريطانيا تدرس مع الاتحاد الأوروبي موقفاً مشتركاً بشأن الاعتقالات في سوريا
أعرب مسؤول بريطاني عن قلق بلاده من الاعتقالات الأخيرة في سوريا، والتي تقول المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان انها طالت عشرات المعارضين والناشطين، وقال ان بريطانيا تدرس مع شركائها في الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف مشترك بشأنها.
وقال المتحدث باسم الحكومة البريطانية جون ويلكس في مقابلة مع يونايتد برس انترناشيونال “نريد أن نشجع عمليات الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي داخل سوريا، والتي تقول انها تريد الانفراج السياسي، غير أن هذه الاعتقالات خط سلبي جداً”. وأضاف “أبلغنا السلطات في دمشق بأننا نحترم النظام القضائي السوري، ونريد أن نرى محاكمة المعارضين تجري بصورة اعتيادية، ونناقش بشكل عام أوضاع حقوق الإنسان وحرية الإعلام وعمليات الإصلاح الأساسية في الحوارات التي نجريها مع المسؤولين السوريين بخصوص كل القضايا، ونشجع سوريا على التعاون مع المجتمع الدولي في كل المجالات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب في المنطقة، ونريد أن نؤيد الإصلاح الاقتصادي والإصلاح السياسي داخل سوريا، ونعتبر ذلك مهماً جداً الى جانب احترام حقوق الإنسان”.
ووافق المسؤول البريطاني على أن لسوريا دوراً مهماً في المنطقة، لكنه قال “هناك شكوك حيال تعامل سوريا مع الأوضاع في العراق ولبنان وفلسطين، وباتت الآن أمام خيار استراتيجي، التعاون ولعب دور فعال وبناء في المنطقة أو الاستمرار في التدخل بالشؤون الداخلية للدول الثلاث”.
وأضاف “شهدنا في الأشهر الماضية بعض الإشارات الإيجابية، مثل المشاركة السورية في اجتماع أنابولس وتحسين العلاقات مع العراق، وتبادل الزيارات الرسمية بين دمشق وبغداد، لكننا نرى أن الأفعال أهم من الأقوال، فسوريا على سبيل المثال تقول انها تريد أن تلعب أدوارا إيجابية في العراق ولبنان وفلسطين، لكن لا تزال هناك شكوك قائمة حول تدخلها في شؤون الدول الثلاث”.
واعتبر ويلكس ان مستقبل علاقات بريطانيا مع سوريا “يعتمد على تبديد الشكوك إزاء الاستراتيجية التي تتبناها دمشق حيال العراق ولبنان وفلسطين”، وسئل ما إذا كان ذلك يضمن المحافظة على مصالح سوريا في العراق، ولبنان وفلسطين، فأجاب “بالطبع، لأن هناك مصالح لكل بلد، كما أن العلاقات بين سوريا والدول الثلاث مهمة جدا، ونحن نحترم مكانة سوريا ووزنها في المنطقة، لكن نرى أن من مصلحة سوريا في نهاية المطاف ان تتمتع منطقة الشرق الأوسط بالأمن والاستقرار والتنمية، لذلك نريد ان نشجعها على التعاون مع المجتمع الدولي ومع دول المنطقة من أجل تحقيق النتائج الإبجابية”.
وبشأن لبنان قال المتحدث البريطاني “هناك خيار استراتيجي امام جميع الأحزاب والتيارات المختلفة في لبنان في هذا الوقت، لتحقيق التوافق والمصالحة الوطنية، ونرى أن أمام حزب الله خيار للعب دور بناء أم لا في لبنان، وكذلك سوريا وإيران، ومن جهتنا سنكون مستعدين بعد تجاوز هذه المرحلة للمساهمة في إعادة بناء لبنان وتوفير الدعم المالي والمعنوي له”.