15 شخصا بين قتيل وجريح على طريق حلب - عفرين والأهالي يحملون محافظ حلب المسؤولية
ربما لن تكون أرواح أكثر من 15 شخصاً بين قتيل وجريح سقطوا البارحة على الطريق ( الذي تعود أن يشرب من دمائنا ) كافية لإيقاظ سكينة من نام ضميره , وهو يسمع في كل يوم عن سقوط الأرواح على هذا الطريق .
و لا يزال طريق حلب – عفرين يزرع الموت بين الحين والاخر , حتى أطلق عليه أهالي المنطقة بكل استحقاق " طريق الموت " .
كارثة إنسانية جديدة ب " ثمانية قتلى وسبعة حرحى معظمهم في حالة خطرة "
حصد حادثا سير مساء اليوم الجمعة على طريق حلب - إعزاز أو ما يسميه السكان " طريق الموت " ثمانية قتلى وحوالي سبعة مصابين معظمهم في حالة خطرة , تم نقلهم إلى مشفى إعزاز الوطني .
فعند الساعة السادسة مساء اصطدم وجها لوجه ميكرو باص يعمل على طريق " حلب – بلبل " قادما من عفرين بشاحنة " قاطرة مقطورة " من نوع سكانيا بالقرب من مفرق مطار " منغ " العسكري كانت متوجهة في الطريق المعاكس نحو منطقة إعزاز .
وتحول المكيرو باص إلى حطام على الفور بمن فيه من شدة الاصطدام , في حين انتشرت الدماء على طول الطريق مختلطة بأشلاء الضحايا .
وعلم عكس السير بأن سائق الشاحنة " سكانيا " قد هرب من المكان ولم يعرف هويته حتى تاريخ كتابة الخبر.
وقال آمر الزمرة " صبحي نجار " من فوج إطفاء حلب لعكس السير : " لقد كان منظرا مرعبا عندما أخرجنا الجثث والمصابين من قلب الحافلة الصغيرة حيث أصبحت أشلاء، لقد كانت الدماء تملأ المكان "
وتداعت الجهات الأمنية إلى المكان من قيادة شرطة حلب ، وفرع المرور وامتلأ الطريق القادم نحو حلب وإعزاز بسيارات الإسعاف وتم نقل المصابين والجثث إلى مشفى إعزاز الوطني
بكاء ونحيب .. ومدير مشفى إعزاز لعكس السير " الحوادث شبه يومية ومآسي متكررة "
في مشفى إعزاز الوطني كان المشهد مؤثرا جداً , حيث تعالى صراخ ونحيب ذوو الضحايا بالبكاء , وهم يستلمون جثث ذويهم , ويصرون على تحميل المسؤولين وعلى رأسهم محافظ حلب مسؤولية الأرواح التي تزهق باستمرار على هذا الطريق كل يوم .
وقال أحد السكان مستنكرا : " الكل في المنطقة يطلق عليه طريق الموت ، وهو طريق ضيق جدا على الذهاب والإياب , ولا توجد فيه شاخصات كافية، هل ننتظر حتى يموت أولادنا ونبكيهم مثل ما يحدث اليوم مع هؤلاء المساكين، نناشد المسؤولين لحل هذه المأساة بتجهيز الطريق "
وقال شاب فقد والدته وهو يغالب البكاء : " أحمل كامل المسؤولية على محافظ حلب لعدم سلامة الطريق وما حدث هو جريمة يتحمل منها الكثير ، هل محكوم علينا أن نموت على هذا الطريق؟؟ "
وذكر مصدر رفض الكشف عن اسمه بأن الطريق كان يجب ان يسلم منذ ثلاثة أشهر من قبل الشركة المشرفة على توسعته .
مدير مشفى إعزاز الوطني الدكتور " بسام بي " أشار إلى " خطورة الطريق والحوادث الشبه يومية التي تحدث فيه ، وتحديدا في شهر رمضان الماضي حيث استقبلنا عشرات الحالات قادمة من نفس الطريق "
وأكد مدير منطقة إعزاز على "ضرورة إنهاء مشكلة الطريق الذي يفتقر إلى شروط السلامة العامة ونطلب له حلا ، أما الأمور الفنية فهي ليست من اختصاصنا "
طفل ينجو بأعجوبة .. وطالبان جامعيان من معايدة صديق إلى " الموت "
ونجا طفل عمره ستة أشهر بأعجوبة كبيرة من الحادث , حيث تم نقله إلى مشفى إعزاز و ظهر الطفل بحالة جيدة .
كما علم عكس السير أن والد الطفل نقل إلى العناية المشددة في مشفى الرازي , و حالة والدته " شبه مستقرة " .
ومن الضحايا طالبان جامعيان أحدهما من " عين العرب " والآخر من " الباب " كانا في زيارة صديق لهما في قرية " عفرين " حيث أصر زميلهم على إبقائهم لكنهما أصرا على العودة .
وقال الصديق لعكس السير : " لقد طلبت منهم البقاء لكنهما رفضا ذلك وحدث ما حدث ، والآن لا أستطيع أن أخبر أهلهم ولا أعلم ماذا أتصرف ، لقد فقدت صديقين حميمين " واغرورقت عيناه قبل أن يصمت .
حادث ثاني على طريق " الموت " وسائق يختلط جسده بحديد سيارته
الحادث الثاني كان متزامنا مع الأول حيث وقع حوالي السادسة مساء عندما اصطدم ميكرو باص " حلب إعزاز بسيارة أجرة من نوع " سابا " عند مفرق قرية " دير جمال " , تسبب بوفاة سائق السابا بعد أن تم استخراج جسده الذي اختلط بالحديد نتيجة لشدة الحادث .
في حين تم نقل المصابين من الطرفين إلى كل من مشفى الرازي بحلب ومشفى اعزاز الوطني وكانت الإصابات بين كسور ورضوض في مختلف أنحاء الجسم .
ورجحت مصادر من شرطة الطرق إلى أن " السرعة الزائدة وضيق الطريق العام كونه ذهاب وإياب وعدم وجود شاخصات وإ شارات ضوئية " هي أهم أسباب وقوع الحوادث هذا الطريق .
يذكر أن حادثا حصد قتيلا وأربع جرحى في أول أيام العيد وقبله بتسعه أشهر لاقى 13 شخصا حتفهم عند مفرق قرية " نبل " على نفس الطريق , وما بين الحادث والاخر " حادث جديد " .
ويعتبر هذا الطريق البري هو بوابة سورية الشمالية نحو تركيا من حلب حيث يلاقى العشرات حتفهم عليه , حيث كان من المقرر أن يكون الطريق جاهزاً منذ شهور " وفق المصدر في الخبر " .
إلا أن التأخر في الإنجاز وسوء حالة الطريق وانعدام الرؤيا بشكل كامل في الليل , بالإضافة إلى عدم وجود شاخصات , كلها عوامل تساعد " الموت " على قطف أرواح " ابائنا وأخوتنا وأولادنا " ..
أسماء ضحايا الحادث على طريق حلب- إعزاز:
أمينة حبش بنت سليمان ( 42 عاما ) من قرية راجو .
شكري مرشو بن محمد وجميلة ( 25 عاما ) سائق مكيرو باص حلب – بلبل .
فراس شيخو بن مسلم وصبحية ( 24 عاما ) طالب جامعي من أهالي الباب .
.محمد غياث شيخ مسلم ( 24 عاما ) طالب جامعي من منطقة عين العرب
خوشناف غريب بن مروان وفائزة ( 28 عاما ) .
أفلين خليل بنت إدريس وأمينة ( 3 سنوات ) من قرية عفرين .
فيدان إسماعيل ( 13 سنة ) .
دوغام حنان ( 23 عاما ) سائق التكسي .
الطالب المهندس محمد غياث شيخ مسلم هذا وقد نعت قيادة الديمقراطي الكردي / البارتي / في عفرين
بأسف وألم بالغين تنعي قيادة الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) وفاة الرفيق محمد قادر بن شيخ مسلم ( فرع الحزب في جامعة حلب – طالب في السنة الخامسة الهندسة الزراعية ) الذي استشهد اثر حادث سير مروع على طريق عفرين
– حلب بتاريخ 21/12/2007 .
إننا في الوقت الذي نشارك فيه ذوي الرفيق محمد غياث ، و كل ضحايا هذا الحادث المروري ، الحزن و الأسى ، نعاهده على مواصلة النضال و السير على النهج الذي آمنا به معا لبلوغ الأهداف التي معا من أجل تحقيقها .
للفقيد الرحمة و لأهله و ذويه و رفاقه الصبر و السلوان
إنا لله و إنا إليه راجعون