نشرت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية الواسعة الانتشار لقاءً موسعا مع مراد قره يلان رئيس اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني، حيث جدد قره يلان مطاليب الشعب الكردي في السلام والحل الديمقراطي، مطالبا الحكومة التركية بالحوار والتفاوض وترك سياسة الانكار والحسم العسكري.
جاء اللقاء على شكل تقرير موسع كتبه الصحفي "ستيفن لي مايرز" الذي زار مناطق حق الدفاع المشروع والتقى هناك بمراد قره يلان رئيس اللجنة القيادية في منظومة المجتمع الكردستاني.
وحمل اللقاء الذي نشرته النيويورك تايمز واعادت صحيفة " الشرق الاوسط" اللندنية نشره اليوم، عنوان ( زعيم حزب العمال الكردستاني: لسنا ضعفاء وعلى اميركا التوقف عن النظر لنزاعنا من منظور الحرب على الارهاب).
وقال المقال بان المقابلة أجٌريت مع قره يلان داخل قرية صغيرة، حيث يفرض، ومعه مقاتلون من حزب العمال الكردستاني، سيطرتهم، ناقلا عن قره يلان قوله «لسنا ضعفاء، فشبابنا دائما على أهبة الاستعداد، ويتحلون بروح قتالية، ولكنا نريد حل المشكلة الكردية - فهي مشكلة أمة ومشكلة شعب - من خلال الحوار وبعيدا عن السلاح».
كما نقل المقال كذلك قول قره يلان «الشعب الكردي شعب قديم في العالم، ولكن يتم رفض كل حقوقه القومية واللغوية. هدفنا هو الحصول على هذه الحقوق». وتابع تقرير نيويورك تايمز بان حزب العمال الكردستاني قد اعلن وقفا جديدا لإطلاق النيران، وقام بتمديد ذلك إلى العام الجديد. وقد دعمت قيادات كردية عراقية جهودا تهدف إلى إنهاء الصراع، وتحدوهم خلال ذلك رغبة في توسيع التجارة والتعاون عبر الحدود، ويقدمون نموذجهم لتقرير المصير ورفع مستوى الرخاء. وعلى الرغم من نفي مسؤولين في تركيا وجود مفاوضات مع الحزب، فقد قام وسطاء بعقد محادثات سرية لمناقشة إمكانية الوصول إلى سلام دائم، حسبما أفاد مسؤولون في تركيا والعراق. ويكتب الصحفي الاميركي بان مقاتلي حزب العمال الكردستاني - وعدد كبير منهم من النساء - يتميزون بنمط حياة منظم يتسم بالتقشف. كما وترفف أعلام الحزب داخل المنطقة التي يسيطر عليها، فيما تظهر صور أوجلان في كل مكان.
ويدير الحزب مع طبيب ألماني، عيادة طبية، بالإضافة إلى مصنع ينتج الزي الموحد. ويعتني بمقبرة داخلها نصب طوله ثلاثون قدما يظهر فوق مقابر مقاتلين. ويقول قر ه يلان بإن الحزب يعتمد على تبرعات من ألمواطنين الكرد الذين يعيشون إما في أرض الوطن أو في الخارج. ولدى سؤالنا عن السلاح، ابتسم قره يلان قائلا «تستطيع الحصول على ما تريد، فهذه هي منطقة الشرق الأوسط». وقد أعلن الحزب من جانب واحد عن وقف لإطلاق النيران بعد انفجار أعمال العنف على جانبي الحدود في الفترة من الفين وسبعة والفين وتسعة. وتجاهلت حكومة رجب طيب أردوغان بنود الحزب المعلنة لإنهاء ألاعمال العسكرية نهائيا، وبينها إطلاق سراح نشطاء سياسيين كرد وإنشاء لجنة مصالحة على غرار اللجنة التي أنشئت في أعقاب حقبة التمييز العنصري في جنوب أفريقيا.
ويقول قره يلان إن الحكومة التركية ليس لديها إرادة سياسية للوصول إلى سلام حقيقي، وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يغلق الباب أمام الوصول إلى قرار عبر مفاوضات. وتحدث لقرابة ساعتين داخل منزل في قنديل ليس بعيدا عن منزل آخر دمرته قذائف تركية خلال الصيف.
كذلك نقلت الصحيفة الاميركية الواسعة الانتشار شجب قره يلان للابادة الجماعية والاضطهاد والاحتلال التركي. ودعا الولايات المتحدة ودولا أخرى إلى التوقف عن النظر للنزاع من منظور «الحرب على الإرهاب» وحثهم على النظر إليه من منظور حق تقرير المصير. وقال: «إنها قضية أمة ويجب التعامل معها».