GMT 11:00:00 2008 الأحد 17 فبراير
نبيل شرف الدين
--------------------------------------------------------------------------------
نبيل شرف الدين من القاهرة: كشفت يوم الأحد مصادر صحافية تركية عن معلومات مثيرة حول مصير الرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال، فقد نقلت عن بولنت أوراك أوغلو، رئيس شعبة المخابرات بإدارة الأمن العام التركية السابق قوله "إن الرئيس الراحل قتل على يد من وصفه بمسئول رفيع في الدولة. وأنه يعلم اسم هذا المسؤول"، غير أنه لم يفصح عن شخصيته صراحة .
ونقلت مجلة (خبر أجندة) التركية خلال مقابلة صحافية أجرتها مع المسؤول الاستخباري السابق قوله : "إن أوزال قتل عام 1993، بعد أن اطلع على ملف يتعلق بمنظمة "حزب العمال الكردستاني"، مشيراً إلى أن هذا الملف يتضمن معلومات بالغة الخطورة عما وصفه بـ "شبكة سرية" داخل الدولة، مضيفاً أن رئيس تحرير صحيفة (ميلليت) السابق عبد ايبكجي قتل أيضا بسبب اطلاعه على ذلك الملف الملغوم .
والرئيس التركي الراحل هو ثامن الرؤساء الأتراك بعد سقوط الخلافة العثمانية، وبدأ مهندسا للسدود في ستينيات القرن الماضي، قبل أن يصعد به العمل السياسي لقمة هرم السلطة في الدولة التركية بعد أن وجد فيه قادة الانقلاب الشخصية الأفضل لتولي الحكم وسط مناخ إقليمي ودولي مضطرب، وأصبح رئيساً لتركيا عام 1990، وظل في منصبه حتى توفي في 17 نيسان (أبريل) 1993، وشهد عهده هدنة في صراع الهوية بين الإسلاميين والعلمانيين، غير أن هذا العهد أيضاً شهد إقرار المزيد من الحريات لمظاهر التدين في البلاد، وفي الصدارة منها الحجاب، ورعاية الحركات الصوفية .
تنظيم الدولة السري
وخلال الفترة الماضية كانت أجهزة الأمن التركية قد ضبطت مؤخرا عددا من أعضاء ما اشتهر إعلامياً في تركيا بتنظيم "الدولة السرية"، وذلك بعد مراقبات أمنية استمرت منذ عام 2004 بمتابعة شخصية من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان .
ووفقاً لذات المصادر فقد تبين أن هذا التنظيم - الذي يضم جنرالات سابقين ومحامين وصحافيين وأعضاء في جمعية "الفكر الكمالي" - قد تورط في اغتيال الصحافي التركي ذي الأصول الأرمينية هرانت دينك، وأن التنظيم على علاقة بعصابة المافيا التي تورطت فى حادث (سوسورلوك) في العام 1996، وأدت إلى الإطاحة بمسؤولين كبار بأجهزة الأمن، بالإضافة الى التهديدات التي تلقاها الروائي الشهير أورهان باموك، الفائز بجائزة نوبل للآداب في العام 2006، فضلاً عن التخطيط لاغتيال أردوغان شخصياً .
ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية في أنقرة "إن التحقيقات لا تزال جارية مع أعضاء هذا التنظيم، وقد تكشف عن جديد فيما يتعلق بحقيقة وفاة الرئيس الأسبق ومؤسس حزب (الوطن الأم) تورغوت أوزال، الذى توفي إثر أزمة قلبية مفاجئة في العام 1993، بعد أن كان قد بدأ تنفيذ سياسات اعتبرها العلمانيون تهديدا لمبادئ كمال أتاتورك بسبب إطلاقه الحرية في ارتداء الطالبات للحجاب داخل الجامعات، فضلا عن اعتياده على أداء صلاة الجمعة، وذهابه لأداء فريضة الحج ثلاث مرات، وهو السلوك الذي لم يكن مألوفاً لدى أسلافه من الرؤساء الأتراك السابقين .